الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=17537_17538باب تغيير الشيب بالحناء والكتم ونحوهما وكراهة السواد
138 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=17766جيء بأبي قحافة يوم الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهبوا به إلى بعض نسائه فلتغيره بشيء وجنبوه السواد } رواه الجماعة إلا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري والترمذي ) .
قوله : ( بأبي قحافة ) هو والد nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق . قوله : ( ثغامة ) بثاء مثلثة مفتوحة ثم غين معجمة مخففة . قال أبو عبيد : هو نبت أبيض الزهر والثمر يشبه بياض المشيب به . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : هو شجر مبيض كأنه الثلج ، قال في القاموس : الثغام كسحاب نبت واحدته بهاء وأثغماء اسم الجمع ، وأثغم الوادي أنبته ، والرأس صار كالثغامة بياضا ولون ثاغم أبيض كالثغام . والحديث يدل على مشروعية nindex.php?page=treesubj&link=23301تغيير الشيب وأنه غير مختص باللحية وعلى كراهة nindex.php?page=treesubj&link=17537الخضاب بالسواد ، قال بذلك جماعة من العلماء .
قال النووي : والصحيح بل الصواب أنه حرام يعني الخضاب بالسواد ، وممن صرح به صاحب الحاوي انتهى . وقد أخرج أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=44259يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام [ ص: 152 ] لا يريحون رائحة الجنة } قال nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري : وفي إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16395عبد الكريم ولم ينسبه أبو داود ولا nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي انتهى ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري كما وقع في بعض نسخ السنن .
وقد ورد في استحباب خضاب الشيب وتغييره أحاديث سيأتي بعضها . منها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وأبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلفظ : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11663إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم } .
وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه ، nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=10849إن أحسن ما غير به هذا الشيب الحناء والكتم } وسيأتي . وعن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر { nindex.php?page=hadith&LINKID=8133أنه كان يصبغ لحيته بالصفرة ويقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بها ، ولم يكن أحب إليه منها ، وكان يصبغ بها ثيابه } . أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
ويعارضه ما سيأتي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=34342ما خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنه لم يبلغ منه الشيب إلا قليلا قال : ولو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه لفعلت } . والحديث أخرجه الشيخان
وأخرج أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=27949كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره عشر خلال : الصفرة - يعني الخلوق - وتغيير الشيب } الحديث ، ولكنه لا ينتهض لمعارضة أحاديث تغيير الشيب قولا وفعلا . قال القاضي عياض : اختلف السلف من الصحابة والتابعين في الخضاب وفي جنسه فقال بعضهم : ترك الخضاب أفضل ، وروي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن تغيير الشيب ، ولأنه صلى الله عليه وسلم لم يغير شيبه ، روي هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي وأبي بكر وآخرين ، وقال آخرون : الخضاب أفضل ، وخضب جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم للأحاديث الواردة في ذلك ، ثم اختلف هؤلاء فكان أكثرهم يخضب بالصفرة ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة وآخرون ، وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وخضب جماعة منهم بالحناء والكتم .
وبعضهم بالزعفران . وخضب جماعة بالسواد ، روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين ابني nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=11935وأبي بردة وآخرين . قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : الصواب أن الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب ، وبالنهي عنه كلها صحيحة وليس فيها تناقض بل الأمر بالتغيير لمن شيبه كشيب أبي قحافة ، والنهي لمن له شمط فقط قال : واختلاف السلف في فعل الأمرين بحسب اختلاف أحوالهم في ذلك مع أن الأمر والنهي في ذلك ليس للوجوب بالإجماع ، ولهذا لم ينكر بعضهم على بعض .
139 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال : سئل nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11839إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا ولكن أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر بعده خضبا [ ص: 153 ] بالحناء والكتم } متفق عليه ، وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=40000 : وجاء أبو بكر بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله ثم وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه تكرمة لأبي بكر فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غيروهما وجنبوه السواد } ) .
قصة أبي قحافة قد تقدم الكلام عليها ، وفي هذه الرواية زيادة الأمر بتغيير بياض اللحية وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وإنكاره لخضاب النبي صلى الله عليه وسلم يعارضه ما سيأتي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر { nindex.php?page=hadith&LINKID=4146أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصفر لحيته بالورس والزعفران } وما سبق من حديثه ( أنه كان يصبغ بالصفرة ) ، وما في الصحيحين ، وإن كان أرجح مما كان خارجا عنهما ، ولكن عدم علم nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بوقوع الخضاب منه صلى الله عليه وسلم لا يستلزم العدم ، ورواية من أثبت أولى من روايته لأن غاية ما في روايته أنه لم يعلم وقد علم غيره .
وأيضا قد ثبت في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما يدل على اختضابه كما سيأتي على أنه لو فرض عدم ثبوت اختضابه لما كان قادحا في سنية الخضاب لورود الإرشاد إليها قولا في الأحاديث الصحيحة . قال ابن القيم : واختلف الصحابة في خضابه صلى الله عليه وسلم فقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : لم يخضب وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : خضب وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : { رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوبا } . قال حماد : وأخبرني nindex.php?page=showalam&ids=13371عبد الله بن محمد بن عقيل قال : { رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك مخضوبا } .
وقالت طائفة { : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر الطيب قد احمر شعره فكان يظن مخضوبا ولم يخضب } انتهى . وقد أثبت اختضابه صلى الله عليه وسلم مع nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أبو رمثة كما سيأتي . قوله : ( الكتم ) في القاموس والكتم محركة والكتمان بالضم نبت يخلط بالحناء ويختضب به الشعر . انتهى . وهو النبت المعروف بالوسمة يعني ورق النيل ، وفي كتب الطب أنه نبت من نبت الجبال وورقه كورق الآس يخضب به مدقوقا .
140 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=13585عثمان بن عبد الله بن موهب قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=41218دخلنا على nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة فأخرجت إلينا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ولم يذكر بالحناء وبالكتم )
141 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=28411كان يلبس النعال السبتية ويصفر لحيته بالورس والزعفران وكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يفعل ، ذلك . } رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ) . [ ص: 154 ] الحديث الأول يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم خضب ، وقد تقدم الكلام عليه . وقد أجيب بأن الحديث ليس فيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي خضب بل يحتمل أن يكون احمر بعده لما خالطه من طيب فيه صفرة ، وأيضا كثير من الشعور التي تنفصل عن الجسد إذا طال العهد يئول سوادها إلى الحمرة كذا قال الحافظ .
وأيضا هذا الحديث معارض لحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس المتقدم ، وقد سبق البحث عن ذلك ، وقال الطبري في الجمع بين الحديثين : من جزم بأنه خضب فقد حكى ما شاهد ، وكان ذلك في بعض الأحيان ، ومن نفى ذلك فهو محمول على الأكثر الأغلب من حاله صلى الله عليه وسلم . والحديث الثاني في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16374عبد العزيز بن أبي رواد ، وفيه مقال معروف وهو في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بأطول من هذا ، ذكره في أبواب الوضوء ، ولكنه لم يقل يصفر لحيته بل قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=39234وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ بها } . الحديث . وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
قوله : ( السبتية ) بكسر السين جلود البقر ، وكل جلد مدبوغ أو بالقرظ ذكره في القاموس ، وإنما قيل لها سبتية أخذا من السبت وهو الحلق لأن شعرها قد حلق عنها وأزيل . قوله : ( ويصفر لحيته ) قال الماوردي : لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه صبغ شعره ، ولعله لم يقف على هذا الحديث وهو مبين للصبغ المطلق في الصحيحين ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر { لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة إلا ثيابه } ، أورده ابن قدامة في المغني .
قوله : ( بالورس والزعفران ) الورس بفتح الواو نبت أصفر يزرع باليمن ويصبغ به . والزعفران معروف ، وظاهر العطف أنه كان يصبغ لحيته بالزعفران ، ويحتمل أن يكون التقدير أنه كان يصفر لحيته بالورس وثيابه بالزعفران . وقد روى أبو داود من طرق صحاح ما يدل على أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يصبغ لحيته وثيابه بالصفرة ، ولفظه { nindex.php?page=hadith&LINKID=2509أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يصبغ لحيته بالصفرة حتى تملأ ثيابه فقيل له في ذلك فقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها ولم يكن شيء أحب إليه منها كان يصبغ ثيابه بها حتى عمامته } والحديث يدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=23301تغيير الشيب سنة ، وقد تقدم الكلام عليه .
142 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=10849إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم } . رواه الخمسة وصححه الترمذي )
143 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11663إن اليهود [ ص: 155 ] والنصارى لا يصبغون فخالفوهم } . رواه الجماعة ) . الحديث الأول يدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=17535الحناء والكتم من أحسن الصباغات التي يغير بها الشيب ، وأن الصبغ غير مقصور عليهما لدلالة صيغة التفضيل على مشاركة غيرهما من الصباغات لهما في أصل الحسن ، وهو يحتمل أن يكون على التعاقب ويحتمل الجمع .
وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : ( اختضب nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر بالحناء والكتم ، واختضب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بالحناء بحتا ) أي منفردا وهذا يشعر بأن أبا بكر كان يجمع بينهما دائما ، والكتم نبات باليمن يخرج الصبغ أسود يميل إلى الحمرة وصبغ الحناء أحمر فالصبغ بهما معا يخرج بين السواد والحمرة ، وقد استنبط nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم من قوله : ( جنبوه السواد ) في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أن الخضاب بالسواد كان من عادتهم .
والحديث الثاني يدل على أن العلة في شرعية الصباغ nindex.php?page=treesubj&link=23301وتغيير الشيب هي مخالفة اليهود والنصارى وبهذا يتأكد nindex.php?page=treesubj&link=17535استحباب الخضاب ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبالغ في مخالفة أهل الكتاب ويأمر بها وهذه السنة قد كثر اشتغال السلف بها ، ولهذا ترى المؤرخين في التراجم لهم يقولون : وكان يخضب وكان لا يخضب ، قال ابن الجوزي : قد اختضب جماعة من الصحابة والتابعين . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وقد رأى رجلا قد خضب لحيته : إني لأرى رجلا يحيي ميتا من السنة ، وفرح به حين رآه صبغ بها .
قال النووي : مذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة ، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح . قال وللخضاب فائدتان : إحداهما : تنظيف الشعر مما تعلق به ، والثانية : مخالفة أهل الكتاب . قال في الفتح : وقد رخص فيه أي في الخضب بالسواد طائفة من السلف منهم nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين nindex.php?page=showalam&ids=97وجرير وغير واحد ، واختاره nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم في كتاب الخضاب .
وأجاب عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رفعه { nindex.php?page=hadith&LINKID=44258يكون قوم يخضبون بالسواد لا يجدون ريح الجنة } بأنه لا دلالة فيه على كراهة nindex.php?page=treesubj&link=17537الخضاب بالسواد بل فيه الإخبار عن قوم هذه صفتهم . وعن حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : ( جنبوه السواد ) بأنه ليس في حق كل أحد .
وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12510وابن أبي عاصم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رفعه { nindex.php?page=hadith&LINKID=36320من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة } قال الحافظ : وسنده لين ، ويمكن تعقب الجواب الأول بأن يقال : ترتيب الحكم على الوصف مشعر بالعلية ، وقد وصف القوم المذكورين بأنهم يخضبون بالسواد ، ويمكن تعقب الجواب الثاني بأنه مبني على أن حكمه على الواحد ليس حكما على الجماعة ، وفيه خلاف معروف في الأصول .
144 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=35050 : مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء ، فقال : [ ص: 156 ] ما أحسن هذا ، فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم ، فقال : هذا أحسن من هذا فمر آخر ، وقد خضب بالصفرة ، فقال : هذا أحسن من هذا كله } . رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) . في إسناده حميد بن وهب القرشي الكوفي وهو منكر الحديث ، ومحمد بن طلحة الكوفي وكان ممن يخطئ حتى خرج عن حد التعديل ، ولم يغلب خطؤه صوابه حتى يستحق الترك وهو ممن يحتج به إلا بما انفرد كذا قاله nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري .
والحديث يدل على حسن nindex.php?page=treesubj&link=17535الخضب بالحناء على انفراده ، فإن انضم إليه الكتم كان أحسن ، ويدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=17537_17538الخضب بالصفرة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسن في عينه من الحناء على انفراده ومع الكتم . وقد سبق حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر { nindex.php?page=hadith&LINKID=5629أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب بالصفرة } وتقدم الكلام فيه .
145 - ( وعن أبي رمثة قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=27418 : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء والكتم كان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه . } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وأبي داود { nindex.php?page=hadith&LINKID=450أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي وله لمة بها ردع من حناء . } ردع بالعين المهملة : أي لطخ يقال به ردع من دم أو زعفران ) . وفي لفظ من حديث أبي رمثة { nindex.php?page=hadith&LINKID=477أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابن لي فقال : ابنك ؟ قلت : نعم . أشهد به ، فقال : لا تجني عليه ولا يجني عليك قال : ورأيت الشيب أحمر } قال الترمذي : هذا أحسن شيء روي في هذا الباب وأفسره ، لأن الروايات الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الشيب . قال nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن سماك بن حرب { nindex.php?page=hadith&LINKID=27087قيل nindex.php?page=showalam&ids=98لجابر بن سمرة : أكان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب ؟ قال : لم يكن في رأسه شيب إلا شعرات في مفرق رأسه إذا ادهن واراهن الدهن } . قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس { : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه ولحيته } .
قوله : ( لمة ) بكسر اللام وتشديد الميم هي الشعر المجاوز شحمة الأذن كذا في القاموس . وفي رواية لأبي داود من هذا الحديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=42069وكان يعني النبي صلى الله عليه وسلم قد لطخ لحيته بالحناء } . قوله : ( ردع ) هو بالراء المهملة المفتوحة والدال المهملة الساكنة .