الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            649 - ( وعن عبد الله بن الحارث قال { : كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز واللحم } . رواه ابن ماجه ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث إسناده في سنن ابن ماجه هكذا : " حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب وحرملة بن يحيى قالا : حدثنا عبد الله بن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث قال : حدثني سليمان بن زياد الحضرمي أنه سمع عبد الله بن الحارث فذكره " وهؤلاء كلهم من رجال الصحيح إلا يعقوب بن حميد ، وقد رواه معه حرملة بن يحيى . والحديث يدل على المطلوب منه وهو جواز الأكل في المسجد ، وفيه أحاديث كثيرة : منها سكنى أهل الصفة في المسجد الثابت في البخاري وغيره ، فإن كونهم لا مسكن لهم سواه يستلزم أكلهم للطعام فيه . ومنها حديث ربط الرجل الأسير بسارية من سواري المسجد المتفق عليه في بعض طرقه أنه استمر مربوطا ثلاثة أيام . ومنها ضرب الخيام في المسجد لسعد بن معاذ كما تقدم ، وللسوداء التي كانت تقم المسجد كما في الصحيحين . ومنها إنزال وفد ثقيف المسجد وغيرهم . والأحاديث الدالة على جواز أكل الطعام في المسجد متكاثرة . وقال المصنف رحمه الله: وقد ثبت { أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر ثمامة بن أثال فربط بسارية في المسجد قبل إسلامه } وثبت عنه أنه نثر مالا جاء من البحرين في المسجد وقسمه فيه انتهى . قلت : ربط ثمامة ثابت في الصحيحين بلفظ { بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فاغتسل ثم دخل فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله } .

                                                                                                                                            ونثر المال في المسجد وقسمته ثابت في البخاري وغيره بلفظ : { أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين فقال : انثروه في المسجد } كان أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ساق القصة بطولها . والحديثان يدلان على جوازربط الأسير المشرك في المسجد والمسلم بالأولى وعلى جواز قسمة الأموال في المساجد ونثرها فيها .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية