[ ص: 233 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ( 8 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5من كان يرجو لقاء الله ) قال
ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -
ومقاتل : من كان يخشى البعث والحساب ، والرجاء بمعنى الخوف . وقال
سعيد بن جبير - رضي الله عنه - : من كان يطمع في ثواب الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5فإن أجل الله لآت ) يعني : ما وعد الله من الثواب والعقاب . وقال
مقاتل : يعني : يوم القيامة لكائن . ومعنى الآية : أن من يخشى الله أو يأمله فليستعد له ، وليعمل لذلك اليوم . كما قال : "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=110فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " الآية ( الكهف - 110 (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5وهو السميع العليم )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ) له ثوابه ، " والجهاد " : هو الصبر على الشدة ، ويكون ذلك في الحرب ، وقد يكون على مخالفة النفس . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6إن الله لغني عن العالمين ) عن أعمالهم وعباداتهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) لنبطلنها ، يعني : حتى تصير بمنزلة ما لم يعمل . والتكفير : إذهاب السيئة بالحسنة (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون ) أي : بأحسن أعمالهم وهو الطاعة . وقيل : نعطيهم أكثر مما عملوا وأحسن ، كما قال : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ( الأنعام - 160 ) .
nindex.php?page=treesubj&link=29000_32290_18004_31435_32354قوله - عز وجل - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) أي : برا بهما وعطفا عليهما ، معناه : ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن . نزلت هذه الآية والتي في سورة لقمان ( الآية 15 ) ، والأحقاف ( الآية 15 ) في
سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - وهو سعد بن مالك أبو إسحاق الزهري ، وأمه
حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس - لما أسلم ، وكان من السابقين الأولين ، وكان بارا بأمه ، قالت له أمه : ما هذا الدين الذي أحدثت ؟ والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه ، أو أموت فتعير بذلك أبد الدهر ، ويقال : يا قاتل أمه . ثم إنها مكثت يوما وليلة لم تأكل ولم تشرب ولم
[ ص: 234 ] تستظل ، فأصبحت قد جهدت ، ثم مكثت يوما آخر لم تأكل ولم تشرب ، فجاء
سعد إليها وقال : يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني فكلي ، وإن شئت فلا تأكلي ، فلما أيست منه أكلت وشربت ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأمره بالبر بوالديه والإحسان إليهما وأن لا يطيعهما في الشرك ، فذلك قوله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) . وجاء في الحديث : " لا طاعة لمخلوق في معصية الله " . ثم أوعد بالمصير إليه فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) أخبركم بصالح أعمالكم وسيئها فأجازيكم عليها .
[ ص: 233 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=29000nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 8 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا -
وَمُقَاتِلٌ : مَنْ كَانَ يَخْشَى الْبَعْثَ وَالْحِسَابَ ، وَالرَّجَاءُ بِمَعْنَى الْخَوْفِ . وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : مَنْ كَانَ يَطْمَعُ فِي ثَوَابِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ) يَعْنِي : مَا وَعَدَ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي : يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَكَائِنٌ . وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ أَوْ يَأْمُلُهُ فَلْيَسْتَعِدَّ لَهُ ، وَلْيَعْمَلْ لِذَلِكَ الْيَوْمِ . كَمَا قَالَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=110فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا " الْآيَةَ ( الْكَهْفِ - 110 (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ) لَهُ ثَوَابُهُ ، " وَالْجِهَادُ " : هُوَ الصَّبْرُ عَلَى الشِّدَّةِ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي الْحَرْبِ ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى مُخَالَفَةِ النَّفْسِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) عَنْ أَعْمَالِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) لَنُبْطِلَنَّهَا ، يَعْنِي : حَتَّى تَصِيرَ بِمَنْزِلَةِ مَا لَمْ يُعْمَلْ . وَالتَّكْفِيرُ : إِذْهَابُ السَّيِّئَةِ بِالْحَسَنَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ) أَيْ : بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ وَهُوَ الطَّاعَةُ . وَقِيلَ : نُعْطِيهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِلُوا وَأَحْسَنَ ، كَمَا قَالَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " ( الْأَنْعَامِ - 160 ) .
nindex.php?page=treesubj&link=29000_32290_18004_31435_32354قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) أَيْ : بِرًّا بِهِمَا وَعَطْفًا عَلَيْهِمَا ، مَعْنَاهُ : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ أَنْ يَفْعَلَ بِوَالِدَيْهِ مَا يَحْسُنُ . نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَالَّتِي فِي سُورَةِ لُقْمَانَ ( الْآيَةُ 15 ) ، وَالْأَحْقَافِ ( الْآيَةُ 15 ) فِي
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ ، وَأُمُّهُ
حَمْنَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ - لَمَّا أَسْلَمَ ، وَكَانَ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ ، وَكَانَ بَارًّا بِأُمِّهِ ، قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي أَحْدَثْتَ ؟ وَاللَّهِ لَا آكُلُ وَلَا أَشْرَبُ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ ، أَوْ أَمُوتَ فَتُعَيَّرَ بِذَلِكَ أَبَدَ الدَّهْرِ ، وَيُقَالُ : يَا قَاتِلَ أُمِّهِ . ثُمَّ إِنَّهَا مَكَثَتْ يَوْمًا وَلَيْلَةً لَمْ تَأْكُلْ وَلَمْ تَشْرَبْ وَلَمْ
[ ص: 234 ] تَسْتَظِلَّ ، فَأَصْبَحَتْ قَدْ جَهَدَتْ ، ثُمَّ مَكَثَتْ يَوْمًا آخَرَ لَمْ تَأْكُلْ وَلَمْ تَشْرَبْ ، فَجَاءَ
سَعْدٌ إِلَيْهَا وَقَالَ : يَا أُمَّاهُ لَوْ كَانَتْ لَكِ مِائَةُ نَفْسٍ فَخَرَجَتْ نَفْسًا نَفْسًا مَا تَرَكْتُ دِينِي فَكُلِي ، وَإِنْ شِئْتِ فَلَا تَأْكُلِي ، فَلَمَّا أَيِسَتْ مِنْهُ أَكَلَتْ وَشَرِبَتْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ ، وَأَمَرَهُ بِالْبِرِّ بِوَالِدَيْهِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا وَأَنْ لَا يُطِيعُهُمَا فِي الشِّرْكِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ) . وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ : " لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ " . ثُمَّ أَوْعَدَ بِالْمَصِيرِ إِلَيْهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) أُخْبِرُكُمْ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ وَسَيِّئِهَا فَأُجَازِيكُمْ عَلَيْهَا .