(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28979إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ( 42 ) )
( إذ أنتم ) أي : إذ أنتم نزول يا معشر المسلمين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42بالعدوة الدنيا ) أي : بشفير الوادي الأدنى إلى
المدينة ، والدنيا تأنيث الأدنى ، ( وهم ) يعني عدوكم من المشركين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42بالعدوة القصوى )
[ ص: 363 ] بشفير الوادي الأقصى من
المدينة ، والقصوى تأنيث الأقصى .
قرأ
ابن كثير وأهل البصرة " بالعدوة " بكسر العين فيهما ، والباقون بضمهما ، وهما لغتان كالكسوة والكسوة والرشوة والرشوة . ( والركب ) يعني : العير يريد
أبا سفيان وأصحابه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42أسفل منكم ) أي : في موضع أسفل منكم إلى ساحل البحر ، على ثلاثة أميال من
بدر ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ) وذلك أن
nindex.php?page=treesubj&link=29313المسلمين خرجوا ليأخذوا العير وخرج الكفار ليمنعوها ، فالتقوا على غير ميعاد ، فقال تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد " ، لقلتكم وكثرة عدوكم ، ( ولكن ) الله جمعكم على غير ميعاد ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) من نصر أوليائه وإعزاز دينه وإهلاك أعدائه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42ليهلك من هلك عن بينة ) أي : ليموت من يموت على بينة رآها وعبرة عاينها وحجة قامت عليه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42ويحيا من حي عن بينة ) ويعيش من يعيش على بينة لوعده : "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " " الإسراء - 15 ) . وقال
محمد بن إسحاق : معناه ليكفر من كفر بعد حجة قامت عليه ، ويؤمن من آمن على مثل ذلك ، فالهلاك هو الكفر ، والحياة هي الإيمان .
وقال
قتادة : ليضل من ضل عن بينة ، ويهدي من اهتدى على بينة .
قرأ
أهل الحجاز وأبو بكر ويعقوب : " حيي " بيائين ، مثل " خشي " وقرأ الآخرون : بياء واحدة مشددة ، لأنه مكتوب بياء واحدة .
( وإن الله لسميع ) لدعائكم ، ( عليم ) بنياتكم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28979إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 42 ) )
( إِذْ أَنْتُمْ ) أَيْ : إِذْ أَنْتُمْ نُزُولٌ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا ) أَيْ : بِشَفِيرِ الْوَادِي الْأَدْنَى إِلَى
الْمَدِينَةِ ، وَالدُّنْيَا تَأْنِيثُ الْأَدْنَى ، ( وَهُمْ ) يَعْنِي عَدُوَّكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى )
[ ص: 363 ] بِشَفِيرِ الْوَادِي الْأَقْصَى مِنَ
الْمَدِينَةِ ، وَالْقُصْوَى تَأْنِيثُ الْأَقْصَى .
قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ " بِالْعِدُوَةِ " بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِيهِمَا ، وَالْبَاقُونَ بِضَمِّهِمَا ، وَهُمَا لُغَتَانِ كَالْكِسْوَةِ وَالْكُسْوَةِ وَالرَّشْوَةِ وَالرُّشْوَةِ . ( وَالرَّكْبُ ) يَعْنِي : الْعِيرَ يُرِيدُ
أَبَا سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) أَيْ : فِي مَوْضِعٍ أَسْفَلَ مِنْكُمْ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْ
بَدْرٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ) وَذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29313الْمُسْلِمِينَ خَرَجُوا لِيَأْخُذُوا الْعِيرَ وَخَرَجَ الْكُفَّارُ لِيَمْنَعُوهَا ، فَالْتَقَوْا عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ ، فَقَالَ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ " ، لِقِلَّتِكُمْ وَكَثْرَةِ عَدُوِّكُمْ ، ( وَلَكِنَّ ) اللَّهَ جَمَعَكُمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ) مِنْ نَصْرِ أَوْلِيَائِهِ وَإِعْزَازِ دِينِهِ وَإِهْلَاكِ أَعْدَائِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42لِيَهْلَكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ) أَيْ : لِيَمُوتَ مَنْ يَمُوتُ عَلَى بَيِّنَةٍ رَآهَا وَعِبْرَةٍ عَايَنَهَا وَحُجَّةٍ قَامَتْ عَلَيْهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) وَيَعِيشَ مَنْ يَعِيشُ عَلَى بَيِّنَةٍ لِوَعْدِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " " الْإِسْرَاءُ - 15 ) . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : مَعْنَاهُ لِيَكْفُرَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ حُجَّةٍ قَامَتْ عَلَيْهِ ، وَيُؤَمِنَ مَنْ آمَنَ عَلَى مَثَلِ ذَلِكَ ، فَالْهَلَاكُ هُوَ الْكُفْرُ ، وَالْحَيَاةُ هِيَ الْإِيمَانُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : لِيُضِلَّ مَنْ ضَلَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَيَهْدِيَ مَنِ اهْتَدَى عَلَى بَيِّنَةٍ .
قَرَأَ
أَهْلُ الْحِجَازِ وَأَبُو بَكْرٍ وَيَعْقُوبُ : " حَيِيَ " بِيَائَيْنِ ، مِثْلَ " خَشِيَ " وَقَرَأَ الْآخَرُونَ : بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ مُشَدَّدَةٍ ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ .
( وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ ) لِدُعَائِكُمْ ، ( عَلِيمٌ ) بِنِيَّاتِكُمْ .