الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان وقال nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر لما بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاسمع من قوله فرجع فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق
5686 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16715عمرو بن عون حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد هو ابن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=655573كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول لن تراعوا لن تراعوا وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج في عنقه سيف فقال لقد وجدته بحرا أو إنه لبحر
[ ص: 471 ]
[ ص: 471 ] قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=19507حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ) جمع في هذه الترجمة بين هذه الأمور الثلاثة لأن nindex.php?page=treesubj&link=19913_19524السخاء من جملة محاسن الأخلاق ، بل هو من معظمها والبخل ضده ، فأما الحسن فقال الراغب : هو عبارة عن كل مرغوب فيه إما من جهة العقل وإما من جهة العرض وإما من جهة الحسن ، وأكثر ما يقال في عرف العامة فيما يدرك بالبصر ، وأكثر ما جاء في الشرع فيما يدرك بالبصيرة ، انتهى ملخصا . وأما الخلق فهو بضم الخاء واللام ويجوز سكونها ، قال الراغب : الخلق والخلق يعني بالفتح وبالضم في الأصل بمعنى واحد كالشرب والشرب ، لكن خص الخلق الذي بالفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر ، وخص الخلق الذي بالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة انتهى . وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=842994اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي أخرجه أحمد وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . وفي حديث علي الطويل في دعاء الافتتاح عند مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=842995واهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقال القرطبي في " المفهم " : الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره ، وهي محمودة ومذمومة ، فالمحمودة على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك فتنصف منها ولا تنصف لها ، وعلى التفصيل العفو والحلم والجود والصبر وتحمل الأذى والرحمة والشفقة وقضاء الحوائج والتوادد ولين الجانب ونحو ذلك ، والمذموم منها ضد ذلك ، وأما السخاء فهو بمعنى الجود ، وهو بذل ما يقتنى بغير عوض ، وعطفه على حسن الخلق من عطف الخاص على العام ، وإنما أفرد للتنويه به . وأما nindex.php?page=treesubj&link=18898البخل فهو منع ما يطلب مما يقتنى ، وشره ما كان طالبه مستحقا ولا سيما إن كان من غير مال المسئول . وأشار بقوله : " وما يكره من البخل " إلى أن بعض ما يجوز انطلاق اسم البخل عليه قد لا يكون مذموما .
ثم ذكر المصنف في الباب ثمانية أحاديث : الأولان معلقان . قوله : ( وقال ابن عباس كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس ) تقدم موصولا في [ ص: 472 ] كتاب الإيمان ، وتقدم شرحه في كتاب الصيام ، وفيه بيان السبب في أكثرية جوده في رمضان .
قوله : ( وقال أبو ذر لما بلغه مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأخيه إلخ ) كذا للأكثر بتكرير قال ، وفي رواية الكشميهني " وكان أبو ذر إلخ " وهي أولى ، وهذا طرف من قصة إسلام أبي ذر ، وقد تقدمت موصولة مطولة في المبعث النبوي مشروحة والغرض منه هنا قوله : " ويأمر بمكارم الأخلاق " والمكارم جمع مكرمة بضم الراء وهي من الكرم ، قال الراغب : وهو اسم الأخلاق ، وكذلك الأفعال المحمودة ، قال ولا يقال للرجل كريم حتى يظهر ذلك منه ، ولما كان أكرم الأفعال ما يقصد به أشرف الوجوه ، وأشرفها ما يقصد به وجه الله - تعالى - ، وإنما يحصل ذلك من المتقي قال الله - تعالى - : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن أكرمكم عند الله أتقاكم وكل فائق في بابه يقال له كريم .
حديث أنس قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=842996كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس " أي أحسنهم خلقا وخلقا " وأجود الناس " أي أكثرهم بذلا لما يقدر عليه " وأشجع الناس " أي أكثرهم إقداما مع عدم الفرار ، وقد تقدم شرح الحديث المذكور في كتاب الهبة ، واقتصار أنس على هذه الأوصاف الثلاث من جوامع الكلم لأنها أمهات الأخلاق ، فإن : في كل إنسان ثلاث قوى :
أحدها : الغضبية وكمالها الشجاعة ،
ثانيها : الشهوانية وكمالها الجود ،
ثالثها : العقلية وكمالها النطق بالحكمة . وقد أشار أنس إلى ذلك بقوله : " أحسن الناس " لأن الحسن يشمل القول والفعل ، ويحتمل أن يكون المراد بأحسن الناس حسن الخلقة وهو تابع لاعتدال المزاج الذي يتبع صفاء النفس الذي منه جودة القريحة التي تنشأ عنها الحكمة قاله الكرماني ، وقوله : " فزع أهل المدينة " أي سمعوا صوتا في الليل فخافوا أن يهجم عليهم عدو ، وقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=842997فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قد سبق الناس إلى الصوت " أي إنه سبق فاستكشف الخبر فلم يجد ما يخاف منه فرجع يسكنهم . وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=842998لم تراعوا هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسا ، وإظهارا للرفق بالمخاطب .
[ ص: 471 ] قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=19507حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ) جمع في هذه الترجمة بين هذه الأمور الثلاثة لأن nindex.php?page=treesubj&link=19913_19524السخاء من جملة محاسن الأخلاق ، بل هو من معظمها والبخل ضده ، فأما الحسن فقال الراغب : هو عبارة عن كل مرغوب فيه إما من جهة العقل وإما من جهة العرض وإما من جهة الحسن ، وأكثر ما يقال في عرف العامة فيما يدرك بالبصر ، وأكثر ما جاء في الشرع فيما يدرك بالبصيرة ، انتهى ملخصا . وأما الخلق فهو بضم الخاء واللام ويجوز سكونها ، قال الراغب : الخلق والخلق يعني بالفتح وبالضم في الأصل بمعنى واحد كالشرب والشرب ، لكن خص الخلق الذي بالفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر ، وخص الخلق الذي بالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة انتهى . وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=842994اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي أخرجه أحمد وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . وفي حديث علي الطويل في دعاء الافتتاح عند مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=842995واهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقال القرطبي في " المفهم " : الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره ، وهي محمودة ومذمومة ، فالمحمودة على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك فتنصف منها ولا تنصف لها ، وعلى التفصيل العفو والحلم والجود والصبر وتحمل الأذى والرحمة والشفقة وقضاء الحوائج والتوادد ولين الجانب ونحو ذلك ، والمذموم منها ضد ذلك ، وأما السخاء فهو بمعنى الجود ، وهو بذل ما يقتنى بغير عوض ، وعطفه على حسن الخلق من عطف الخاص على العام ، وإنما أفرد للتنويه به . وأما nindex.php?page=treesubj&link=18898البخل فهو منع ما يطلب مما يقتنى ، وشره ما كان طالبه مستحقا ولا سيما إن كان من غير مال المسئول . وأشار بقوله : " وما يكره من البخل " إلى أن بعض ما يجوز انطلاق اسم البخل عليه قد لا يكون مذموما .
ثم ذكر المصنف في الباب ثمانية أحاديث : الأولان معلقان . قوله : ( وقال ابن عباس كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس ) تقدم موصولا في [ ص: 472 ] كتاب الإيمان ، وتقدم شرحه في كتاب الصيام ، وفيه بيان السبب في أكثرية جوده في رمضان .
قوله : ( وقال أبو ذر لما بلغه مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأخيه إلخ ) كذا للأكثر بتكرير قال ، وفي رواية الكشميهني " وكان أبو ذر إلخ " وهي أولى ، وهذا طرف من قصة إسلام أبي ذر ، وقد تقدمت موصولة مطولة في المبعث النبوي مشروحة والغرض منه هنا قوله : " ويأمر بمكارم الأخلاق " والمكارم جمع مكرمة بضم الراء وهي من الكرم ، قال الراغب : وهو اسم الأخلاق ، وكذلك الأفعال المحمودة ، قال ولا يقال للرجل كريم حتى يظهر ذلك منه ، ولما كان أكرم الأفعال ما يقصد به أشرف الوجوه ، وأشرفها ما يقصد به وجه الله - تعالى - ، وإنما يحصل ذلك من المتقي قال الله - تعالى - : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن أكرمكم عند الله أتقاكم وكل فائق في بابه يقال له كريم .
حديث أنس قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=842996كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس " أي أحسنهم خلقا وخلقا " وأجود الناس " أي أكثرهم بذلا لما يقدر عليه " وأشجع الناس " أي أكثرهم إقداما مع عدم الفرار ، وقد تقدم شرح الحديث المذكور في كتاب الهبة ، واقتصار أنس على هذه الأوصاف الثلاث من جوامع الكلم لأنها أمهات الأخلاق ، فإن : في كل إنسان ثلاث قوى :
أحدها : الغضبية وكمالها الشجاعة ،
ثانيها : الشهوانية وكمالها الجود ،
ثالثها : العقلية وكمالها النطق بالحكمة . وقد أشار أنس إلى ذلك بقوله : " أحسن الناس " لأن الحسن يشمل القول والفعل ، ويحتمل أن يكون المراد بأحسن الناس حسن الخلقة وهو تابع لاعتدال المزاج الذي يتبع صفاء النفس الذي منه جودة القريحة التي تنشأ عنها الحكمة قاله الكرماني ، وقوله : " فزع أهل المدينة " أي سمعوا صوتا في الليل فخافوا أن يهجم عليهم عدو ، وقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=842997فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قد سبق الناس إلى الصوت " أي إنه سبق فاستكشف الخبر فلم يجد ما يخاف منه فرجع يسكنهم . وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=842998لم تراعوا هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسا ، وإظهارا للرفق بالمخاطب .