الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5711 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16665عمر بن حفص حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15730أبي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=655598قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=30563_18690تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه
قوله : ( باب ما قيل في ذي الوجهين ) أورد فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفيه تفسيره وهو من جملة صور النمام .
قوله : ( تجد من شرار الناس ) كذا وقع في رواية الكشميهني " شرار " بصيغة الجمع ، وأخرجه الترمذي من طريق أبي معاوية عن الأعمش بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843079إن من شر الناس وقد تقدم في أوائل المناقب في طريق عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843080تجدون شر الناس وأخرجه مسلم من هذا الوجه ومن رواية ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عنه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843080تجدون من nindex.php?page=treesubj&link=30484_19229شر الناس ذا الوجهين ، وأخرجه أبو داود من رواية سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج عنه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843079من شر الناس ذو الوجهين ولمسلم من رواية مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد nindex.php?page=hadith&LINKID=843079إن من شر الناس ذا الوجهين وسيأتي في الأحكام من طريق عراك بن مالك عنه بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843079إن شر الناس ذو الوجهين وهو عند مسلم أيضا ، وهذه الألفاظ متقاربة والروايات التي فيها شر الناس محمولة على الرواية التي فيها من شر الناس ووصفه بكونه شر الناس أو من شر الناس مبالغة في ذلك ، ورواية أشر الناس بزيادة الألف لغة في شر يقال خير وأخير وشر وأشر بمعنى ولكن الذي بالألف أقل استعمالا ، ويحتمل أن يكون المراد بالناس من [ ص: 490 ] ذكر من الطائفتين المتضادتين خاصة ، فإن كل طائفة منهما مجانبة للأخرى ظاهرا فلا يتمكن من الاطلاع على أسرارها إلا بما ذكر من خداعه الفريقين ليطلع على أسرارهم فهو شرهم كلهم . والأولى حمل الناس على عمومه فهو أبلغ في الذم ، وقد وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق أبي شهاب عن الأعمش بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843081من شر خلق الله ذو الوجهين قال القرطبي : إنما كان nindex.php?page=treesubj&link=30484_19229ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق ، إذ هو متملق بالباطل وبالكذب ، مدخل للفساد بين الناس . وقال النووي : هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ، فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها ، وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين ، وهي مداهنة محرمة . قال : فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود . وقال غيره : الفرق بينهما أن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى ، والمحمود أن يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى ، وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح . ويؤيد هذه التفرقة رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق ابن نمير عن الأعمش nindex.php?page=hadith&LINKID=843082الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : حمله على ظاهره جماعة وهو أولى ، وتأوله قوم على أن المراد به من يرائي بعمله فيري الناس خشوعا واستكانة ويوهمهم أنه يخشى الله حتى يكرموه وهو في الباطن بخلاف ذلك ، قال : وهذا محتمل لو اقتصر في الحديث على صدره فإنه داخل في مطلق ذي الوجهين ، لكن بقية الحديث ترد هذا التأويل وهي قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=843083يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه قلت : وقد اقتصر في رواية الترمذي على صدر الحديث ، لكن دلت بقية الروايات على أن الراوي اختصره ، فإنه عند الترمذي من رواية الأعمش ، وقد ثبت هنا من رواية الأعمش بتمامه ، ورواية ابن نمير التي أشرت إليها هي التي ترد التأويل المذكور صريحا ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد " من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=843084لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا . وأخرج أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=843085قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار " وفي الباب عن أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بهذا اللفظ ، وهذا يتناول الذي حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عمن ذكره بخلاف حديث الباب فإنه فسر من يتردد بين طائفتين من الناس ، والله أعلم .