الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
99 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان عن nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=650097قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث nindex.php?page=treesubj&link=30513_31514_28656_28662_30373_30377أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=29089_29087الحرص على الحديث ) المراد بالحديث في عرف الشرع ما يضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكأنه أريد به مقابلة القرآن لأنه قديم .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13761عبد العزيز ) هو أبو القاسم الأويسي ، nindex.php?page=showalam&ids=16036وسليمان هو ابن بلال ، وعمرو بن أبي عمرو هو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب ، واسم أبي عمرو ميسرة . والإسناد كله مدنيون .
قوله : ( أنه قال : قيل يا رسول الله ) كذا لأبي ذر وكريمة . وسقطت " قيل " للباقين وهو الصواب ، ولعلها كانت قلت فتصحفت ، فقد أخرجه المصنف في الرقاق كذلك ، وللإسماعيلي أنه سأل ، ولأبي نعيم أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال يا رسول الله .
قوله : ( أول منك ) وقع في روايتنا برفع اللام ونصبها ، فالرفع على الصفة لأحد أو البدل منه والنصب على أنه مفعول ثان لظننت قاله القاضي عياض ، وقال أبو البقاء : على الحال ، ولا يضر كونه نكرة لأنها في سياق النفي كقولهم ما كان أحد مثلك . و " ما " في قوله " لما " موصولة و " من " بيانية أو تبعيضية ، وفيه فضل nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفضل nindex.php?page=treesubj&link=18467_26464الحرص على تحصيل العلم .
[ ص: 234 ] قوله : ( من قال لا إله إلا الله ) احتراز من المشرك ، والمراد مع قوله محمد رسول الله ، لكن قد يكتفى بالجزء الأول من كلمتي الشهادة لأنه صار شعارا لمجموعهما كما تقدم في الإيمان .
قوله : ( خالصا ) احتراز من المنافق ، ومعنى أفعل في قوله " أسعد " الفعل لا أنها أفعل التفضيل أي : سعيد الناس ، كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=24وأحسن مقيلا ويحتمل أن يكون أفعل التفضيل على بابها ، وأن كل أحد يحصل له سعد بشفاعته ; لكن المؤمن المخلص أكثر سعادة بها ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - يشفع في الخلق لإراحتهم من هول الموقف ، ويشفع في بعض الكفار ، بتخفيف العذاب كما صح في حق أبي طالب ، ويشفع في بعض المؤمنين بالخروج من النار بعد أن دخلوها ، وفي بعضهم بعدم دخولها بعد أن استوجبوا دخولها ، وفي بعضهم بدخول الجنة بغير حساب ، وفي بعضهم برفع الدرجات فيها . فظهر الاشتراك في السعادة بالشفاعة وأن أسعدهم بها المؤمن المخلص . والله أعلم .
قوله : ( من قلبه ، أو نفسه ) شك من الراوي ، وللمصنف في الرقاق " خالصا من قبل نفسه " وذكر ذلك على سبيل التأكيد كما في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283فإنه آثم قلبه وفي الحديث دليل على nindex.php?page=treesubj&link=28664اشتراط النطق بكلمتي الشهادة لتعبيره بالقول في قوله : " من قال " .