الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
11 حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17315أبي قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15526أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة عن nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=650010قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال nindex.php?page=treesubj&link=28647_18301_30483_25986_16207_32520_18446_28640_30476_30502_18719_18739_19092من سلم المسلمون من لسانه ويده
[ ص: 71 ]
[ ص: 71 ] قوله : ( باب ) هو منون ، وفيه ما في الذي قبله .
قوله : ( حدثنا أبو بردة ) هو بريد بالموحدة والراء مصغر ، وشيخه جده وافقه في كنيته لا في اسمه ، nindex.php?page=showalam&ids=110وأبو موسى هو الأشعري .
قوله : ( قالوا ) رواه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=14113والحسن بن سفيان وأبو يعلى في مسنديهما عن سعيد بن يحيى بن سعيد شيخ البخاري بإسناده هذا بلفظ " قلنا " ، ورواه ابن منده من طريق حسين بن محمد الغساني [1] أحد الحفاظ عن سعيد بن يحيى هذا بلفظ " قلت " ، فتعين أن السائل أبو موسى ، ولا تخالف بين الروايات لأنه في هذه صرح وفي رواية مسلم أراد نفسه ومن معه من الصحابة ، إذ الراضي بالسؤال في حكم السائل ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أراد أنه وإياهم . وقد سأل هذا السؤال أيضا أبو ذر ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . وعمير بن قتادة ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني .
قوله : ( أي الإسلام ) إن قيل الإسلام مفرد ، وشرط أي أن تدخل على متعدد . أجيب بأن فيه حذفا تقديره : أي ذوي الإسلام أفضل ؟ ويؤيده رواية مسلم : أي المسلمين أفضل ؟ والجامع بين اللفظين أن أفضلية المسلم حاصلة بهذه الخصلة . وهذا التقدير أولى من تقدير بعض الشراح هنا : أي خصال الإسلام . وإنما قلت إنه أولى لأنه يلزم عليه سؤال آخر بأن يقال : سئل عن الخصال فأجاب بصاحب الخصلة ، فما الحكمة في ذلك ؟ وقد يجاب بأنه يتأتى نحو قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=215يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين الآية ، والتقدير " بأي ذوي الإسلام " يقع الجواب مطابقا له بغير تأويل . وإذا ثبت أن nindex.php?page=treesubj&link=28804بعض خصال المسلمين المتعلقة بالإسلام أفضل من بعض حصل مراد المصنف بقبول الزيادة والنقصان ، فتظهر مناسبة هذا الحديث والذي قبله لما قبلهما من تعداد أمور الإيمان ، إذ الإيمان والإسلام عنده مترادفان ، والله أعلم . فإن قيل : لم جرد " أفعل " هنا عن العمل ؟ أجيب بأن الحذف عند العلم به جائز ، والتقدير أفضل من غيره .
( تنبيه ) : هذا الإسناد كله كوفيون . ويحيى بن سعيد المذكور اسم جده أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي ، ونسبه المصنف قرشيا بالنسبة الأعمية . يكنى أبا أيوب . وفي طبقته nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ، وحديثه في هذا الكتاب أكثر من حديث الأموي ، وليس له ابن يروي عنه يسمى سعيدا فافترقا . وفي الكتاب ممن يقال له يحيى بن سعيد اثنان أيضا ، لكن من طبقة فوق طبقة هذين ، وهما يحيى بن سعيد الأنصاري السابق في حديث الأعمال أول الكتاب ، ويحيى بن سعيد التيمي أبو حيان ، ويمتاز عن الأنصاري بالكنية . والله الموفق .