الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              783 حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عباد بن عباد المهلبي حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أبي بن كعب قال كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت بالمدينة وكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فتوجعت له فقلت يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمض ويرفعك من الوقع ويقيك هوام الأرض فقال والله ما أحب أن بيتي بطنب بيت محمد صلى الله عليه وسلم قال فحملت به حملا حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فدعاه فسأله فذكر له مثل ذلك وذكر أنه يرجو في أثره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لك ما احتسبت

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( أقصى بيت ) أي أبعد بيت (لا تخطئه ) من أخطأ أي لا تفوته (فتوجعت ) أي أظهرت أنه يصيبني الألم مما يلحقه من المشقة ببعد الدار (يقيك ) من الوقاية (الرمضاء ) كالحمراء الرمل الحار وفي بعض النسخ الرمض بفتحتين أي الاحتراق بالرمضاء (من الوقع ) بفتحتين أي من إصابة الحجارة القدم (هوام الأرض ) بتشديد الميم ما فيها من ذوات السموم قوله ( بطنب بيت محمد - صلى الله عليه وسلم - ) الطنب بضمتين واحد إطناب الخيمة أي ما أحب أن يكون بيتي مربوطا مشدودا بطنب بيته - صلى الله عليه وسلم - وقيل وقد يستعار الطنب للناحية وهو كناية عن القرب أي لا أحب قرب المسجد لأنه يخل ما أرجو من كثرة الثواب بكثرة الخطا قوله ( فحملت به حملا ) في المجمع بكسر الحاء أي عظم علي وثقل واستعظمته لبشاعة لفظه وهمني ذلك ولا يريد الحمل على الظهر وفي الصحاح الحمل بالكسر ما كان على ظهر أو رأس وبالفتح ما كان في بطن أو رأس شجرة قوله ( ما احتسبت ) من الاحتساب وهو أن [ ص: 264 ] تقصد العمل وتفعله طلبا للأجر والثواب .




                                                                              الخدمات العلمية