الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              794 حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو أسامة عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن الحكم بن ميناء أخبرني ابن عباس وابن عمر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على أعواده لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( على أعواده ) أي على المنبر الذي اتخذه من الأعواد قوله ( عن ودعهم الجماعات ) أي تركهم مصدر ودعه أي تركه وقول النحاة إن بعض العرب أماتوا ماضي يدع ومصدره يحمل على قلة استعمالها وقيل قولهم مردود والحديث حجة عليهم وقال السيوطي في حاشية النسائي والظاهر أن استعماله هاهنا من الرواة المولدين الذين لا يحسنون العربية قلت لا يخفى على من تتبع أن كتب العربية مبنية على الاستقراء الناقص دون التام عادة وهي مع ذلك أكثريات لا كليات فلا يناسب تغليظ الرواة قال القرطبي والختم عبارة عما يخلق الله تعالى في قلوبهم من الجهل والجفاء والقسوة وقال القاضي في شرح المصابيح إن أحد الأمرين كائن لا محالة أما الانتهاء عن ترك الجماعات أو ختم الله تعالى على قلوبهم فإن اعتياد ترك الجماعات يغلب الرين على القلب ويزهد النفوس في الطاعات .




                                                                              الخدمات العلمية