الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب في كم يستحب يختم القرآن

                                                                              1345 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فنزلوا الأحلاف على المغيرة بن شعبة وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء فيحدثنا قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش ويقول ولا سواء كنا مستضعفين مستذلين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ندال عليهم ويدالون علينا فلما كان ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه فقلت يا رسول الله لقد أبطأت علينا الليلة قال إنه طرأ علي حزبي من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أتمه قال أوس فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن قالوا ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( فنزلوا الأحلاف ) من التنزيل والضمير للوفد والأحلاف بالنصب أي أحلافهم وهم الذين دخلوا فيهم بالمعاقدة وفي أبي داود فنزلت الأحلاف والموافق له أن يجعل فنزلوا من النزول وأن يرفع الأحلاف على أنه بدل البعض من ضمير نزلوا الراجع إلى الوفد أو على أنه من قبيل وأسروا النجوى الذين ظلموا فليتأمل وفيه مراعاة نزلوا الناس منازلهم قوله : ( فكان يأتينا ) أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (يراوح بين رجليه ) أي يعتمد على إحدى الرجلين مرة وعلى الأخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل منهما (ولا سواء ) أي ما كان بيننا وبينكم مساواة بل هم كانوا أولا أعزة ثم أذلهم الله وأنهم كانوا أعزة في الدنيا ونحن أعز منهم في الآخرة قوله : ( سجال الحرب ) بكسر السين أي ذنوبها (ندال عليهم ) أي تكون [ ص: 406 ] الدولة لنا عليهم مرة ولهم علينا أخرى وهذا تفسير قوله : سجال الحرب بيننا وبينهم قوله : ( طرأ علي ) هو بالهمز وقد تترك الهمزة يريد أنه قد أغفله من وقته ثم ذكره فقرأه أقبل علي حزبي وجاءني مفاجأة من حيث أنه نسيه في وقته وذكره في ذلك الوقت فعد ذلك طروا عليه من الجزاء يقال طرأ عليه بالهمز وتركه إذا جاءه مفاجأة قوله : ( كيف تحزبون ) من التحزب وهو تجزيته واتخاذ كل جزء حزبا له (ثلاث ) أي الحزب ثلاث سور من البقرة وتالييها والحزب الآخر خمس سور إلى براءة والثالث سبع سور إلى النحل والرابع تسع سور إلى الفرقان والخامس إحدى عشرة من الشعراء إلى يس والسادس ثلاث عشرة إلى الحجرات وحزب المفصل من ق إلى آخر القرآن .




                                                                              الخدمات العلمية