الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب ما جاء في صلاة الاستخارة

                                                                              1383 حدثنا أحمد بن يوسف السلمي حدثنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي قال سمعت محمد بن المنكدر يحدث عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر فيسميه ما كان من شيء خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو خيرا لي في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه وإن كنت تعلم يقول مثل ما قال في المرة الأولى وإن كان شرا لي فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيثما كان ثم رضني به

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( كما يعلمنا السورة ) أي يعتني بشأن تعليمنا الاستخارة لعظم نفعها وعمومه كما يعتني بالسورة (يقول ) بيان لقوله يعلمنا الاستخارة قوله : ( إذا هم أحدكم بالأمر ) أي أراده كما في رواية ابن مسعود والأمر يعم المباح وما يكون عبادة إلا أن الاستخارة في العبادة بالنسبة إلى إيقاعها في وقت معين وإلا فهي خير ويستثنى ما يتعين إيقاعها في وقت معين إذ لا يتصور فيه الترك قوله : ( فليركع ) الأمر للندب والركعتان أقل ما تحصل به قوله : ( من غير الفريضة ) يشمل السنن الرواتب قوله : ( أستخيرك ) أي أسألك أن ترشدني إلى الخير فيما أريد بسبب أنك عالم (وأستقدرك ) أي أطلب منك أن تجعلني قادرا عليه إن كان فيه خير (وأسألك إلخ ) أي أسألك ذلك لأجل فضلك العظيم لا لاستحقاق لذلك ولا لوجوبه عليك قوله : ( إن كنت تعلم ) الترديد راجع إلى عدم علم العبد بمتعلق علمه تعالى لا إلى أنه يحتمل أن يكون خيرا ولا يعلمه إلا العليم الخبير قوله : ( أو خيرا لي في عاجل أمري ) شك من الراوي فاقدره بضم الدال وكسرها أي اجعله مقدرا لي أو قدره لي أي يسره فهو مجاز عن التيسير فلا ينافي كون التقدير أزليا قوله : ( يقول مثل ما قال إلخ ) أي يقول وإن كنت تعلم هذا الأمر شرا لي في معاشي وعاقبة أمري أو يقول شرا لي في عاجل أمري وآجله وقوله وإن [ ص: 418 ] كان شرا لي مقول القول أي يقول إن كان شرا مثل ما قال في الخير لكن الواو في قوله في معاشي وعاقبة أمري هاهنا ينبغي أن تجعل بمعنى أو بخلاف قوله خيرا لي في كذا وكذا فإن هناك على بابها لأن المطلوب حين تيسره يكون خيرا من جميع الوجوه والله تعالى أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية