الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              533 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن امرأة من بني عبد الأشهل قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن بيني وبين المسجد طريقا قذرة قال فبعدها طريق أنظف منها قلت نعم قال فهذه بهذه

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( عن امرأة من بني عبد الأشهل ) نقل الطيبي عن الخطابي ضعف الحديث لجهالة هذه المرأة وأنت خبير بأنها صحابية فلا يضر جهالتها فظاهر الحديث على ما ذكره المصنف وإن كان موافقا لما سبق من حديث [ ص: 191 ] أم سلمة فيحتمل التأويل المذكور في حديث أم سلمة لكن فيه اختصار ولفظ أبي داود أن لنا طريقا إلى المسجد منتنة فكيف نفعل إذا مطرنا وهذا لا يحتمل ذلك التأويل ولكن يمكن تأويله بأن المراد هل نحضر للصلاة ولا يكون استقذارا لطبع المشي في تلك الطريق أيام المطر عذرا أم لا نحضر ويكون ذلك عذرا فأشار ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أنه ليس بعذر واجعلوا في مقابلة استقذاركم للمشي في الطريق الخبيث استراحتكم في المشي بالطريق الطيب أو المراد فكيف نفعل بما يصيب ثوبنا أو بدننا أو يصلنا من طين الطريق فكأنه أشار ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أنه لا عبرة بالشك والأصل الطهارة والشك يكفي في رفعه أن يصيب محل النجاسة أو في شيء من الأشياء الطهارة لم ير العلماء أن النجاسة اليقينية في نحو الثوب تزول بلا غسل وإن كان ظاهر هذا الحديث ذلك والله أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية