الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
580 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب الثقفي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد الحذاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=662899كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل nindex.php?page=treesubj&link=32451_33177_1570سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قوله : ( يقول في nindex.php?page=treesubj&link=1898_1899سجود القرآن بالليل ) : حكاية للواقع لا للتقييد به ( سجد وجهي ) بفتح الياء وسكونها ( للذي خلقه وشق سمعه وبصره ) ، تخصيص بعد تعميم أي : فتحهما وأعطاهما الإدراك وأثبت لهما الإمداد بعد الإيجاد . قال القاري في المرقاة : قال ابن الهمام : ويقول في السجدة ما يقول في سجدة الصلاة على الأصح ، واستحب بعضهم سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ؛ لأنه -تعالى- أخبر عن أوليائه وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=107ويخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا .
قال القاري : وينبغي أن لا يكون ما صحح على عمومه ، فإن كانت nindex.php?page=treesubj&link=1898السجدة في الصلاة فيقول فيها ما يقال فيها ، فإن كانت فريضة قال : سبحان ربي الأعلى ، أو نفلا قال ما شاء مما ورد ؛ كسجد وجهي وكقول : اللهم اكتب لي إلخ ، قال : وإن كان خارج الصلاة قال كل ما أثر من ذلك ، انتهى كلام القاري .
قلت : إن كانت السجدة في الصلاة المكتوبة يقول فيها أيضا ما شاء مما ورد بإسناد صحيح ؛ كسجد وجهي للذي خلقه إلخ ، لا مانع من قول ذلك فيها . هذا ما عندي ، والله تعالى أعلم .
[ ص: 149 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ، وأخرجه أحمد وأصحاب السنن nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي وصححه ابن السكن وقال في آخره " ثلاثا " ، زاد nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في آخره : فتبارك الله أحسن الخالقين ، وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وصوره بعد قوله خلقه ، nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي من حديث جابر مثله في سجود الصلاة ، ولمسلم من حديث علي كذلك ، كذا في التلخيص والنيل .
فائدة :
قال ابن قدامة في المغني : nindex.php?page=treesubj&link=1901يشترط للسجود ما يشترط لصلاة النافلة من الطهارتين من الحدث والنجس وستر العورة واستقبال القبلة والنية ، ولا نعلم فيه خلافا إلا ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في الحائض تسمع السجدة تومئ برأسها ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : ويقول : اللهم لك سجدت ، وعن الشعبي فيمن سمع السجدة على غير وضوء : يسجد حيث كان وجهه . ولنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : nindex.php?page=hadith&LINKID=800281لا يقبل الله صلاة بغير طهور ، فيدخل في عمومه السجود ولأنه صلاة فيشترط له ذلك كذات الركوع ، انتهى .
وقال الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير في سبل السلام : والأصل أنه لا يشترط الطهارة إلا بدليل ، وأدلة وجوب الطهارة وردت للصلاة ، والسجدة لا تسمى صلاة ، فالدليل على من شرط ذلك ، انتهى .
وقال الشوكاني في النيل ما ملخصه : ليس في أحاديث سجود التلاوة ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئا ، وهكذا ليس في الأحاديث ما يدل على اعتبار طهارة الثياب والمكان . وأما ستر العورة واستقبال القبلة مع الإمكان فقيل : إنه معتبر اتفاقا ، قال في الفتح : لم يوافق ابن عمر أحد على جواز nindex.php?page=treesubj&link=1912_1903السجود بلا وضوء إلا الشعبي ، أخرجه ابن أبي شيبة عنه بسند صحيح . وأخرج أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يقرأ السجدة ثم يسجد وهو على غير وضوء إلى غير القبلة وهو يمشي يومئ إيماء ، انتهى كلام الشوكاني .
قلت : الاحتياط للعمل فيما قال ابن قدامة في المغني ، وعليه عملنا . هذا ما عندنا ، والله تعالى أعلم .
[ ص: 150 ] باب ما ذكر فيمن فاته حزبه من الليل فقضاه بالنهار
قال الجزري في النهاية : الحزب ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالورد ، انتهى .