الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب ما ذكر من سيما هذه الأمة يوم القيامة من آثار السجود والطهور
607 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12269أبو الوليد أحمد بن بكار الدمشقي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم قال قال nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو أخبرني يزيد بن خمير عن nindex.php?page=showalam&ids=11788عبد الله بن بسر nindex.php?page=hadith&LINKID=662922عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=22630_30495_32707أمتي يوم القيامة غر من السجود محجلون من الوضوء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن بسر
قوله : ( قال nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ) السكسكي أبو عمرو الحمصي . قال عمرو بن علي : ثبت ، وقال أبو حاتم : ثقة له في مسلم فرد حديث . ( أخبرني يزيد بن خمير ) بالخاء المعجمة مصغرا الهمداني الزيادي الحمصي روى عن أبي أمامة nindex.php?page=showalam&ids=11788وعبد الله بن بسر وعنه صفوان بن عمر وشعبة ووثقه ، ووثقه أيضا ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
قوله : ( قال : أمتي يوم القيامة غر ) بضم الغين المعجمة وشدة الراء جمع أغر وهو أبيض الوجه ( من السجود ) أي من nindex.php?page=treesubj&link=24589أثر السجود في الصلاة ( محجلون من الوضوء ) المحجل من [ ص: 186 ] الدواب التي قوائمها بيض مأخوذ من الحجل وهو القيد ، كأنها مقيدة بالبياض ، والمعنى يأتون يوم القيامة بيض الوجوه من آثار السجود ، وبيض مواضع الوضوء من اليدين والرجلين من nindex.php?page=treesubj&link=24774آثار الوضوء ، فالغرة من أثر السجود ، والتحجيل من أثر الوضوء سيما هذه الأمة يوم القيامة .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند مسلم وغيره مرفوعا قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=751328وددت أنا قد رأينا إخواننا ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال : أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد . فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال : أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض . وفي رواية ابن ماجه : nindex.php?page=hadith&LINKID=751686تردون علي غرا محجلين من الوضوء سيماء أمتي ليس لأحد غيرها .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وتقدم آنفا لفظ حديثه . وفي الباب أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أخرج حديثه أحمد وفيه : فقال رجل : nindex.php?page=hadith&LINKID=751687يا رسول الله ، كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال : " هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس أحد كذلك غيرهم " الحديث . وهذا نص صريح في أن الغرة والتحجيل من خصوصيات هذه الأمة .
فإن قلت : جعل السجود في حديث عبد الله بن بسر المذكور في هذا الباب علة للغرة يعارضه جعل الوضوء علة للغرة والتحجيل في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء اللذين ذكرنا لفظهما آنفا .
قلت : يمكن أن يقال : إن للغرة علتين للسجود والوضوء ، وأما التحجيل فعلته هو الوضوء وحده ، والله تعالى أعلم .