الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب ما جاء الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون
697 أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسمعيل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر حدثنا إسحق بن جعفر بن محمد حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15176عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=663003أن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=1123_4054الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس
قوله : ( الصوم يوم تصومون إلخ ) هذا الحديث رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه أيضا ، إلا أنهما لم يذكرا الصوم يوم تفطرون وفي الباب عن عائشة -رضي الله عنها- بلفظ قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : nindex.php?page=hadith&LINKID=751418الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس ، أخرجه الترمذي وصححه وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا وقال : وقفه عليها هي الصواب .
قوله : ( هذا حديث غريب حسن ) وسكت عنه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري ، وقال الشوكاني في النيل : رجال إسناده ثقات ، انتهى .
قوله : ( وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال : إنما معنى هذا nindex.php?page=treesubj&link=2385الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس ) بكسر العين وفتح الظاء أي كثرة الناس . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في معنى الحديث : إن الخطأ مرفوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد ، فلو أن nindex.php?page=treesubj&link=27478_2385_2392قوما اجتهدوا فلم يروا [ ص: 313 ] الهلال إلا بعد ثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعا وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض لا شيء عليهم من وزر أو عيب ، وكذلك هذا في الحج إذا أخطئوا يوم عرفة فإنه ليس عليهم إعادته .
وقال المنذري في تلخيص السنن : وقيل فيه الإشارة إلى أن يوم الشك لا يصام احتياطا وإنما يصوم يوم يصوم الناس ، وقيل فيه الرد على من يقول : إن nindex.php?page=treesubj&link=2391من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل جاز له أن يصوم به ويفطر دون من لم يعلم ، وقيل : إن nindex.php?page=treesubj&link=2408الشاهد الواحد إذا رأى الهلال ولم يحكم القاضي بشهادته أن هذا لا يكون صوما له كما لم يكن للناس ، انتهى .
قال الشوكاني في النيل بعد كلام المنذري : وقد ذهب إلى الأخير nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن الشيباني قال : إنه يتعين على nindex.php?page=treesubj&link=2408المنفرد برؤية هلال الشهر حكم الناس في الصوم والحج وإن خالف ما تيقنه ، وروي مثل ذلك عن عطاء والحسن ، والخلاف في ذلك للجمهور فقالوا : يتعين عليه حكم نفسه فيما تيقنه وفسروا الحديث بمثل ما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي . وقيل في معنى الحديث : إنه إخبار بأن الناس يتحزبون أحزابا ويخالفون الهدي النبوي ، فطائفة تعمل بالحساب وعليه أمة من الناس ، وطائفة يقدمون الصوم والوقوف بعرفة وجعلوا ذلك شعارا وهم الباطنية ، وبقي على الهدي النبوي الفرقة التي لا تزال ظاهرة على الحق فهي المرادة بلفظ الناس في الحديث وهي السواد الأعظم ولو كانت قليلة العدد ، كذا في النيل .