الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلح بين الناس

                                                                                                          1352 حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما والمسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح [ ص: 487 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 487 ] قوله : ( حدثنا أبو عامر العقدي ) بفتح العين المهملة والقاف اسمه عبد الملك ابن عمرو القيسي ، ثقة ( حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ) قال في التقريب : ضعيف من السابعة منهم من كذبه . قوله : ( الصلح جائز بين المسلمين ) خصهم لا لإخراج غيرهم ، بل لدخولهم في ذلك دخولا أوليا اهتماما بشأنهم ( إلا صلحا حرم حلالا ) كمصالحة الزوجة للزوج على أن لا يطلقها ، أو لا يتزوج عليها ، أو لا يبيت عند ضرتها ( أو أحل حراما ) الصلح على أكل مال لا يحل أكله ، أو نحو ذلك . ( والمسلمون على شروطهم ) أي : ثابتون عليها لا يرجعون عنها ( إلا شرطا حرم حلالا ) فهو باطل كأن يشترط أن لا يطأ أمته ، أو زوجته ، أو نحو ذلك ( أو أحل حراما ) كأن يشترط نصرة الظالم ، أو الباغي ، أو غزو المسلمين قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه ابن ماجه ، وأبو داود وانتهت روايته عند قوله : شروطهم ، وفي تصحيح الترمذي هذا الحديث نظر فإن في إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، وهو ضعيف جدا ، قال فيه الشافعي ، وأبو داود : هو ركن من أركان الكذب ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال ابن حبان : له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ، وتركه أحمد ، وقد نوقش الترمذي في تصحيح حديثه ، قال الذهبي : أما الترمذي فروى من حديثه : الصلح جائز بين المسلمين ، وصححه ، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيحه ، وقال ابن كثير في إرشاده : قد نوقش أبو عيسى يعني : الترمذي في تصحيحه هذا الحديث ، وما شاكله . انتهى ، واعتذر له الحافظ فقال : وكأنه اعتبر بكثرة طرقه ، كذا قال الشوكاني في النيل : وذكر فيه طرقه ، وقال بعد ذكرها : لا يخفى أن الأحاديث المذكورة والطرق يشهد بعضها لبعض ، فأقل أحوالها أن يكون المتن الذي اجتمعت عليه حسنا . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية