الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1651 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=663945أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=7862_7920_30397_29497لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها قال أبو عيسى هذا حديث صحيح
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=876357لغدوة في سبيل الله أو روحة ) قال الحافظ : الغدوة بالفتح : المرة الواحدة من الغدو وهو الخروج في أي وقت كان من أول النهار إلى انتصافه ، والروحة المرة الواحدة من الرواح وهو الخروج في أي وقت كان من زوال الشمس إلى غروبها ( خير من الدنيا وما فيها ) قال ابن دقيق العيد : يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون من باب تنزيل المغيب منزلة المحسوس تحقيقا له في النفس لكون الدنيا محسوسة في النفس مستعظمة في الطباع ، فلذلك وقعت المفاضلة بها ، وإلا فمن المعلوم أن جميع ما في الدنيا لا يساوي ذرة مما في الجنة ، والثاني أن المراد أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن لو حصلت له الدنيا كلها لأنفقها في طاعة الله تعالى . قال [ ص: 236 ] الحافظ : ويؤيد الثاني ما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد من مرسل الحسن قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=876358بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخر ليشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم . والحاصل أن المراد تسهيل أمر الدنيا nindex.php?page=treesubj&link=7862وتعظيم أمر الجهاد وأن من حصل له من الجنة قدر سوط يصير كأنه حصل له أمر عظيم من جميع ما في الدنيا ، فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات ، والنكتة في ذلك أن سبب التأخير عن الجهاد الميل إلى سبب من أسباب الدنيا . فنبه هذا المتأخر أن هذا القدر اليسير من الجنة أفضل من جميع ما في الدنيا ( ولقاب قوس أحدكم ) أي قدره ، والقاب بالقاف وآخره موحدة معناه القدر ، وقيل القاب ما بين مقبض القوس وسيته ، وقيل ما بين الوتر والقوس ، وقيل المراد بالقوس هنا الذراع الذي يقاس به ، وكأن المعنى بيان فضل قدر الذراع من الجنة ( أو موضع يده ) شك من الراوي أي مقدار يده ( خير من الدنيا وما فيها ) أي من إنفاقها فيها لو ملكها ، أو نفسها لو ملكها لأنه زائل لا محالة ( أطلعت إلى الأرض ) أي أشرفت عليها ونظرت إليها ( لأضاءت ما بينهما ) أي ما بين المشرق والمغرب ، أو ما بين السماء والأرض ، وما بين الجنة والأرض وهو الأظهر لتحقق ذكرهما في العبارة صريحا قاله القاري ( ولملأت ما بينهما ريحا ) أي طيبة ( ولنصيفها ) بفتح النون وكسر الصاد المهملة بعدها تحتانية ساكنة ثم فاء هو الخمار بكسر المعجمة وتخفيف الميم ( على رأسها ) قيد به تحقيرا له بالنسبة إلى خمار البدن جميعه ( خير من الدنيا وما فيها ) أي فكيف الجنة نفسها وما بها من نعيمها .
قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .