الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2150 حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس البصري حدثنا أبو قتيبة حدثنا أبو العوام عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو العوام هو عمران وهو ابن داور القطان

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس ) بكسر الفاء وتخفيف الراء الصيرفي صدوق من الحادية عشرة ( أخبرنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة ) الشعيري الخراساني نزيل البصرة صدوق من التاسعة .

                                                                                                          قوله : ( مثل ) بضم الميم وتشديد مثلثة أي صور وخلق ( ابن آدم ) بالرفع نائب الفاعل ، وقيل مثل ابن آدم بفتحتين وتخفيف المثلثة ويريد به صفته وحاله العجيبة الشأن ، وهو مبتدأ خبره الجملة التي بعده ، أي الظرف ، وتسع وتسعون مرتفع به أي حال ابن آدم أن تسعا وتسعين منية متوجهة إلى نحوه منتهية إلى جانبه ، وقيل خبره محذوف والتقدير : مثل ابن آدم مثل الذي يكون إلى جنبهتسع وتسعون منية ، ولعل الحذف من بعض الرواة .

                                                                                                          ( وإلى جنبه ) الواو للحال أي بقربه ( تسع وتسعون ) أراد به الكثرة دون الحصر ( منية ) بفتح الميم أي بلية مهلكة ، وقال بعضهم : أي سبب موت ( إن أخطأته المنايا ) قال الطيبي : المنايا جمع منية وهي الموت لأنها مقدرة بوقت مخصوص من المنى وهو التقدير ، وسمى كل بلية من البلايا منية لأنها طلائعها ومقدماتها انتهى أي إن جاوزته فرضا أسباب المنية من الأمراض والجوع والغرق والحرق وغير ذلك مرة بعد أخرى .

                                                                                                          ( وقع في الهرم ) قال في القاموس : الهرم محركة أقصى الكبر ( حتى يموت ) قال بعضهم يريد أن أصل خلقة الإنسان من شأنه أن لا تفارقه المصائب والبلايا والأمراض والأدواء كما قيل : البرايا أهداف البلايا ، وكما قال صاحب الحكم ابن عطاء : ما دمت في هذه الدار لا تستغرب وقوع الأكدار ، فإن أخطأته تلك النوائب على سبيل الندرة أدركه من الأدواء الداء الذي لا دواء له وهو الهرم ، وحاصله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فينبغي للمؤمن أن يكون صابرا على حكم الله ، راضيا بما قدره الله تعالى وقضاه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه الضياء المقدسي كما في الجامع الصغير .

                                                                                                          [ ص: 305 ] قوله : ( وأبو العوام هو عمران القطان ) قال في التقريب : عمران بن داور بفتح الواو بعدها راء ، أبو العوام القطان البصري ، صدوق يهم ، ورمي برأي الخوارج من السابعة .




                                                                                                          الخدمات العلمية