الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2374 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري عن أبي الوليد قال سمعت خولة بنت قيس وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب تقول nindex.php?page=hadith&LINKID=664666سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول nindex.php?page=treesubj&link=32944_26727_33644_30433_30437إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت به نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو الوليد اسمه عبيد سنوطى
قوله : ( سمعت خولة بنت قيس ) بن فهر بن قيس بن ثعلبة الأنصارية صحابية لها حديث كذا في التقريب . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمتها : روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : nindex.php?page=hadith&LINKID=751626إن الدنيا خضرة حلوة الحديث . وعنها أبو الوليد سنوطا وغيره . قال عبيد : دخلت على أم محمد وكانت عند حمزة ، وتزوجها بعده رجل من الأنصار ، انتهى .
قوله : ( خضرة ) بفتح فكسر ( حلوة ) بضم الحاء وسكون اللام قال الحافظ في الفتح : معناه أن صورة الدنيا حسنة مونقة ، والعرب تسمي كل شيء مشرق ناضر أخضر . وقال ابن الأنباري قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=752382المال خضرة حلوة ) ليس هو صفة المال وإنما هو للتشبيه [ ص: 37 ] كأنه قال المال كالبقلة الخضراء الحلوة ، والتاء في قوله خضرة وحلوة باعتبار ما يشتمل عليه المال من زهرة الدنيا أو على معنى فائدة المال ، أي أن الحياة به أو العيشة أو أن المراد بالمال هنا الدنيا ؛ لأنه من زينتها قال الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46المال والبنون زينة الحياة الدنيا وقد وقع في حديث أيضا المخرج في السنن : nindex.php?page=hadith&LINKID=751626الدنيا خضرة حلوة فيتوافق الحديثان . ويحتمل أن تكون التاء فيهما للمبالغة ( من أصابه بحقه ) أي بقدر حاجته من الحلال ( ورب متخوض ) أي متسارع ومتصرف . قال في المجمع : أصل الخوض المشي في الماء وتحريكه ثم استعمل في التلبيس بالأمر والتصرف فيه ، أي رب متصرف في مال الله بما لا يرضاه الله أي يتصرفون في بيت المال ويستبدون بمال المسلمين بغير قسمة ، وقيل : هو التخليط في تحصيله من غير وجه كيف أمكن ، انتهى .
( فيما شاءت نفسه ) أي فيما أحبته والتذت به ( ليس له ) أي جزاء ( يوم القيامة إلا النار ) أي دخول جهنم وهو حكم مرتب على الوصف المناسب وهو الخوض في مال الله تعالى فيكون مشعرا بالعلية ، وهذا حث على nindex.php?page=treesubj&link=24626_24714الاستغناء عن الناس ، وذم السؤال بلا ضرورة . قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي -رحمه الله- : مثل المال مثل الحية التي فيها ترياق نافع وسم ناقع فإن أصابها العارف الذي يحترز عن شرها ويعرف استخراج ترياقها كان نعمة ، وإن أصابها الغبي فقد لقي البلاء المهلك ، انتهى . وتوضيحه ما قاله عارف : إن الدنيا كالحية فكل من يجوز له أخذها ، وإلا فلا ، فقيل : وما رقيتها ؟ فقال : أن يعرف من أين يأخذها ، وفي أين يصرفها .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد .
قوله : ( وأبو الوليد اسمه عبيد سنطا ) وفي بعض النسخ سنوطا . قال في القاموس : وسنوطى كهيولى لقب عبيد المحدث أو اسم والده ، انتهى . وقال في التقريب : عبيد سنوطا بفتح المهملة وضم النون ، ويقال ابن سنوطا أبو الوليد المدني وثقه العجلي من الثالثة ، انتهى .