الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2596 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا الجنة يؤتى برجل فيقول سلوا عن صغار ذنوبه واخبئوا كبارها فيقال له عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا قال فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة قال فيقول يا رب لقد عملت أشياء ما أراها ها هنا قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن المعرور بن سويد ) هو بالعين المهملة والراء المكررة .

                                                                                                          قوله : ( وآخر أهل الجنة دخولا الجنة ) أي فيها ( يؤتى برجل ) وزاد مسلم : يوم القيامة ( فيقول سلوا عن صغار ذنوبه ) وفي رواية مسلم : فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه ( وأخبئوا كبارها ) ضبط في النسخة الأحمدية المطبوعة بالقلم بفتح الهمزة وكسر الموحدة . وقال في هامشها أمر من الإخباء وهو الإخفاء انتهى .

                                                                                                          قلت : الظاهر أنه أمر من الخبء ، قال في القاموس : خبأه كمنعه ستره كخبأه واختبأه انتهى . وقال في النهاية : يقال خبأت الشيء أخبئه إذا أخفيته ( يوم كذا وكذا ) أي في الوقت الفلاني ( عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا ) زاد مسلم : فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه ( فإن لك مكان كل سيئة حسنة ) قال القاري : وهو إما لكونه تائبا إلى الله تعالى وقد قال تعالى : إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات لكن يشكل بأنه كيف يكون آخر أهل النار خروجا ، ويمكن أن يقال فعل بعد التوبة ذنوبا استحق بها العقاب ، وإما وقع التبديل له من باب الفضل من الله تعالى ، والثاني أظهر ويؤيده أنه حينئذ يطمع في كرم الله سبحانه ( فيقول يا رب لقد عملت أشياء ) أي من الكبائر ( ما أراها هاهنا ) أي في الصحائف أو في مقام التبديل .

                                                                                                          [ ص: 273 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم في أواخر كتاب الإيمان .




                                                                                                          الخدمات العلمية