الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2626 حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر واسمه أحمد بن عبد الله الهمداني الكوفي قال حدثنا حجاج بن محمد عن يونس بن أبي إسحق عن أبي إسحق الهمداني عن أبي جحيفة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصاب حدا فعجل عقوبته في الدنيا فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة ومن أصاب حدا فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود إلى شيء قد عفا عنه قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب وهذا قول أهل العلم لا نعلم أحدا كفر أحدا بالزنا أو السرقة وشرب الخمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر أحمد بن عبد الله الهمداني ) اعلم أنه قد وقع في [ ص: 316 ] النسخة الأحمدية : حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر حدثنا أحمد بن عبد الله الهمداني بزيادة لفظ حدثنا بين ابن أبي السفر ، وأحمد وهذا غلط صريح ، والصواب حذف لفظ حدثنا لأن أحمد بن عبد الله الهمداني هو اسم أبي عبيدة بن أبي السفر ( أخبرنا الحجاج بن محمد المصيصي ) الأعور .

                                                                                                          قوله : ( من أصاب حدا ) أي ذنبا يوجب الحد فأقيم المسبب مقام السبب ، ويجوز أن يراد بالحد المحرم من قوله تلك حدود الله فلا تعتدوها ، أي تلك محارمه ذكره الطيبي ( فعجل ) بصيغة المجهول أي فقدم ( أن يثني ) بتشديد النون أي يكرر ( فستره الله عليه ) قال الترمذي في باب إن الحدود كفارة لأهلها . قال الشافعي : وأحب لمن أصاب ذنبا فستره الله عليه أن يستر على نفسه ويتوب فيما بينه وبين ربه . وكذلك روي عن أبي بكر وعمر أنهما أمرا أن يستر على نفسه ، انتهى .

                                                                                                          قلت : روى محمد في الموطإ عن سعيد بن المسيب أن رجلا من أسلم أتى أبا بكر فقال : إن الآخر قد زنى ، قال له أبو بكر : هل ذكرت هذا لأحد غيري ؟ قال لا . قال أبو بكر : تب إلى الله -عز وجل- واستتر بستر الله : فإن الله يقبل التوبة عن عباده . قال سعيد : فلم تقر به نفسه حتى أتى عمر بن الخطاب فقال له كما قال لأبي بكر ، فقال له : كما قال أبو بكر إلخ .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه ابن ماجه والحاكم . وقال المناوي إسناده جيد .

                                                                                                          قوله : ( وهذا قول أهل العلم لا نعلم أحدا كفر بالزنا والسرقة وشرب الخمر ) قال الحافظ في الفتح بعد نقل كلام الترمذي هذا يعني ممن يعتد بخلافه ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية