الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2672 حدثنا محمود بن غيلان والحسن بن علي وغير واحد قالوا حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اشفعوا ولتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وبريد يكنى أبا بردة أيضا هو ابن أبي موسى الأشعري وهو كوفي ثقة في الحديث روى عنه شعبة والثوري وابن عيينة [ ص: 363 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 363 ] قوله : ( اشفعوا ) وفي رواية لمسلم كان إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال : اشفعوا إلخ وفي رواية للبخاري : إذا جاء رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه ، فقال : اشفعوا إلخ ( ولتؤجروا ) عطف على اشفعوا واللام لام الأمر ( وليقضي الله إلخ ) بلام التأكيد أي يحكم وفيه إشارة إلى أن ما يجري على لسانه -صلى الله عليه وسلم- فهو من الله سواء كان قبول الشفاعة أو عدمه ، وفي الحديث : الحض على الخير بالفعل وبالتسبب إليه بكل وجه ، والشفاعة إلى الكبير في كشف كربة ومعونة ضعيف ، إذ ليس كل أحد يقدر على الوصول إلى الرئيس ولا التمكن منه ليلج عليه ، أو يوضح له مراده ليعرف حاله على وجهه وإلا فقد كان -صلى الله عليه وسلم- لا يحتجب .

                                                                                                          قال عياض : ولا يستثنى من الوجوه التي تستحب الشفاعة فيها إلا الحدود وإلا فما لأحد فيها تجوز الشفاعة فيه ولا سيما ممن وقعت منه الهفوة أو كان من أهل الستر والعفاف ، قال وأما المصرون على فسادهم المشتهرون في باطنهم فلا يشفع فيهم ليزجروا عن ذلك . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان ( وبريد ) بضم الموحدة وفتح الراء مصغرا ( بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى قد روى عنه الثوري وسفيان بن عيينة ) وروى هو عن جده والحسن البصري ، وعطاء وأبي أيوب صاحب أنس ( وبريد يكنى أبا بردة هو ابن أبي موسى الأشعري ) مقصود الترمذي من هذا الكلام أن بريد بن عبد الله هذا يكنى بأبي بردة بكنية جده وهو أبو بردة بن أبي موسى الأشعري




                                                                                                          الخدمات العلمية