الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2882 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن أشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة عن nindex.php?page=showalam&ids=11824أبي الأشعث الجرمي عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير nindex.php?page=hadith&LINKID=665177عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=28878_31743_31756_30452_30468_30469إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقول في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب
[ ص: 153 ]
[ ص: 153 ] قوله : ( عن أشعث بن عبد الرحمن الجرمي ) روى عن أبيه وعن أبي قلابة وعنه حماد بن سلمة . قال أحمد ما به بأس ، وقال ابن معين ثقة ، وقال أبو حاتم شيخ ، وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في صحيحه كذا في تهذيب التهذيب ( عن أبي الأشعث الجرمي ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : صوابه الصنعاني لم يقل فيه : الجرمي ، غير الترمذي . انتهى . قلت : قال الترمذي أيضا الصنعاني في إسناد حديث مرة بن كعب في مناقب عثمان رضي الله عنه وفي إسناد حديث شداد بن أوس في باب النهي عن المثلة من أبواب الديات . وأبو الأشعث الصنعاني هذا اسمه شراحيل بن آدة بمد الهمزة وتخفيف الدال ويقال آدة جد أبيه وهو ابن شراحيل بن كلب ثقة من الثانية شهد فتح دمشق .
قوله : ( إن الله كتب كتابا ) أي أجرى القلم على اللوح وأثبت فيه مقادير الخلائق على وفق ما تعلقت به الإرادة ( قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ) كنى به عن طول المدة وتمادي ما بين التقدير والخلق من الزمن فلا ينافي عدم تحقق الأعوام قبل السماء ، والمراد مجرد الكثرة وعدم النهاية قاله المناوي . وقال الطيبي : كتابة مقادير الخلق قبل خلقها بخمسين ألف سنة كما ورد ، لا تنافي كتابة الكتاب المذكور بألفي عام ، لجواز اختلاف أوقات الكتابة في اللوح ولجواز أن لا يراد به التحديد بل مجرد السبق الدال على الشرف . انتهى .
قال بعضهم : ولجواز مغايرة الكتابين وهو الأظهر . انتهى . ( أنزل ) أي الله سبحانه وتعالى ( منه ) أي من جملة ما في ذلك الكتاب المذكور ( آيتين ) هما nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول إلى آخره ( ختم بهما سورة البقرة ) أي جعلهما خاتمتها .
قال الطيبي : ولعل الخلاصة أن الكوائن كتبت في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات بخمسين ألف عام . ومن جملتها القرآن . ثم خلق الله خلقا من الملائكة وغيرهم ، فأظهر كتابة القرآن عليهم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وخص من ذلك هاتان الآيتان وأنزلهما مختوما بهما أولى الزهراوين ( ولا يقرآن في دار ) أي في مكان من بيت وغيره ( ثلاث ليال ) أي في كل ليلة منها ( فيقربها شيطان ) فضلا عن أن يدخلها ، فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى .
[ ص: 154 ] قال الطيبي : لا توجد قراءة يعقبها قربان ، يعني أن الفاء للتعقيب عطفا على النفي ، والنفي سلط على المجموع ، وقيل : يحتمل أن تكون للجمعية ، أي لا تجتمع القراءة وقرب الشيطان . كذا في المرقاة .
قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه النسائي والدارمي وابن حبان في صحيحه والحاكم ، إلا أن عنده : nindex.php?page=hadith&LINKID=3509006ولا يقرآن في بيت فيقربه شيطان ثلاث ليال وقال صحيح على شرط مسلم ، كذا في الترغيب للمنذري .
واعلم أنه وقع في النسخ الحاضرة . هذا حديث غريب ، ولكن قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي ، وقال حديث حسن غريب . انتهى .
[ ص: 153 ] قوله : ( عن أشعث بن عبد الرحمن الجرمي ) روى عن أبيه وعن أبي قلابة وعنه حماد بن سلمة . قال أحمد ما به بأس ، وقال ابن معين ثقة ، وقال أبو حاتم شيخ ، وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في صحيحه كذا في تهذيب التهذيب ( عن أبي الأشعث الجرمي ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : صوابه الصنعاني لم يقل فيه : الجرمي ، غير الترمذي . انتهى . قلت : قال الترمذي أيضا الصنعاني في إسناد حديث مرة بن كعب في مناقب عثمان رضي الله عنه وفي إسناد حديث شداد بن أوس في باب النهي عن المثلة من أبواب الديات . وأبو الأشعث الصنعاني هذا اسمه شراحيل بن آدة بمد الهمزة وتخفيف الدال ويقال آدة جد أبيه وهو ابن شراحيل بن كلب ثقة من الثانية شهد فتح دمشق .
قوله : ( إن الله كتب كتابا ) أي أجرى القلم على اللوح وأثبت فيه مقادير الخلائق على وفق ما تعلقت به الإرادة ( قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ) كنى به عن طول المدة وتمادي ما بين التقدير والخلق من الزمن فلا ينافي عدم تحقق الأعوام قبل السماء ، والمراد مجرد الكثرة وعدم النهاية قاله المناوي . وقال الطيبي : كتابة مقادير الخلق قبل خلقها بخمسين ألف سنة كما ورد ، لا تنافي كتابة الكتاب المذكور بألفي عام ، لجواز اختلاف أوقات الكتابة في اللوح ولجواز أن لا يراد به التحديد بل مجرد السبق الدال على الشرف . انتهى .
قال بعضهم : ولجواز مغايرة الكتابين وهو الأظهر . انتهى . ( أنزل ) أي الله سبحانه وتعالى ( منه ) أي من جملة ما في ذلك الكتاب المذكور ( آيتين ) هما nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول إلى آخره ( ختم بهما سورة البقرة ) أي جعلهما خاتمتها .
قال الطيبي : ولعل الخلاصة أن الكوائن كتبت في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات بخمسين ألف عام . ومن جملتها القرآن . ثم خلق الله خلقا من الملائكة وغيرهم ، فأظهر كتابة القرآن عليهم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وخص من ذلك هاتان الآيتان وأنزلهما مختوما بهما أولى الزهراوين ( ولا يقرآن في دار ) أي في مكان من بيت وغيره ( ثلاث ليال ) أي في كل ليلة منها ( فيقربها شيطان ) فضلا عن أن يدخلها ، فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى .
[ ص: 154 ] قال الطيبي : لا توجد قراءة يعقبها قربان ، يعني أن الفاء للتعقيب عطفا على النفي ، والنفي سلط على المجموع ، وقيل : يحتمل أن تكون للجمعية ، أي لا تجتمع القراءة وقرب الشيطان . كذا في المرقاة .
قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه النسائي والدارمي وابن حبان في صحيحه والحاكم ، إلا أن عنده : nindex.php?page=hadith&LINKID=3509006ولا يقرآن في بيت فيقربه شيطان ثلاث ليال وقال صحيح على شرط مسلم ، كذا في الترغيب للمنذري .
واعلم أنه وقع في النسخ الحاضرة . هذا حديث غريب ، ولكن قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي ، وقال حديث حسن غريب . انتهى .