الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2915 حدثنا نصر بن علي حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا شعبة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه قال أبو عيسى وهذا أصح من حديث عبد الصمد عن شعبة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عاصم ) بن بهدلة وهو ابن أبي النجود .

                                                                                                          قوله : ( يا رب حله ) الظاهر أنه أمر من التحلية ، يقال حليته ، أحليه تحلية : إذا ألبسته الحلية . والمعنى يا رب زينه ( اقرأ ) أمر من القراءة أي اتل ( وارقأ ) أمر من رقأ يرقأ رقئا أي اصعد . قال في القاموس : رقأ في الدرجة صعد وهي المرقأة وتكسر . أي يقال لصاحب القرآن اقرأ القرآن واصعد على درجات الجنة وسيأتي توضيحه عن قريب في شرح حديث عبد الله بن عمرو .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه ابن خزيمة والحاكم . وقال صحيح الإسناد كذا في الترغيب للمنذري .

                                                                                                          [ ص: 184 ] قوله : ( وهذا أصح عندنا من حديث عبد الصمد عن شعبة ) أي هذا الحديث الموقوف الذي روى محمد بن جعفر أصح من حديث عبد الصمد عن شعبة المرفوع المذكور وذلك لأن عبد الصمد وإن كان ثقة في شعبة لكن محمد بن جعفر المدني البصري المعروف بغندر أوثق وأتقن منه في شعبة . قال الحافظ في تهذيب التهذيب : محمد بن جعفر المعروف بغندر صاحب الكرابيس روى عن شعبة فأكثر وجالسه نحوا من عشرين سنة وكان ربيبه . وقال العجلي : بصري ثقة ، وكان من أثبت الناس في حديث شعبة . وقال ابن المبارك : إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم .




                                                                                                          الخدمات العلمية