الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2990 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي قال حدثني من سمع عليا يقول لما نزلت هذه الآية إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء الآية أحزنتنا قال قلنا يحدث أحدنا نفسه فيحاسب به لا ندري ما يغفر منه ولا ما لا يغفر فنزلت هذه الآية بعدها فنسختها لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أحزنتنا ) جواب لما أي جعلتنا محزونين ( قال قلنا ) أي قال علي قلنا معشر الصحابة [ ص: 268 ] ( لا ندري ) بالنون وفي بعض النسخ لا يدري بالتحتية ( فنزلت هذه الآية ) أي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ( بعدها ) أي بعد نزول آية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه إلخ ( فنسختها ) قال الحافظ : المراد بقوله نسختها أي أزالت ما تضمنته من الشدة وبينت أنه وإن وقعت المحاسبة به لكنها لا تقع المؤاخذة به ، أشار إلى ذلك الطبري فرارا من إثبات دخول النسخ في الأخبار ، وأجيب بأنه وإن كان خبرا لكنه يتضمن حكما ومهما كان من الأخبار يتضمن الأحكام أمكن دخول النسخ فيه كسائر الأحكام وإنما الذي لا يدخله النسخ من الأخبار ما كان خبرا محضا لا يتضمن حكما كالإخبار عما مضى من أحاديث الأمم ونحو ذلك ، ويحتمل أن يكون المراد بالنسخ في حديث التخصيص فإن المتقدمين يطلقون لفظ النسخ عليه كثيرا ، والمراد بالمحاسبة بما يخفي الإنسان ما يصمم عليه ويشرع فيه دون ما يخطر له ولا يستمر عليه . انتهى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها هذا بيان لقوله هذه الآية ، ومعنى " وسعها " أي ما تسعه قدرتها لها ما كسبت من الخير أي ثوابه وعليها ما اكتسبت من الشر أي وزره ولا يؤاخذ أحد بذنب أحد . ولا بما لم يكسبه مما وسوست به نفسه . وفي حديث علي رضي الله عنه هذا رجل مجهول وهو شيخ السدي .




                                                                                                          الخدمات العلمية