الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3050 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء قال مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر فلما حرمت الخمر قال رجال كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر فنزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه شعبة عن أبي إسحق عن البراء أيضا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فلما حرمت ) قال الحافظ : والذي يظهر أن تحريمها كان عام الفتح سنة ثمان . وذكر روايات تدل على ذلك ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا أي لا حرج عليهم ولا إثم عليهم فيما شربوا من الخمر وأكلوا من مال القمار في وقت الإباحة قبل التحريم .

                                                                                                          [ ص: 332 ] قال ابن قتيبة : يقال لم أطعم خبزا ولا ماء ولا نوما . قال الشاعر :


                                                                                                          فإن شئت حرمت النساء سواكمو وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا



                                                                                                          النقاخ الماء ، والبرد النوم .

                                                                                                          إذا ما اتقوا أي إذا ما اتقوا الشرك ، وقيل اتقوا ما حرم الله عليهم وآمنوا يعني بالله ورسوله وعملوا الصالحات أي ازدادوا من عمل الصالحات ثم اتقوا وآمنوا أي اتقوا الخمر والميسر بعد التحريم . فعلى هذا تكون الأولى إخبارا عن حال من مات وهو يشربها قبل التحريم أنه لا جناح عليه ، والثانية خطاب من بقي بعد التحريم ، أمروا باتقائها والإيمان بتحريمها ثم اتقوا أي ما حرم عليهم في المستقبل وأحسنوا : أي العمل ، وقيل المراد بالاتقاء الأول فعل التقوى ، وبالثاني المداومة عليها ، وبالثالث اتقاء الظلم مع ضم الإحسان إليه . وقيل إن المقصود من التكرير التأكيد والمبالغة في الحث على الإيمان والتقوى وضم الإحسان إليهما ، والله يحب المحسنين : أي أنه تعالى يحب المتقربين إليه بالإيمان والأعمال الصالحة والتقوى والإحسان .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود الطيالسي . وقد رواه شعبة عن أبي إسحاق عن البراء أيضا ، أي كما أن إسرائيل روى هذا الحديث عن أبي إسحاق عن البراء كذلك رواه شعبة أيضا عن أبي إسحاق عن البراء .




                                                                                                          الخدمات العلمية