الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3055 حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا منصور بن وردان عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري عن علي قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قالوا يا رسول الله في كل عام فسكت قالوا يا رسول الله في كل عام قال لا ولو قلت نعم لوجبت فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من حديث علي وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا منصور بن وردان ) الأسدي العطار الكوفي مقبول من التاسعة ( عن أبيه ) هو عبد الأعلى بن عامر الثعلبي بالمثلثة والمهملة ، الكوفي صدوق ، يهم من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( في كل عام ) بحذف همزة الاستفهام ( ولو قلت نعم لوجبت ) استدل بظاهره على أن الإيجاب كان مفوضا إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما ذهب إليه بعضهم ، ورد بأن قوله : ( لو قلت ) ، أعم من أن يكون من تلقاء نفسه أو بوحي نازل أو رأي يراه إن جوزنا له الاجتهاد ، والدال على الأعم لا يدل على الأخص ، قاله الطيبي وغيره لا تسألوا عن أشياء قال الخليل وسيبويه وجمهور البصريين أصله شيئاء بهمزتين بينهما ألف وهي فعلاء من لفظ شيء وهمزتها الثانية للتأنيث ، ولذا لم تنصرف [ ص: 334 ] كحمراء وهي مفردة لفظا جمع معنى ، ولما استثقلت الهمزتان المجتمعتان قدمت الأولى التي هي لام الكلمة فجعلت قبل الشين ، فصار وزنها لفعاء إن تبد لكم أي تظهر لكم تسؤكم لما فيها من المشقة ، وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن : أي في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبد لكم . المعنى إذا سألتم عن أشياء في زمنه ينزل القرآن بإبدائها ومتى أبداها ساءتكم فلا تسألوا عنها .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وابن ماجه ، وقد تقدم هذا الحديث بإسناده ومتنه في باب : كم فرض الحج ، وبينت هناك أن هذا الحديث منقطع .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس ) تقدم تخريج حديثيهما في الباب المذكور




                                                                                                          الخدمات العلمية