الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3114 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة حرام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن كفارتها فنزلت وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات فقال الرجل ألي هذه يا رسول الله فقال لك ولمن عمل بها من أمتي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( فقال الرجل ألي هذه ؟ ) أي الآية ، يعني خاصة بي بأن صلاتي مذهبة لمعصيتي ؟ فظاهر هذا أن صاحب القصة هو السائل عن ذلك . ولأحمد والطبراني من حديث ابن عباس قال يا رسول الله : ألي خاصة أم للناس عامة ؟ فضرب عمر صدره وقال : لا ، ولا نعمة عين بل للناس عامة ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدق عمر . وفي حديث أبي اليسر : فقال إنسان يا رسول الله : له خاصة؟ . وفي رواية إبراهيم النخعي عند مسلم : فقال معاذ يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة . وللدارقطني مثله من حديث معاذ نفسه . ويحمل على تعدد السائلين عن ذلك ( فقال لك ولمن عمل بها ) أي بهذه الآية بأن فعل حسنة بعد سيئة . وفي رواية للبخاري قال : لجميع أمتي كلهم .

                                                                                                          وتمسك بظاهر قوله تعالى : إن الحسنات يذهبن السيئات المرجئة ، وقالوا : إن الحسنات تكفر كل سيئة كبيرة كانت أو صغيرة .

                                                                                                          [ ص: 426 ] وحمل الجمهور هذا المطلق على القيد في الحديث الصحيح إن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر . فقال طائفة : إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفارة لما عدا الكبائر من الذنوب ، وإن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا .

                                                                                                          وقال آخرون : إن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا منها وتحط الصغائر وقيل المراد إن الحسنات تكون سببا في ترك السيئات كقوله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لا أنها تكفر شيئا حقيقة ، وهذا قول بعض المعتزلة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .

                                                                                                          قوله : ( عن زائدة ) هو ابن قدامة .




                                                                                                          الخدمات العلمية