الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3131 حدثنا إسحق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به ملجما مسرجا فاستصعب عليه فقال له جبريل أبمحمد تفعل هذا فما ركبك أحد أكرم على الله منه قال فارفض عرقا قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ولا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أتي بالبراق ) بضم الموحدة وتخفيف الراء ، مشتق من البريق ، فقد جاء في لونه أنه [ ص: 448 ] أبيض . أو من البرق لأنه وصفه بسرعة السير ، أو من قولهم شاة برقاء إذا كان خلال صوفها الأبيض طاقات سود ، ولا ينافيه وصفه في بعض الأحاديث بأن البراق أبيض ; لأن البرقاء من الغنم معدودة في البياض ( ليلة أسري ) بصيغة الماضي المجهول من الإسراء ( به ) أي بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ملجما ) اسم مفعول من الإلجام قال في القاموس : ألجم الدابة ألبسها اللجام وهو ككتاب ، فارسي معرب ( مسرجا ) اسم مفعول من الإسراج ، يقال أسرجت الدابة : إذا شددت عليها السرج ( فاستصعب عليه ) أي صار البراق صعبا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أبمحمد ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ والهمزة للإنكار ( تفعل هذا ) أي الاستصعاب ( فما ركبك أحد أكرم على الله منه ) أي من محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( فارفض عرقا ) أي جرى عرقه وسال ، ثم سكن وانقاد وترك الاستصعاب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) قال الحافظ : وصححه ابن حبان ، وذكر ابن إسحاق عن قتادة أنه لما شمس وضع جبريل يده على معرفته ، فقال أما تستحيي ، فذكر نحوه مرسلا لم يذكر أنسا . وللنسائي وابن مردويه من طريق يزيد بن أبي مالك عن أنس نحوه موصولا ، وزاد وكانت تسخر للأنبياء قبله ، ونحوه في حديث أبي سعيد عند ابن إسحاق ، وفيه دلالة على أن البراق كان معدا لركوب الأنبياء خلافا لمن نفى ذلك كابن دحية ، وأول قول جبريل فما ركبك أكرم على الله منه : أي ما ركبك أحد قط ، فكيف يركبك أكرم منه .

                                                                                                          وقد جزم السهيلي أن البراق إنما استصعب عليه لبعد عهده بركوب الأنبياء قبله قال النووي قال الزبيدي في مختصر العين وتبعه صاحب التحرير : كان الأنبياء يركبون البراق ، قال وهذا يحتاج إلى نقل صحيح . قال الحافظ : قد ذكرت النقل بذلك ثم ذكر الحافظ آثارا تشهد لذلك .




                                                                                                          الخدمات العلمية