الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة الحجرات

                                                                                                          3266 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا مؤمل بن إسمعيل حدثنا نافع بن عمر بن جميل الجمحي حدثني ابن أبي مليكة قال حدثني عبد الله بن الزبير أن الأقرع بن حابس قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله استعمله على قومه فقال عمر لا تستعمله يا رسول الله فتكلما عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتفعت أصواتهما فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي فقال ما أردت خلافك قال فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قال فكان عمر بن الخطاب بعد ذلك إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه قال وما ذكر ابن الزبير جده يعني أبا بكر قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة مرسل ولم يذكر فيه عن عبد الله بن الزبير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( سورة الحجرات ) ثماني عشرة آية وهي مدنية .

                                                                                                          قوله : ( فقال أبو بكر يا رسول الله استعمله ) أي الأقرع ( فقال عمر لا تستعمله ) في رواية البخاري من طريق ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن الزبير فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد . وقال عمر : بل أمر الأقرع بن حابس . ورواية البخاري أثبت من رواية الترمذي هذه لأن في سندها مؤمل بن إسماعيل وهو صدوق سيئ الحفظ ( ما أردت إلا خلافي ) أي ليس مقصودك إلا مخالفة قولي ( وكان عمر بعد ذلك إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه ) وفي رواية للبخاري : فكان عمر بعد ذلك إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه ( قال وما ذكر ابن الزبير جده يعني أبا بكر ) يعني أن ابن الزبير ذكر عن عمر أنه كان بعد ذلك إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه إلخ ولم يذكر هذا عن جده أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، وفي رواية البخاري في التفسير : ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر . قال القسطلاني : يريد جده لأمه أسماء ، وإطلاق الأب على الجد مشهور انتهى . وقال الحافظ في الفتح : وقد أخرج ابن المنذر من طريق محمد بن عمرو بن علقمة أن أبا بكر الصديق قال مثل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا مرسل وقد أخرجه الحاكم موصولا من حديث أبي هريرة نحوه وأخرجه ابن مردويه من [ ص: 109 ] طريق طارق بن شهاب عن أبي بكر قال : لما نزلت لا ترفعوا أصواتكم الآية قال أبو بكر : قلت يا رسول الله آليت ألا أكلمك إلا كأخي السرار انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأصله في البخاري




                                                                                                          الخدمات العلمية