الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3315 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول كنا في غزاة قال سفيان يرون أنها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال المهاجري ياللمهاجرين وقال الأنصاري ياللأنصار فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى الجاهلية قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبي ابن سلول فقال أوقد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وقال غير عمرو فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله والله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز ففعل قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ) قال في القاموس : كسعه كمنعه ضرب دبره بيده أو بصدر قدمه . والرجل المهاجري هو جهجاه بن قيس ويقال ابن سعيد الغفاري وكان مع عمر بن الخطاب يقود له فرسه ، والرجل الأنصاري هو سنان بن وبرة الجهني حليف الأنصار ( يا للمهاجرين ) بفتح اللام وهي للاستغاثة أي أغيثوني وكذا قول الآخر يا للأنصار ( ما بال دعوى الجاهلية ) أي ما شأنها وهو في الحقيقة إنكار ومنع عن قول يا لفلان ونحوه ( دعوها ) أي اتركوا هذه المقالة وهي دعوى الجاهلية ( فإنها منتنة ) بضم الميم وسكون النون وكسر الفوقية من النتن أي أنها كلمة قبيحة خبيثة وكذا ثبتت في بعض الروايات ( أو قد فعلوها ) بواو العطف بين همزة الاستفهام والفعل والمعطوف عليه مقدر . أي أوقعت هذه وقد فعلوها ؟ وفي رواية البخاري قد فعلوها . قال الحافظ : هو استفهام بحذف الأداة أي أفعلوها أي الأثرة شركناهم فيما نحن فيه فأرادوا الاستبداد به علينا . وفي مرسل قتادة : فقال رجل منهم [ ص: 155 ] عظيم النفاق : وما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك ( لا يتحدث ) برفع يتحدث على الاستئناف ويجوز الكسر على أنه جواب قوله دعه . ( أن محمدا يقتل أصحابه ) أي أتباعه ( وقال غير عمرو ) أي غير عمرو بن دينار ( فقال له ) أي لعبد الله بن أبي ( لا تنقلب ) أي لا ترجع ( حتى تقر ) من الإقرار أي حتى تعترف ( ففعل ) أي فأقر عبد الله بن أبي بأنه الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) أخرجه الشيخان والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية