الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          360 حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا علي بن الحسن حدثنا الحسين بن واقد حدثنا أبو غالب قال سمعت أبا أمامة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وأبو غالب اسمه حزور

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا الحسين بن واقد ) المروزي أبو عبد الله القاضي ثقة له أوهام من السابعة قوله : ( لا تجاوز صلاتهم آذانهم ) جمع الأذن الجارحة ، أي لا تقبل قبولا كاملا أو ترفع إلى الله رفع العمل الصالح . قال التوربشتي : بل أدنى شيء من الرفع ، وخص الآذان بالذكر لما يقع فيها من التلاوة والدعاء ولا تصل إلى الله تعالى قبولا وإجابة ، وهذا مثل قوله عليه السلام في المارقة يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، عبر عن عدم القبول بعدم مجاوزة الآذان . قال الطيبي : ويحتمل أن يراد لا يرفع [ ص: 291 ] عن آذانهم فيظلهم كما يظل العمل الصالح صاحبه يوم القيامة ، كذا في المرقاة . وقال السيوطي في قوت المغتذي : أي لا ترفع إلى السماء كما في حديث ابن عباس عند ابن ماجه : لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا ، وهو كناية عن عدم القبول كما في حديث ابن عباس عند الطبراني : لا يقبل الله لهم صلاة ، انتهى ( حتى يرجع ) أي إلى أمر سيده ، وفي معناه الجارية الآبقة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وصفه البيهقي ، قال النووي في الخلاصة : والأرجح هنا قول الترمذي ، وذكر المنذري هذا الحديث وذكر تحسين الترمذي وأقره .

                                                                                                          قوله : ( وأبو غالب اسمه حزور ) بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة وشدة الواو المفتوحة وآخره راء مهملة ، قال الحافظ في التقريب : أبو غالب صاحب أبي أمامة البصري نزل أصبهان قيل اسمه حزور ، وقيل سعيد بن الحزور ، وقيل نافع صدوق يخطئ من الخامسة .




                                                                                                          الخدمات العلمية