الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3494 حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن أبي الزبير المكي عن طاوس اليماني عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم ) أي أصحابه أو أهل بيته ( هذا الدعاء ) أي الذي يأتي . قال النووي : ذهب طاوس إلى وجوبه وأمر ابنه بإعادة الصلاة حين لم يدع بهذا الدعاء فيها ، والجمهور على أنه مستحب ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ) فيه إشارة إلى أنه لا مخلص من عذابها إلا بالالتجاء إلى بارئها ( ومن عذاب القبر ) فيه استعاذة للأمة أو تعليم لهم لأن الأنبياء لا يعذبون ( وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ) أي على تقدير لقيه قال أهل اللغة : الفتنة الامتحان والاختبار ، وقال عياض : واستعمالها في العرف لكشف ما يكره ، والمسيح يطلق على الدجال وعلى عيسى ابن مريم عليه السلام لكن إذا أريد الدجال قيدوا به . واختلف في تلقيب الدجال بذلك قيل لأنه ممسوح العين ، وقيل لأنه أحد شقي وجهه خلق ممسوحا لا عين فيه ولا حاجب ، وقيل لأنه يمسح الأرض إذا خرج . وأما عيسى فقيل سمي بذلك لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن ، وقيل لأن زكريا مسحه ، وقيل لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ ، وقيل لأنه كان يمسح الأرض بسياحته ، وقيل لأن رجله كانت لا أخمص لها ، وقيل للبسه المسوح ( وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ) هذا تعميم بعد تخصيص ، قال ابن دقيق العيد : فتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتنان بالدنيا والشهوات والجهالات وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت ، [ ص: 328 ] وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر ، وقد صح في حديث أسماء : أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال ولا يكون مع هذا الوجه متكررا مع قوله : عذاب القبر ، لأن العذاب مرتب عن الفتنة والسبب غير المسبب انتهى . قوله : ( هذا حديث صحيح غريب ) وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية