الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3523 حدثنا محمد بن حاتم المؤدب حدثنا الحكم بن ظهير حدثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو أن يبغي عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت قال أبو عيسى هذا حديث ليس إسناده بالقوي والحكم بن ظهير قد ترك حديثه بعض أهل الحديث ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا من غير هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا الحكم بن ظهير ) بالمعجمة مصغرا الفزاري أبو محمد وكنية أبيه أبو ليلى ويقال أبو خالد متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين ، من الثامنة ( عن أبيه ) هو بريدة بن الحصيب الأسلمي . قوله : ( فقال يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق ) هذا بيان ، لقوله شكا والأرق بفتحتين أي من أجل السهر وهو مفارقة الرجل النوم من وسواس أو حزن أو غير ذلك ( إذا أويت ) بالقصر ( وما أظلت ) أي وما أوقعت ظلها عليه ( وما أقلت ) أي حملت ورفعت من المخلوقات " وما أضلت " أي وما أضلت الشياطين من الإنس والجن ، فما هنا بمعنى من . وفيما قبل غلب فيها غير العاقل ، ويمكن أن " ما " هنا للمشاكلة ( كن لي جارا ) من استجرت فلانا فأجارني ومنه قوله تعالى : وهو يجير ولا يجار عليه أي كن لي معينا ومانعا ومجيرا وحافظا ( أن يفرط علي أحد منهم ) أي من أن يفرط على أنه بدل اشتمال من شر خلقك أو لئلا يفرط أو كراهة أن يفرط ، يقال فرط عليه أي عدا عليه ومنه قوله تعالى : أن يفرط علينا ( أو أن يبغي ) بكسر الغين أي يظلم علي أحد " عز جارك " أي غلب مستجيرك وصار عزيزا ( وجل ) أي عظم ( ثناؤك ) يحتمل إضافته إلى الفاعل والمفعول ويحتمل أن يكون المثني غيره أو ذاته فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم : " أنت كما أثنيت على نفسك " . قوله : ( هذا حديث ليس إسناده بالقوي إلخ ) والحديث أخرجه الطبراني وابن أبي شيبة من حديث خالد بن الوليد .

                                                                                                          [ ص: 356 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية