الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3632 حدثنا الأنصاري إسحق بن موسى حدثنا يونس بن بكير أخبرنا محمد بن إسحق حدثني الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت أول ما ابتدي به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به أن لا يرى شيئا إلا جاءت مثل فلق الصبح فمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث وحبب إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أول ما ابتدئ به ) بصيغة المجهول من الابتداء ( من النبوة ) ، وفي رواية البخاري في باب بدء الوحي أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ( حين أراد الله كرامته ) أي : إكرامه . في مختار الصحاح التكريم ، والإكرام بمعنى ، والاسم منه الكرامة ( أن لا يرى شيئا ) أي : من الرؤيا ( إلا جاءت ) الضمير راجع إلى قوله شيئا ، وإنما أنثه ؛ لأن المراد منه الرؤيا ( كفلق الصبح ) بفتح الفاء واللام أي : جاءت مجيئا مثل فلق الصبح ، والمراد به ضياؤه ونوره ، وعبر به ؛ لأن [ ص: 77 ] شمس النبوة قد كانت مبادئ أنوارها الرؤيا إلى أن ظهرت أشعتها وتم نورها ( وحبب إليه الخلوة ) لم يسم فاعله لعدم تحقق الباعث على ذلك ، وإن كان كل من عند الله ، أو لينبه على أنه لم يكن من باعث البشر ، أو يكون ذلك من وحي الإلهام ، والسر فيه أن الخلوة فراغ القلب لما يتوجه له . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية