الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3727 حدثنا علي بن المنذر حدثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك قال علي بن المنذر قلت لضرار بن صرد ما معنى هذا الحديث قال لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسمع مني محمد بن إسمعيل هذا الحديث فاستغربه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عطية ) بن سعد العوفي . قوله : " لا يحل لأحد يجنب " بضم التحتية وسكون الجيم وكسر النون من الإجناب " في هذا المسجد " أي : المسجد النبوي يعني لا يحل لأحد أن يمر جنبا في هذا المسجد " غيري وغيرك " بالنصب على الاستثناء واعلم أنه وقع في بعض النسخ لا يحل لأحد يجنب بغير " أن " وكذا وقع في المشكاة قال الطيبي : ظاهره أن يجنب أن يكون فاعلا ؛ لقوله : لا يحل ، وقوله في هذا المسجد ظرف ليجنب وفيه إشكال ، ولذلك أوله ضرار بن صرد صفة لأحد ( قلت لضرار ) بكسر الضاد المعجمة ( بن صرد ) بضم ففتح فتنوين يكنى أبا نعيم الكوفي الطحان سمع المعتمر بن سليمان وغيره وروى عنه علي بن المنذر ( يستطرقه ) أي : يتخذه طريقا ، قال القاضي ذكر في شرحه أنه لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك ، وهذا إنما يستقيم إذا جعل يجنب صفة [ ص: 160 ] لأحد ومتعلق الجار محذوفا فيكون تقدير الكلام لا يحل لأحد تصيبه الجنابة يمر في هذا المسجد غيري وغيرك وكان عمر دارهما خاصة في المسجد ، قال الطيبي ، والإشارة في هذا المسجد مشعرة بأن له اختصاصا بهذا الحكم ليس لغيره من المساجد وليس ذلك إلا ؛ لأن باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتح إلى المسجد وكذا باب علي .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) أورد ابن الجوزي هذا الحديث في موضوعاته ، وقال : فيه كثير النواء وهو غال في التشيع عن عطية العوفي وهو ضعيف قال السيوطي في تعقباته : أخرجه الترمذي ، والبيهقي في سننه من طريق سالم بن أبي حفصة عن عطية فزالت تهمة كثير ، وقال الترمذي : حسن غريب ، وقال النووي إنما حسنه الترمذي بشواهده قال : وورد من حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه البزار : وعمر بن الخطاب ، أخرجه أبو يعلى ، وأم سلمة أخرجه البيهقي في سننه ، وعائشة أخرجه البخاري في تاريخه ، والبيهقي ، وجابر بن عبد الله أخرجه ابن عساكر في تاريخه ، ومن مرسل أبي حازم الأشجعي أخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة . انتهى . ( وقد سمع محمد بن إسماعيل ) أي : الإمام البخاري ( مني هذا الحديث ) وقد سمع منه أيضا حديث ابن عباس في قول الله عز وجل ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها قال : اللينة النخلة . الحديث ، قال الترمذي بعد إخراجه في تفسير سورة الحشر : سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث . انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية