الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      850 أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته فأذن له فلما ولى دعاه قال له أتسمع النداء بالصلاة قال نعم قال فأجب

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      850 ( عن أبي هريرة قال : جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال النووي : وهو ابن أم مكتوم ( فقال : إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة ، فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته فأذن له ، فلما ولى دعاه فقال له : أتسمع النداء بالصلاة؟ قال : نعم قال : فأجب ) [ ص: 110 ] قال النووي : في هذا الحديث دلالة لمن قال : الجماعة فرض عين ، وأجاب الجمهور عنه بأنه سأل هل له رخصة في أن يصلي في بيته ، وتحصل له فضيلة الجماعة بسبب عذره ، قيل : لا ، ويؤيد هذا أن حضور الجماعة يسقط بالعذر بإجماع المسلمين ، وأما ترخيصه له ثم رده وقوله : فأجب ، فيحتمل أنه بوحي نزل في الحال ، ويحتمل أنه تغير اجتهاده صلى الله عليه وسلم إذا قلنا بالصحيح ، وقول الأكثرين : إنه يجوز له الاجتهاد ، ويحتمل أنه رخص له أولا ، وأراد أنه لا يجب عليك الحضور إما للعذر ، وإما لأن فرض الكفاية حاصل بحضور غيره ، وإما للأمرين ، ثم ندبه إلى الأفضل فقال : الأفضل لك والأعظم لأجرك أن تجيب وتحضر فأجب




                                                                                                      الخدمات العلمية