الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      4395 أخبرنا قتيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن الشعبي عن البراء بن عازب قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة ثم قال من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم فقال أبو بردة يا رسول الله والله لقد نسكت قبل أن أخرج إلى الصلاة وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت فأكلت وأطعمت أهلي وجيراني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم قال فإن عندي عناقا جذعة خير من شاتي لحم فهل تجزئ عني قال نعم ولن تجزي عن أحد بعدك

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      4395 [ ص: 223 ] ( فقال أبو بردة ) بضم الموحدة وسكون الراء هو هانئ بن نيار الأنصاري ( فإن عندي عناقا جذعة ) قال الكرماني : هي صفة للعناق ولا يقال : عناقة ؛ لأنه موضوع للأنثى من ولد المعز ، فلا حاجة إلى التاء الفارقة بين المذكر والمؤنث ( ولن تجزي ) بفتح التاء وسكون الجيم بلا همزة أي : تقضي ، قاله الجوهري . قال : وبنو تميم يقولون : أجزأت عنك شاة بالهمزة ، فعلى هذا يجوز ضم التاء ، وبهما قرئ : " لا تجزي نفس " ( عن أحد بعدك ) قال الكرماني : هذا من خصائص أبي بردة كما أن قيام شهادة خزيمة مقام الشهادتين من خصائص خزيمة ، ومثله كثير في الصحابة رضي الله عنهم . وقال الخطابي : هذا من النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص لعين من الأعيان بحكم مفرد ليس من باب النسخ ، فإن المنسوخ إنما يقع عاما للأمة غير خاص ببعضهم .

                                                                                                      [ ص: 224 ]



                                                                                                      الخدمات العلمية