الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              23365 حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون عن جدته عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه ذكر أنه تزوج امرأة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه في صداقها فقال كم أصدقت قال قلت مائتي درهم قال لو كنتم تغرفون الدراهم من واديكم هذا ما زدتم ما عندي ما أعطيكم قال فمكثت ثم دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني في سرية بعثها نحو نجد فقال اخرج في هذه السرية لعلك أن تصيب شيئا فأنفلكه قال فخرجنا حتى جئنا الحاضر ممسين قال فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين قال فأحطنا بالعسكر وقال إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا وقال حين بعثنا رجلين لا تفترقا ولأسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه فلا أجده عنده ولا تمعنوا في الطلب قال فلما أردنا أن نحمل سمعت رجلا من الحاضر صرخ يا خضرة فتفاءلت بأنا سنصيب منهم خضرة قال فلما أعتمنا كبر أميرنا وحمل وكبرنا وحملنا قال فمر بي رجل في يده السيف فاتبعته فقال لي صاحبي إن أميرنا قد عهد إلينا أن لا نمعن في الطلب فارجع فلما رأيت إلا أن أتبعه قال والله لترجعن أو لأرجعن إليه ولأخبرنه أنك أبيت قال فقلت والله لأتبعنه قال فاتبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء متنه فوقع فقال ادن يا مسلم إلى الجنة فلما رآني لا أدنو إليه ورميته بسهم آخر فأثخنته رماني بالسيف فأخطأني وأخذت السيف فقتلته واحتززت به رأسه وشددنا نعما كثيرة وغنما قال ثم انصرفنا قال فأصبحت فإذا بعيري مقطور به بعير عليه امرأة جميلة شابة قال فجعلت تلتفت خلفها فتكبر فقلت لها إلى أين تلتفتين قالت إلى رجل والله إن كان حيا خالطكم قال قلت وظننت أنه صاحبي الذي قتلت قد والله قتلته وهذا سيفه وهو معلق بقتب البعير الذي أنا عليه قال وغمد السيف ليس فيه شيء معلق بقتب بعيرها فلما قلت ذلك لها قالت فدونك هذا [ ص: 12 ] الغمد فشمه فيه إن كنت صادقا قال فأخذته فشمته فيه فطبقه قال فلما رأت ذلك بكت قال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني من ذلك النعم الذي قدمنا به

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية