الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              6690 حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد يعني ابن سلمة حدثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وجاءته وفود هوازن فقالوا يا محمد إنا أصل وعشيرة فمن علينا من الله عليك فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فقال اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم قالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا فقال أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا صليت الظهر فقولوا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين وبالمؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا وأبنائنا قال ففعلوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وقال المهاجرون وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الأنصار مثل ذلك وقال عيينة بن بدر أما ما كان لي ولبني فزارة فلا وقال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا فقالت الحيان كذبت بل هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم فمن تمسك بشيء من الفيء فله علينا ستة فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون اقسم علينا فيئنا بيننا حتى ألجئوه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال يا أيها الناس ردوا علي ردائي فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ثم لا تلفوني بخيلا ولا جبانا ولا كذوبا ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصابعه السبابة والوسطى ثم رفعها فقال يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فردوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارا ونارا وشنارا فقام رجل معه كبة من شعر فقال إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر قال أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك فقال الرجل يا رسول الله أما إذ بلغت ما أرى فلا أرب لي بها ونبذها

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية