[ ص: 143 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28999_30473الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين
لما أفهم قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43لعلهم يتذكرون أنهم لم يفعلوا ، ولم يكونوا عند رجاء الراجي عقب ذلك بهذه الجملة المستأنفة استئنافا بيانيا ؛ لأنها جواب لسؤال من يسأل هل تذكر غيرهم بالقرآن أو استوى الناس في عدم التذكر به . فأجيب بأن الذين أوتوا الكتاب من قبل نزول القرآن يؤمنون به إيمانا ثابتا .
والمراد بالذين أوتوا الكتاب
nindex.php?page=treesubj&link=32420_30473طائفة معهودة من أهل الكتاب شهد الله لهم بأنهم يؤمنون بالقرآن ويتدبرونه ، وهم بعض
النصارى ممن كان
بمكة مثل
ورقة بن نوفل ،
وصهيب ، وبعض يهود
المدينة مثل
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ،
ورفاعة بن رفاعة القرظي ، ممن بلغته دعوة النبيء صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر النبيء إلى
المدينة فلما هاجر أظهروا إسلامهم .
وقيل : أريد بهم وفد من
نصارى الحبشة اثنا عشر رجلا بعثهم النجاشي لاستعلام أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة فجلسوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا به وكان
أبو جهل وأصحابه قريبا منهم يسمعون إلى ما يقولون فلما قاموا من عند النبي صلى الله عليه وسلم تبعهم
أبو جهل ومن معه فقال لهم : خيبكم الله من ركب وقبحكم من وفد لم تلبثوا أن صدقتموه ، فقالوا : سلام عليكم لم نأل أنفسنا رشدا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم . وبه ظهر أنهم لما رجعوا
nindex.php?page=treesubj&link=29290أسلم النجاشي ، وقد أسلم بعض نصارى
الحبشة لما وفد إليهم أهل الهجرة إلى
الحبشة ، وقرءوا عليهم القرآن وأفهموهم الدين .
وضمير من قبله عائد إلى القول من
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51ولقد وصلنا لهم القول ، وهو القرآن . وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52هم به يؤمنون لتقوي الخبر . وضمير الفصل مقيد للقصر الإضافي ، أي هم يوقنون بخلاف هؤلاء الذين وصلنا لهم القول .
[ ص: 144 ] ومجيء المسند مضارعا للدلالة على استمرار إيمانهم وتجدده .
وحكاية إيمانهم بالمضي في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمنا به مع أنهم يقولون ذلك عند أول سماعهم القرآن : إما لأن المضي مستعمل في إنشاء الإيمان مثل استعماله في صيغ العقود ، وإما للإشارة إلى أنهم آمنوا به من قبل نزوله ، أي آمنوا بأنه سيجيء رسول بكتاب مصدق لما بين يديه ، يعني إيمانا إجماليا يعقبه إيمان تفصيلي عند سماع آياته . وينظر إلى هذا المعنى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إنا كنا من قبله مسلمين ، أي مصدقين بمجيء رسول الإسلام .
ويجوز أن يراد بـ " مسلمين " موحدين مصدقين بالرسل فإن التوحيد هو الإسلام كما قال
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=132فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إنه الحق من ربنا في موقع التعليل لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمنا به .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إنا كنا من قبله مسلمين بيان لمعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمنا به .
[ ص: 143 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=28999_30473الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ
لَمَّا أَفْهَمَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا ، وَلَمْ يَكُونُوا عِنْدَ رَجَاءِ الرَّاجِي عَقَّبَ ذَلِكَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ الْمُسْتَأْنَفَةِ اسْتِئْنَافًا بَيَانِيًّا ؛ لِأَنَّهَا جَوَابٌ لِسُؤَالِ مَنْ يَسْأَلُ هَلْ تَذَكَّرَ غَيْرُهُمْ بِالْقُرْآنِ أَوِ اسْتَوَى النَّاسُ فِي عَدَمِ التَّذَكُّرِ بِهِ . فَأُجِيبَ بِأَنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِ نُزُولِ الْقُرْآنِ يُؤْمِنُونَ بِهِ إِيمَانًا ثَابِتًا .
وَالْمُرَادُ بِالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
nindex.php?page=treesubj&link=32420_30473طَائِفَةٌ مَعْهُودَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ شَهِدَ اللَّهُ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِالْقُرْآنِ وَيَتَدَبَّرُونَهُ ، وَهُمْ بَعْضُ
النَّصَارَى مِمَّنْ كَانَ
بِمَكَّةَ مِثْلَ
وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ،
وَصُهَيْبٍ ، وَبَعْضِ يَهُودِ
الْمَدِينَةِ مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامً ،
وَرِفَاعَةَ بْنِ رَفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ ، مِمَّنْ بَلَغَتْهُ دَعْوَةُ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيءُ إِلَى
الْمَدِينَةِ فَلَمَّا هَاجَرَ أَظْهَرُوا إِسْلَامَهُمْ .
وَقِيلَ : أُرِيدَ بِهِمْ وَفْدٌ مِنْ
نَصَارَى الْحَبَشَةِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا بَعْثَهُمُ النَّجَاشِيُّ لِاسْتِعْلَامِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ فَجَلَسُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنُوا بِهِ وَكَانَ
أَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابُهُ قَرِيبًا مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُونَ فَلَمَّا قَامُوا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُمْ
أَبُو جَهْلٍ وَمَنْ مَعَهُ فَقَالَ لَهُمْ : خَيَّبَكُمُ اللَّهُ مِنْ رَكْبٍ وَقَبَّحَكُمْ مِنْ وَفْدٍ لَمْ تَلْبَثُوا أَنْ صَدَّقْتُمُوهُ ، فَقَالُوا : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ نَأْلُ أَنْفُسَنَا رُشْدًا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ . وَبِهِ ظَهَرَ أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا
nindex.php?page=treesubj&link=29290أَسْلَمَ النَّجَاشِيُّ ، وَقَدْ أَسْلَمَ بَعْضُ نَصَارَى
الْحَبَشَةِ لَمَّا وَفَدَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْهِجْرَةِ إِلَى
الْحَبَشَةِ ، وَقَرَءُوا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ وَأَفْهَمُوهُمُ الدِّينَ .
وَضَمِيرُ مِنْ قَبْلِهِ عَائِدٌ إِلَى الْقَوْلِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=51وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ . وَتَقْدِيمُ الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ عَلَى الْخَبَرِ الْفِعْلِيِّ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ لِتُقَوِّيَ الْخَبَرَ . وَضَمِيرُ الْفَصْلِ مُقَيِّدٌ لِلْقَصْرِ الْإِضَافِيِّ ، أَيْ هُمْ يُوقِنُونَ بِخِلَافِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ .
[ ص: 144 ] وَمَجِيءُ الْمُسْنَدِ مُضَارِعًا لِلدَّلَالَةِ عَلَى اسْتِمْرَارِ إِيمَانِهِمْ وَتَجَدُّدِهِ .
وَحِكَايَةُ إِيمَانِهِمْ بِالْمُضِيِّ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمَنَّا بِهِ مَعَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ عِنْدَ أَوَّلِ سَمَاعِهِمُ الْقُرْآنَ : إِمَّا لِأَنَّ الْمُضِيَّ مُسْتَعْمَلٌ فِي إِنْشَاءِ الْإِيمَانِ مِثْلَ اسْتِعْمَالِهِ فِي صِيَغِ الْعُقُودِ ، وَإِمَّا لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُمْ آمَنُوا بِهِ مِنْ قَبْلِ نُزُولِهِ ، أَيْ آمَنُوا بِأَنَّهُ سَيَجِيءُ رَسُولٌ بِكِتَابٍ مُصَدِّقٍ لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، يَعْنِي إِيمَانًا إِجْمَالِيًّا يَعْقُبُهُ إِيمَانٌ تَفْصِيلِيٌّ عِنْدَ سَمَاعِ آيَاتِهِ . وَيُنْظَرُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ، أَيْ مُصَدِّقِينَ بِمَجِيءِ رَسُولِ الْإِسْلَامِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِـ " مُسْلِمِينَ " مُوَحِّدِينَ مُصَدِّقِينَ بِالرُّسُلِ فَإِنَّ التَّوْحِيدَ هُوَ الْإِسْلَامُ كَمَا قَالَ
إِبْرَاهِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=132فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا فِي مَوْقِعِ التَّعْلِيلِ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمَنَّا بِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ بَيَانٌ لِمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53آمَنَّا بِهِ .