nindex.php?page=treesubj&link=29007_30359_28766_30351nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=65اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون الجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا ، وقوله اليوم ظرف متعلق بـ " نختم " .
والقول في لفظ اليوم كالقول في نظائره الثلاثة المتقدمة ، وهو تنويه بذكره بحصول هذا الحال العجيب فيه ، وهو انتقال النطق من موضعه المعتاد إلى الأيدي والأرجل .
[ ص: 50 ] وضمائر الغيبة في ( أفواههم ، وأيديهم ، وأرجلهم ، ويكسبون ) عائدة على الذين خوطبوا بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=63هذه جهنم التي كنتم توعدون على طريقة الالتفات . وأصل النظم : اليوم نختم على أفواهكم وتكلمنا أيديكم وتشهد أرجلكم بما كنتم تكسبون . ومواجهتهم بهذا الإعلام تأييس لهم بأنهم لا يسعهم إنكار ما اطلعوا عليه من صحائف أعمالهم كما قال تعالى اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا .
وقد طوي في هذه الآية ما ورد تفصيله في آي أخر فقد قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=29فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين .
وفي صحيح
مسلم عن
أنس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002185يخاطب العبد ربه يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول : إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني ، فيقول الله : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا ، فيختم على فيه . فيقال لأركانه : انطقي ، فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل ، وإنما طوي ذكر الداعي إلى خطابهم بهذا الكلام لأنه لم يتعلق به غرض هنا فاقتصر على المقصود .
وقد يخيل تعارض بين هذه الآية وبين قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ، ولا تعارض لأن آية يس في أحوال المشركين وآية سورة النور في أحوال المنافقين .
والمراد بتكلم الأيدي تكلمها بالشهادة ، والمراد بشهادة الأرجل نطقها بالشهادة ، ففي كلتا الجملتين احتباك . والتقدير : وتكلمنا أيديهم فتشهد وتكلمنا أرجلهم فتشهد .
ويتعلق بما كانوا يكسبون بكل من فعلي " تكلمنا وتشهد " على وجه التنازع . وما يكسبونه : هو الشرك وفروعه ، وتكذيبهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما ألحقوا به من الأذى .
nindex.php?page=treesubj&link=29007_30359_28766_30351nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=65الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنَافًا ابْتِدَائِيًّا ، وَقَوْلُهُ الْيَوْمَ ظَرْفٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ " نَخْتِمُ " .
وَالْقَوْلُ فِي لَفْظِ الْيَوْمَ كَالْقَوْلِ فِي نَظَائِرِهِ الثَّلَاثَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ ، وَهُوَ تَنْوِيهٌ بِذِكْرِهِ بِحُصُولِ هَذَا الْحَالِ الْعَجِيبِ فِيهِ ، وَهُوَ انْتِقَالُ النُّطْقِ مِنْ مَوْضِعِهِ الْمُعْتَادِ إِلَى الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلِ .
[ ص: 50 ] وَضَمَائِرُ الْغَيْبَةِ فِي ( أَفْوَاهِهِمْ ، وَأَيْدِيهِمْ ، وَأَرْجُلِهِمْ ، وَيَكْسِبُونَ ) عَائِدَةٌ عَلَى الَّذِينَ خُوطِبُوا بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=63هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ . وَأَصْلُ النَّظْمِ : الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِكُمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيكُمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ . وَمُوَاجَهَتُهُمْ بِهَذَا الْإِعْلَامِ تَأْيِيسٌ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَسَعُهُمْ إِنْكَارُ مَا اطَّلَعُوا عَلَيْهِ مِنْ صَحَائِفِ أَعْمَالِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا .
وَقَدْ طُوِيَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَا وَرَدَ تَفْصِيلُهُ فِي آيٍ أُخَرَ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=22وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينِ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فَتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=29فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لِغَافِلِينَ .
وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002185يُخَاطِبُ الْعَبْدُ رَبَّهُ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ ؟ فَيَقُولُ : إِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي ، فَيَقُولُ اللَّهُ : كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا ، فَيَخْتِمُ عَلَى فِيهِ . فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ : انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ ، وَإِنَّمَا طُوِيَ ذِكْرُ الدَّاعِي إِلَى خِطَابِهِمْ بِهَذَا الْكَلَامِ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِهِ غَرَضٌ هُنَا فَاقْتَصَرَ عَلَى الْمَقْصُودِ .
وَقَدْ يُخَيَّلُ تَعَارُضٌ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيْنَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=24يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وَلَا تَعَارُضَ لِأَنَّ آيَةَ يس فِي أَحْوَالِ الْمُشْرِكِينَ وَآيَةَ سُورَةِ النُّورِ فِي أَحْوَالِ الْمُنَافِقِينَ .
وَالْمُرَادُ بِتَكَلُّمِ الْأَيْدِي تَكَلُّمُهَا بِالشَّهَادَةِ ، وَالْمُرَادُ بِشَهَادَةِ الْأَرْجُلِ نُطْقُهَا بِالشَّهَادَةِ ، فَفِي كِلْتَا الْجُمْلَتَيْنِ احْتِبَاكٌ . وَالتَّقْدِيرُ : وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ فَتَشْهَدُ وَتُكَلِّمُنَا أَرْجُلُهُمْ فَتَشْهَدُ .
وَيَتَعَلَّقُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ بِكُلٍّ مِنْ فِعْلَيْ " تُكَلِّمُنَا وَتَشْهَدُ " عَلَى وَجْهِ التَّنَازُعِ . وَمَا يَكْسِبُونَهُ : هُوَ الشِّرْكُ وَفُرُوعُهُ ، وَتَكْذِيبُهُمُ الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا أَلْحَقُوا بِهِ مِنَ الْأَذَى .