nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29011فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار .
تفريع على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إنا لننصر رسلنا أي فاعلم أنا ناصروك والذين آمنوا واصبر على ما تلاقيه من قومك ولا تهن .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55إن وعد الله حق تعليل للأمر بالصبر .
وإن للاهتمام بالخبر وهي في مثل هذا المقام تغني غناء فاء التعليل فكأنه قيل :
nindex.php?page=treesubj&link=33678فوعد الله حق ويفاد بأن التأكيد الذي هو للاهتمام والتحقيق .
ووعد الله هو وعد رسوله بالنصر في الآية السابقة وفي غير ما آية .
والمعنى لا تستبطئ النصر فإنه واقع ، وذلك ما نصر به النبيء - صلى الله عليه وسلم - في أيامه على المشركين يوم
بدر ويوم الفتح ويوم
حنين وفي أيام الغزوات الأخرى . وما عرض من الهزيمة يوم
أحد كان امتحانا وتنبيها على سوء مغبة
nindex.php?page=treesubj&link=30794_30803_28750عدم الحفاظ على وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن لا يبرحوا من مكانهم ثم كانت العاقبة للمؤمنين .
وعطف على الأمر بالصبر الأمر بالاستغفار والتسبيح فكانا داخلين في سياق التفريع على الوعد بالنصر رمزا إلى تحقيق الوعد لأنه أمر عقبه بما هو من آثار الشكر كناية عن كون نعمة النصر حاصلة لا محالة ، وهذه كناية رمزية .
والأمر بالاستغفار أمر بأن يطلب من الله تعالى المغفرة التي اقتضتها النبوءة ،
[ ص: 171 ] أي اسأل الله دوام العصمة لتدوم المغفرة ، وهذا مقام التخلية عن الأكدار النفسية ، وفيه تعريض بأن أمته مطلوبون بذلك بالأحرى كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك وأيضا فالنبيء - صلى الله عليه وسلم - مأمور بالاستغفار تعبدا وتأدبا .
وأمر
nindex.php?page=treesubj&link=24432_31061بتسبيح الله تعالى وتنزيهه بالعشي والإبكار ، أي الأوقات كلها فاقتصر على طرفي أوقات العمل .
والعشي : آخر النهار إلى ابتداء ظلمة الليل ، ولذلك سمي طعام الليل عشاء ، وسميت الصلاة الأخيرة بالليل عشاء . والإبكار : اسم لبكرة النهار كالإصباح اسم للصباح ، والبكرة أول النهار ، وتقدمت في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11أن سبحوا بكرة وعشيا في سورة مريم . وتقدم العشي في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي في سورة الأنعام . وهذا مقام التحلي بالكمالات النفسية وبذلك يتم الشكر ظاهرا وباطنا . وجعل الأمران معطوفين على الأمر بالصبر لأن الصبر هنا لانتظار النصر الموعود ، ولذلك لم يؤمر بالصبر لما حصل النصر في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره فإن ذلك مقام محض الشكر دون الصبر .
وقد أخبر الله نبيئه - صلى الله عليه وسلم - بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما في أول سورة الفتح ، فتعين أن أمره بالاستغفار في سورة غافر قبل أن يخبره بذلك ، لطلب دوام المغفرة ، وكان أمره به في سورة النصر بعد أن أخبره بغفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، للإرشاد إلى شكر نعمة النصر ، وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002295قال بعض الصحابة للنبيء - صلى الله عليه وسلم - في شأن عبادته إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال : أفلا أكون عبدا شكورا . وكان يكثر أن يقول في سجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي . بعد نزول سورة nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله قالت عائشة رضي الله عنها يتأول القرآن . وبحكم السياق تعلم أن الآية لا علاقة لها بفرض الصلاة ولا بأوقاتها وإنما هي على نحو قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره في سورة النصر .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29011فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ .
تَفْرِيعٌ عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا أَيْ فَاعْلَمْ أَنَّا نَاصِرُوكَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاصْبِرْ عَلَى مَا تُلَاقِيهِ مِنْ قَوْمِكَ وَلَا تَهِنْ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالصَّبْرِ .
وَإِنَّ لِلِاهْتِمَامِ بِالْخَبَرِ وَهِيَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ تُغْنِي غَنَاءَ فَاءِ التَّعْلِيلِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33678فَوَعْدُ اللَّهِ حَقٌّ وَيُفَادُ بِأَنَّ التَّأْكِيدَ الَّذِي هُوَ لِلِاهْتِمَامِ وَالتَّحْقِيقِ .
وَوَعْدُ اللَّهِ هُوَ وَعْدُ رَسُولِهِ بِالنَّصْرِ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ وَفِي غَيْرِ مَا آيَةٍ .
وَالْمَعْنَى لَا تَسْتَبْطِئِ النَّصْرَ فَإِنَّهُ وَاقِعٌ ، وَذَلِكَ مَا نُصِرَ بِهِ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَيَّامِهِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ وَيَوْمَ الْفَتْحِ وَيَوْمَ
حُنَيْنٍ وَفِي أَيَّامِ الْغَزَوَاتِ الْأُخْرَى . وَمَا عَرَضَ مِنَ الْهَزِيمَةِ يَوْمَ
أُحُدٍ كَانَ امْتِحَانًا وَتَنْبِيهًا عَلَى سُوءِ مَغَبَّةِ
nindex.php?page=treesubj&link=30794_30803_28750عَدَمِ الْحِفَاظِ عَلَى وَصِيَّةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لَا يَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِهِمْ ثُمَّ كَانَتِ الْعَاقِبَةُ لِلْمُؤْمِنِينَ .
وَعُطِفَ عَلَى الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ الْأَمْرُ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّسْبِيحِ فَكَانَا دَاخِلَيْنِ فِي سِيَاقِ التَّفْرِيعِ عَلَى الْوَعْدِ بِالنَّصْرِ رَمْزًا إِلَى تَحْقِيقِ الْوَعْدِ لِأَنَّهُ أَمَرَ عَقِبَهُ بِمَا هُوَ مِنْ آثَارِ الشُّكْرِ كِنَايَةً عَنْ كَوْنِ نِعْمَةِ النَّصْرِ حَاصِلَةً لَا مَحَالَةَ ، وَهَذِهِ كِنَايَةٌ رَمْزِيَّةٌ .
وَالْأَمْرُ بِالِاسْتِغْفَارِ أَمْرٌ بِأَنْ يَطْلُبَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الْمَغْفِرَةَ الَّتِي اقْتَضَتْهَا النُّبُوءَةُ ،
[ ص: 171 ] أَيِ اسْأَلِ اللَّهَ دَوَامَ الْعِصْمَةِ لِتَدُومَ الْمَغْفِرَةُ ، وَهَذَا مَقَامُ التَّخْلِيَةِ عَنِ الْأَكْدَارِ النَّفْسِيَّةِ ، وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِأَنَّ أُمَّتَهُ مَطْلُوبُونَ بِذَلِكَ بِالْأَحْرَى كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَأَيْضًا فَالنَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَأْمُورٌ بِالِاسْتِغْفَارِ تَعَبُّدًا وَتَأَدُّبًا .
وَأُمِرَ
nindex.php?page=treesubj&link=24432_31061بِتَسْبِيحِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَنْزِيهِهِ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ، أَيِ الْأَوْقَاتِ كُلِّهَا فَاقْتَصَرَ عَلَى طَرَفَيْ أَوْقَاتِ الْعَمَلِ .
وَالْعَشِيُّ : آخِرُ النَّهَارِ إِلَى ابْتِدَاءِ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ طَعَامُ اللَّيْلِ عَشَاءً ، وَسُمِّيَتِ الصَّلَاةُ الْأَخِيرَةُ بِاللَّيْلِ عِشَاءً . وَالْإِبْكَارُ : اسْمٌ لِبُكْرَةِ النَّهَارِ كَالْإِصْبَاحِ اسْمٌ لِلصَّبَاحِ ، وَالْبُكْرَةُ أَوَّلُ النَّهَارِ ، وَتَقَدَّمَتْ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا فِي سُورَةِ مَرْيَمَ . وَتَقَدَّمَ الْعَشِيُّ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ . وَهَذَا مَقَامُ التَّحَلِّي بِالْكَمَالَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَبِذَلِكَ يَتِمُّ الشُّكْرُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا . وَجُعِلَ الْأَمْرَانِ مَعْطُوفَيْنِ عَلَى الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ لِأَنَّ الصَّبْرَ هُنَا لِانْتِظَارِ النَّصْرِ الْمَوْعُودِ ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُؤْمَرْ بِالصَّبْرِ لَمَّا حَصَلَ النَّصْرُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ فَإِنَّ ذَلِكَ مَقَامُ مَحْضِ الشُّكْرِ دُونَ الصَّبْرِ .
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيئَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ كَمَا فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْفَتْحِ ، فَتَعَيَّنَ أَنَّ أَمْرَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ فِي سُورَةِ غَافِرٍ قَبْلَ أَنْ يُخْبِرَهُ بِذَلِكَ ، لِطَلَبِ دَوَامِ الْمَغْفِرَةِ ، وَكَانَ أَمْرُهُ بِهِ فِي سُورَةِ النَّصْرِ بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُ بِغُفْرَانِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، لِلْإِرْشَادِ إِلَى شُكْرِ نِعْمَةِ النَّصْرِ ، وَقَدْ
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002295قَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ لِلنَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَأْنِ عِبَادَتِهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، فَقَالَ : أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا . وَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي سُجُودِهِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي . بَعْدَ نُزُولِ سُورَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنُ . وَبِحُكْمِ السِّيَاقِ تَعْلَمُ أَنَّ الْآيَةَ لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِفَرْضِ الصَّلَاةِ وَلَا بِأَوْقَاتِهَا وَإِنَّمَا هِيَ عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ فِي سُورَةِ النَّصْرِ .