[ ص: 599 ] بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28883_32333_28889_28861سورة المسد
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف ( سورة تبت ) وكذلك عنونها
الترمذي في جامعه وفي أكثر كتب التفسير ، تسمية لها بأول كلمة فيها .
وسميت في بعض المصاحف وفي بعض التفاسير ( سورة المسد ) . واقتصر في الإتقان على هذين .
وسماها جمع من المفسرين ( سورة
أبي لهب ) على تقدير : سورة ذكر
أبي لهب . وعنونها
أبو حيان في تفسيره ( سورة اللهب ) ولم أره لغيره .
وعنونها
ابن العربي في أحكام القرآن سورة ما كان من
أبي لهب وهو عنوان وليس باسم .
وهي مكية بالاتفاق .
وعدت السادسة من السور نزولا ، نزلت بعد سورة الفاتحة وقبل سورة التكوير .
وعدد آيها خمس .
روي أن نزولها كان في السنة الرابعة من البعثة . وسبب نزولها على ما في الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002924صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على الصفا فنادى ( يا صباحاه ) - ( كلمة ينادى بها للإنذار من عدو يصبح القوم ) فاجتمعت إليه قريش ، فقال : إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، أرأيتم لو أني أخبرتكم أن العدو ممسيكم أو مصبحكم أكنتم تصدقوني ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذبا ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت تبت يدا [ ص: 600 ] أبي لهب . ووقع في الصحيحين من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد
الصفا إلى آخر الحديث المتقدم .
ومعلوم أن آية
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين من سورة الشعراء وهي متأخرة النزول عن سورة تبت ، وتأويل ذلك أن آية تشبه آية سورة الشعراء نزلت قبل سورة
أبي لهب لما رواه
أبو أسامة يبلغ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين وقومك منهم المخلصين ) ( ولم يقل من سورة الشعراء ) خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الصفا . فتعين أن آية سورة الشعراء تشبه صدر الآية التي نزلت قبل نزول سورة أبي لهب .
[ ص: 599 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28883_32333_28889_28861سُورَةُ الْمَسَدِ
سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فِي أَكْثَرِ الْمَصَاحِفِ ( سُورَةَ تَبَّتْ ) وَكَذَلِكَ عَنْوَنَهَا
التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ وَفِي أَكْثَرِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ ، تَسْمِيَةً لَهَا بِأَوَّلِ كَلِمَةٍ فِيهَا .
وَسُمِّيَتْ فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ وَفِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ ( سُورَةَ الْمَسَدِ ) . وَاقْتَصَرَ فِي الْإِتْقَانِ عَلَى هَذَيْنِ .
وَسَمَّاهَا جَمْعٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ( سُورَةَ
أَبِي لَهَبٍ ) عَلَى تَقْدِيرِ : سُورَةِ ذِكْرِ
أَبِي لَهَبٍ . وَعَنْوَنَهَا
أَبُو حَيَّانَ فِي تَفْسِيرِهِ ( سُورَةَ اللَّهَبِ ) وَلَمْ أَرَهُ لِغَيْرِهِ .
وَعَنْوَنَهَا
ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ سُورَةَ مَا كَانَ مِنْ
أَبِي لَهَبٍ وَهُوَ عُنْوَانٌ وَلَيْسَ بِاسْمٍ .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ بِالِاتِّفَاقِ .
وَعُدَّتِ السَّادِسَةَ مِنَ السُّوَرِ نُزُولًا ، نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ الْفَاتِحَةِ وَقَبْلَ سُورَةِ التَّكْوِيرِ .
وَعَدَدُ آيِهَا خَمْسٌ .
رُوِيَ أَنَّ نُزُولَهَا كَانَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ مِنَ الْبَعْثَةِ . وَسَبَبُ نُزُولِهَا عَلَى مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002924صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الصَّفَا فَنَادَى ( يَا صَبَاحَاهُ ) - ( كَلِمَةٌ يُنَادَى بِهَا لِلْإِنْذَارِ مِنْ عَدُوٍّ يُصَبِّحُ الْقَوْمَ ) فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ ، فَقَالَ : إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ، أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنِّي أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُمَسِّيكُمْ أَوْ مُصَبِّحُكُمْ أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي ؟ قَالُوا : مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا ؟ فَنَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا [ ص: 600 ] أَبِي لَهَبٍ . وَوَقَعَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلِصِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى صَعِدَ
الصَّفَا إِلَى آخِرَ الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ آيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ مِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ وَهِيَ مُتَأَخِّرَةُ النُّزُولِ عَنْ سُورَةِ تَبَّتْ ، وَتَأْوِيلُ ذَلِكَ أَنَّ آيَةً تُشْبِهُ آيَةَ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ نَزَلَتْ قَبْلَ سُورَةِ
أَبِي لَهَبٍ لِمَا رَوَاهُ
أَبُو أُسَامَةَ يَبْلُغُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا نَزَلَتْ ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَقَوْمَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) ( وَلَمْ يَقُلْ مِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ ) خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا . فَتَعَيَّنَ أَنَّ آيَةَ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ تُشْبِهُ صَدْرَ الْآيَةِ الَّتِي نَزَلَتْ قَبْلَ نُزُولِ سُورَةِ أَبِي لَهَبٍ .