الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 10 ] قوله تعالى : قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، ذكر في هذه الآية الكريمة : أن إبليس لعنه الله خلق من نار ، وعلى القول بأن إبليس هو الجان الذي هو أبو الجن ، فقد زاد في مواضع أخر أوصافا للنار التي خلقه منها . من ذلك أنها نار السموم ، كما في قوله : والجان خلقناه من قبل من نار السموم [ 15 \ 27 ] ، ومن ذلك أنها خصوص المارج ، كما في قوله : وخلق الجان من مارج من نار [ 55 \ 15 ] ، والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذي لا دخان فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وسميت نار السموم ; لأنها تنفذ في مسام البدن لشدة حرها . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا : " خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " . ورواه عنها أيضا الإمام أحمد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية