الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 277 ] قوله تعالى : إلا عبادك منهم المخلصين .

                                                                                                                                                                                                                                      ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الشيطان لما أوعد بأنه سيضل أكثر بني آدم ، استثنى من ذلك عباد الله المخلصين ، معترفا بأنه لا قدرة له على إضلالهم ، ونظيره قوله في ص أيضا قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين [ 38 \ 82 - 83 ] وعباد الله المخلصون هم المرادون بالاستثناء في قوله في بني إسرائيل لأحتنكن ذريته إلا قليلا [ 17 \ 62 ] وقوله في سبأ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين [ 34 \ 20 ] وهم الذين احترز منهم بقوله ولا تجد أكثرهم شاكرين [ 7 \ 17 ] وبين تعالى في مواضع أخر أن الشيطان لا سلطان له على أولئك المخلصين كقوله إن عبادي ليس لك عليهم سلطان الآية [ 15 \ 42 ] وقوله : إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه [ 16 \ 99 - 100 ] وقوله وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك الآية [ 34 \ 21 ] . وقوله : وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي [ 14 \ 22 ] وقوله : المخلصين [ 15 \ 40 ] قرأه ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو بكسر اللام اسم فاعل ، وقرأه نافع والكوفيون بفتح اللام بصيغة اسم المفعول .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية