nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176nindex.php?page=treesubj&link=28974ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير
قوله : ولا يحزنك قرأ
نافع بضم الياء وكسر الزاي ، وقرأ
ابن محيصن بضم الياء والزاي ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الزاي ، وهما لغتان ، يقال : حزنني الأمر وأحزنني ، والأولى أفصح .
وقرأ
طلحة ( يسرعون ) قيل : هم قوم ارتدوا ، فاغتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك ، فسلاه الله سبحانه ونهاه عن الحزن ، وعلل ذلك بأنهم لن يضروا الله شيئا ، وإنما ضروا أنفسهم بأن لا حظ لهم في الآخرة ولهم عذاب عظيم ، وقيل : هم كفار
قريش وقيل : هم المنافقون ، وقيل : هو عام في جميع الكفار . قال
القشيري : والحزن على كفر الكافر طاعة ، ولكن
nindex.php?page=treesubj&link=30610النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفرط في الحزن ، فنهي عن ذلك كما قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=8فلا تذهب نفسك عليهم حسرات [ فاطر : 8 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا [ الكهف : 6 ] وعدي السارعون بفي دون إلى للدلالة على أنهم مستقرون فيه مديمون لملابسته ، ومثله يسارعون في الخيرات .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176إنهم لن يضروا الله شيئا تعليل للنهي ، والمعنى : أن كفرهم لا ينقص من ملك الله سبحانه شيئا ، وقيل : المراد لن يضروا أولياءه ، ويحتمل أن يراد لن يضروا دينه الذي شرعه لعباده ، وشيئا منصوب على المصدرية ; أي : شيئا من الضرر ، وقيل : منصوب بنزع الخافض ; أي : بشيء : والحظ : النصيب . قال
أبو زيد : يقال رجل حظيظ إذا كان ذا حظ من الرزق ، والمعنى : أن الله يريد أن لا يجعل لهم نصيبا في الجنة أو نصيبا من الثواب ، وصيغة الاستقبال للدلالة على دوام الإرادة واستمرارها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176ولهم عذاب عظيم بسبب مسارعتهم في الكفر فكان ضرر كفرهم عائدا عليهم جالبا لهم عدم الحظ في الآخرة ومصيرهم في العذاب العظيم .
nindex.php?page=treesubj&link=28974قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان أي : استبدلوا الكفر بالإيمان ، وقد تقدم تحقيق هذه الاستعارة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176لن يضروا الله شيئا معناه كالأول وهو للتأكيد لما تقدمه ، وقيل : إن الأول خاص بالمنافقين ، والثاني يعم جميع الكفار ، والأول أولى . قوله :
[ ص: 258 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم قرأ
ابن عامر وعاصم وغيرهما ( يحسبن ) بالياء التحتية ، وقرأ
حمزة بالفوقية ، والمعنى على الأولى : لا يحسبن الكافرون أنما نملي لهم بطول العمر ورغد العيش أو بما أصابوا من الظفر يوم
أحد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178خير لأنفسهم فليس الأمر كذلك بل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين .
وعلى القراءة الثانية : لا تحسبن يا
محمد أن الإملاء للذين كفروا بما ذكر خير لأنفسهم ، بل هو شر واقع عليهم ونازل بهم ، وهو أن الإملاء الذي نمليه لهم ليزدادوا إثما . فالموصول على القراءة الأولى فاعل الفعل ، وأنما نملي وما بعده ساد مسد مفعولي الحسبان عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أو ساد مسد أحدهما ، والآخر محذوف عند
الأخفش .
وأما على القراءة الثانية فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن الموصول هو المفعول الأول ، وأنما وما بعدها بدل من الموصول ساد مسد المفعولين ، ولا يصح أن يكون أنما وما بعده هو المفعول الثاني ; لأن المفعول الثاني في هذا الباب هو الأول في المعنى .
وقال
أبو علي الفارسي : لو صح هذا لكان خيرا بالنصب ; لأنه يصير بدلا من الذين كفروا ، فكأنه قال : لا تحسبن إملاء الذين كفروا خيرا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : إنه يقدر تكرير الفعل كأنه قال : ولا تحسبن الذين كفروا ولا تحسبن أنما نملي لهم فسدت مسد المفعولين .
وقال في الكشاف : فإن قلت : كيف صح مجيء البدل ولم يذكر إلا أحد المفعولين ، ولا يجوز الاقتصار بفعل الحسبان على مفعول واحد ؟ قلت : صح ذلك من حيث إن التعويل على البدل ، والمبدل منه في حكم المنحى ، ألا تراك تقول جعلت متاعك بعضه فوق بعض مع امتناع سكوتك على متاعك ، انتهى . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب ( إنما نملي ) بكسر إن فيهما ، وهي قراءة ضعيفة باعتبار العربية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إنما نملي لهم ليزدادوا إثما جملة مستأنفة مبينة لوجه
nindex.php?page=treesubj&link=30550_30539الإملاء للكافرين . وقد احتج الجمهور بهذه الآية على بطلان ما تقوله المعتزلة ; لأنه سبحانه أخبر بأنه يطيل أعمار الكفار ويجعل عيشهم رغدا ليزدادوا إثما .
قال
أبو حاتم : وسمعت
الأخفش يذكر كسر ( إنما نملي ) الأولى وفتح الثانية ، ويحتج بذلك لأهل القدر لأنه منهم ويجعله على هذا التقدير : ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم ليزدادوا إثما إنما نملي لهم خير لأنفسهم . وقال في الكشاف : إن ازدياد الإثم علة ، وما كل علة بعرض ، ألا تراك تقول : قعدت عن الغزو للعجز والفاقة ، وخرجت من البلد لمخافة الشر وليس شيء يعرض لك وإنما هي علل وأسباب .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه كلام مستأنف ، والخطاب عند جمهور المفسرين للكفار والمنافقين ; أي :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الكفر والنفاق
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179حتى يميز الخبيث من الطيب وقيل : الخطاب للمؤمنين والمنافقين ; أي : ما كان الله ليترككم على الحال التي أنتم عليه من الاختلاط حتى يميز بعضكم من بعض ، وقيل : الخطاب للمشركين . والمراد بالمؤمنين من في الأصلاب والأرحام ; أي : ما كان الله ليذر أولادكم على ما أنتم عليه حتى يفرق بينكم وبينهم ، وقيل : الخطاب للمؤمنين ; أي : ما كان الله ليذركم يا معشر المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاط بالمنافقين حتى يميز بينكم ، وعلى هذا الوجه ، والوجه الثاني ، يكون في الكلام التفات .
وقرئ ( يميز ) بالتشديد للمخفف ، من ماز الشيء يميزه ميزا إذا فرق بين شيئين ، فإن كانت أشياء قيل : ميزه تمييزا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وما كان الله ليطلعكم على الغيب حتى تميزوا بين الطيب والخبيث فإنه المستأثر بعلم الغيب لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول من رسله يجتبيه فيطلعه على شيء من غيبه فيميز بينكم كما وقع من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم من تعيين كثير من المنافقين ، فإن ذلك كان بتعليم الله له ، لا بكونه يعلم الغيب ، وقيل المعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وما كان الله ليطلعكم على الغيب في من يستحق النبوة ، حتى يكون الوحي باختياركم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ولكن الله يجتبي أي يختار
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179من رسله من يشاء .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179فآمنوا بالله ورسله أي : افعلوا الإيمان المطلوب منكم ودعوا الاشتغال بما ليس من شأنكم من
nindex.php?page=treesubj&link=28781التطلع لعلم الله سبحانه وإن تؤمنوا بما ذكر وتتقوا فلكم عوضا عن ذلك أجر عظيم لا يعرف قدره ولا يبلغ كنهه .
nindex.php?page=treesubj&link=28974_18897قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم الموصول في محل رفع على أنه فاعل الفعل على قراءة من قرأ بالياء التحتية ، والمفعول الأول محذوف ; أي : لا يحسبن الباخلون البخل خيرا لهم . قاله
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء .
قالوا : وإنما حذف لدلالة يبخلون عليه ، ومن ذلك قول الشاعر :
إذا نهي السفيه جرى إليه وخالف والسفيه إلى خلاف
أي جرى إلى السفه ، فالسفيه دل على السفه . وأما على قراءة من قرأ بالفوقية فالفعل مسند إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمفعول الأول محذوف ; أي : لا تحسبن يا
محمد بخل الذين يبخلون خيرا لهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية والضمير المذكور هو ضمير الفصل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : والسين في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سيطوقون ما بخلوا به سين الوعيد ، وهذه الجملة مبينة لمعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180بل هو شر لهم قيل : ومعنى التطويق هنا أنه يكون ما بخلوا به من المال طوقا من نار في أعناقهم ، وقيل : معناه أنه سيحملون عقاب ما بخلوا به فهو من الطاقة وليس من التطويق ، وقيل المعنى : أنهم يلزمون أعمالهم كما يلزم الطوق العنق ، يقال : طوق فلان عمله طوق الحمامة ; أي : ألزم جزاء عمله ، وقيل : إن ما لم تؤد زكاته من المال يمثل له شجاعا أقرع حتى يطوق به في عنقه كما ورد ذلك مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
قال
القرطبي :
nindex.php?page=treesubj&link=18898والبخل في اللغة أن يمنع الإنسان الحق الواجب ، فأما من منع ما لا يجب عليه فليس ببخيل . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولله ميراث السماوات والأرض أي : له وحده لا لغيره كما يفيده التقديم .
والمعنى : أن له ما فيهما مما يتوارثه أهلها فما بالهم يبخلون بذلك ولا ينفقونه وهو لله سبحانه لا لهم
[ ص: 259 ] وإنما كان عندهم عارية مستردة ، ومثل هذه الآية قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40إنا نحن نرث الأرض ومن عليها [ مريم : 40 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه [ الحديد : 7 ] . والميراث في الأصل هو ما يخرج من مالك إلى آخر ولم يكن مملوكا لذلك الآخر قبل انتقاله إليه بالميراث ، ومعلوم أن الله سبحانه هو المالك بالحقيقة لجميع مخلوقاته .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان قال : هم المنافقون . وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها من الحياة ، إن كان برا فقد قال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198وما عند الله خير للأبرار [ آل عمران : 798 ] وإن كان فاجرا فقد قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178ولا يحسبن الذين كفروا الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء نحوه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
أبي برزة أيضا نحوه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : قالوا إن كان
محمد صادقا فليخبرنا بمن يؤمن به منا ومن يكفر ، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ما كان الله ليذر المؤمنين الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : يميز أهل السعادة من أهل الشقاوة ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة قال : يميز بينهم في الجهاد والهجرة ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وما كان الله ليطلعكم على الغيب قال : ولا يطلع على الغيب إلا رسول . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ولكن الله يجتبي قال : يختص .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
مالك قال : يستخلص . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولا يحسبن الذين يبخلون قال : هم أهل الكتاب بخلوا أن يبينوه للناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
مجاهد قال : هم يهود . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : بخلوا أن ينفقوها في سبيل الله لم يؤدوا زكاتها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019834nindex.php?page=treesubj&link=2650_18897من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته ، مثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ، فيأخذ بلهزمته : يعني بشدقه ، فيقول : أنا مالك أنا كنزك ، ثم تلا هذه الآية وقد ورد هذا المعنى في أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة يرفعونها .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176nindex.php?page=treesubj&link=28974وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
قَوْلُهُ : وَلَا يَحْزُنْكَ قَرَأَ
نَافِعٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الزَّايِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ بِضَمِّ الْيَاءِ وَالزَّايِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الزَّايِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ ، يُقَالُ : حَزَنَنِي الْأَمْرُ وَأَحْزَنَنِي ، وَالْأُولَى أَفْصَحُ .
وَقَرَأَ
طَلْحَةُ ( يُسْرِعُونَ ) قِيلَ : هُمْ قَوْمٌ ارْتَدُّوا ، فَاغْتَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ ، فَسَلَّاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَنَهَاهُ عَنِ الْحُزْنِ ، وَعَلَّلَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ، وَإِنَّمَا ضَرُّوا أَنْفُسَهُمْ بِأَنْ لَا حَظَّ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، وَقِيلَ : هُمْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ وَقِيلَ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ ، وَقِيلَ : هُوَ عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْكُفَّارِ . قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَالْحُزْنُ عَلَى كُفْرِ الْكَافِرِ طَاعَةٌ ، وَلَكِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30610النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُفْرِطُ فِي الْحُزْنِ ، فَنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=8فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [ فَاطِرٍ : 8 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا [ الْكَهْفِ : 6 ] وَعُدِّيَ السَّارِعُونَ بِفِي دُونَ إِلَى لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُمْ مُسْتَقِرُّونَ فِيهِ مُدِيمُونَ لِمُلَابَسَتِهِ ، وَمِثْلُهُ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا تَعْلِيلٌ لِلنَّهْيِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ كُفْرَهُمْ لَا يُنْقِصُ مِنْ مُلْكِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ شَيْئًا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ لَنْ يَضُرُّوا أَوْلِيَاءَهُ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ لَنْ يَضُرُّوا دِينَهُ الَّذِي شَرَعَهُ لِعِبَادِهِ ، وَشَيْئًا مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ ; أَيْ : شَيْئًا مِنَ الضَّرَرِ ، وَقِيلَ : مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ; أَيْ : بِشَيْءٍ : وَالْحَظُّ : النَّصِيبُ . قَالَ
أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ رَجُلٌ حَظِيظٌ إِذَا كَانَ ذَا حَظٍّ مِنَ الرِّزْقِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ يُرِيدُ أَنْ لَا يَجْعَلَ لَهُمْ نَصِيبًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ نَصِيبًا مِنَ الثَّوَابِ ، وَصِيغَةُ الِاسْتِقْبَالِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى دَوَامِ الْإِرَادَةِ وَاسْتِمْرَارِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ بِسَبَبِ مُسَارَعَتِهِمْ فِي الْكُفْرِ فَكَانَ ضَرَرُ كُفْرِهِمْ عَائِدًا عَلَيْهِمْ جَالِبًا لَهُمْ عَدَمَ الْحَظِّ فِي الْآخِرَةِ وَمَصِيرَهُمْ فِي الْعَذَابِ الْعَظِيمِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28974قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ أَيِ : اسْتَبْدَلُوا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ هَذِهِ الِاسْتِعَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا مَعْنَاهُ كَالْأَوَّلِ وَهُوَ لِلتَّأْكِيدِ لِمَا تَقَدَّمَهُ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْأَوَّلَ خَاصٌّ بِالْمُنَافِقِينَ ، وَالثَّانِي يَعُمُّ جَمِيعَ الْكُفَّارِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . قَوْلُهُ :
[ ص: 258 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَغَيْرُهُمَا ( يَحْسَبَنَّ ) بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ بِالْفَوْقِيَّةِ ، وَالْمَعْنَى عَلَى الْأُولَى : لَا يَحْسَبَنَّ الْكَافِرُونَ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ بِطُولِ الْعُمْرِ وَرَغَدِ الْعَيْشِ أَوْ بِمَا أَصَابُوا مِنَ الظَّفَرِ يَوْمَ
أُحُدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ فَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ بَلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ .
وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ : لَا تَحْسَبَنَّ يَا
مُحَمَّدُ أَنَّ الْإِمْلَاءَ لِلَّذِينِ كَفَرُوا بِمَا ذُكِرَ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ، بَلْ هُوَ شَرٌّ وَاقِعٌ عَلَيْهِمْ وَنَازِلٌ بِهِمْ ، وَهُوَ أَنَّ الْإِمْلَاءَ الَّذِي نُمْلِيهِ لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا . فَالْمَوْصُولُ عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى فَاعِلُ الْفِعْلِ ، وَأَنَّمَا نُمْلِي وَمَا بَعْدَهُ سَادٌّ مَسَدَّ مَفْعُولَيِ الْحُسْبَانِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَوْ سَادٌّ مَسَدَّ أَحَدِهِمَا ، وَالْآخَرُ مَحْذُوفٌ عِنْدَ
الْأَخْفَشِ .
وَأَمَّا عَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ الْمَوْصُولَ هُوَ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ، وَأَنَّمَا وَمَا بَعْدَهَا بَدَلٌ مِنَ الْمَوْصُولِ سَادٌّ مَسَدَّ الْمَفْعُولَيْنِ ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ أَنَّمَا وَمَا بَعْدَهُ هُوَ الْمَفْعُولَ الثَّانِي ; لِأَنَّ الْمَفْعُولَ الثَّانِيَ فِي هَذَا الْبَابِ هُوَ الْأَوَّلُ فِي الْمَعْنَى .
وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : لَوْ صَحَّ هَذَا لَكَانَ خَيْرًا بِالنَّصْبِ ; لِأَنَّهُ يَصِيرُ بَدَلًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : لَا تَحْسَبَنَّ إِمْلَاءَ الَّذِينَ كَفَرُوا خَيْرًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : إِنَّهُ يُقَدَّرُ تَكْرِيرُ الْفِعْلِ كَأَنَّهُ قَالَ : وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا تَحْسَبَنَّ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ فَسَدَّتْ مَسَدَّ الْمَفْعُولَيْنِ .
وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ صَحَّ مَجِيءُ الْبَدَلِ وَلَمْ يُذْكَرْ إِلَّا أَحَدُ الْمَفْعُولَيْنِ ، وَلَا يَجُوزُ الِاقْتِصَارُ بِفِعْلِ الْحُسْبَانِ عَلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ ؟ قُلْتُ : صَحَّ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ إِنَّ التَّعْوِيلَ عَلَى الْبَدَلِ ، وَالْمُبْدَلُ مِنْهُ فِي حُكْمِ الْمُنَحَّى ، أَلَا تَرَاكَ تَقُولُ جَعَلْتَ مَتَاعَكَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ مَعَ امْتِنَاعِ سُكُوتِكَ عَلَى مَتَاعِكَ ، انْتَهَى . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ( إِنَّمَا نُمْلِي ) بِكَسْرِ إِنَّ فِيهِمَا ، وَهِيَ قِرَاءَةٌ ضَعِيفَةٌ بِاعْتِبَارِ الْعَرَبِيَّةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مُبَيِّنَةٌ لِوَجْهِ
nindex.php?page=treesubj&link=30550_30539الْإِمْلَاءِ لِلْكَافِرِينَ . وَقَدِ احْتَجَّ الْجُمْهُورُ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى بُطْلَانِ مَا تَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ ; لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ بِأَنَّهُ يُطِيلُ أَعْمَارَ الْكُفَّارِ وَيَجْعَلُ عَيْشَهُمْ رَغْدًا لِيَزْدَادُوا إِثْمًا .
قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : وَسَمِعْتُ
الْأَخْفَشَ يَذْكُرُ كَسْرَ ( إِنَّمَا نُمْلِي ) الْأُولَى وَفَتْحَ الثَّانِيَةِ ، وَيَحْتَجُّ بِذَلِكَ لِأَهْلِ الْقَدَرِ لِأَنَّهُ مِنْهُمْ وَيَجْعَلُهُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ : وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ . وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ : إِنَّ ازْدِيَادَ الْإِثْمِ عِلَّةٌ ، وَمَا كَلُّ عِلَّةٍ بِعَرَضٍ ، أَلَا تَرَاكَ تَقُولُ : قَعَدْتُ عَنِ الْغَزْوِ لِلْعَجْزِ وَالْفَاقَةِ ، وَخَرَجْتُ مِنَ الْبَلَدِ لِمَخَافَةِ الشَّرِّ وَلَيْسَ شَيْءٌ يَعْرِضُ لَكَ وَإِنَّمَا هِيَ عِلَلٌ وَأَسْبَابٌ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ ، وَالْخِطَابُ عِنْدَ جُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ ; أَيْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَقِيلَ : الْخِطَابُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ; أَيْ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَتْرُكَكُمْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الِاخْتِلَاطِ حَتَّى يَمِيزَ بَعْضَكُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَقِيلَ : الْخِطَابُ لِلْمُشْرِكِينَ . وَالْمُرَادُ بِالْمُؤْمِنِينَ مَنْ فِي الْأَصْلَابِ وَالْأَرْحَامِ ; أَيْ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ أَوْلَادَكُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ، وَقِيلَ : الْخِطَابُ لِلْمُؤْمِنِينَ ; أَيْ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الِاخْتِلَاطِ بِالْمُنَافِقِينَ حَتَّى يَمِيزَ بَيْنَكُمْ ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ ، وَالْوَجْهِ الثَّانِي ، يَكُونُ فِي الْكَلَامِ الْتِفَاتٌ .
وَقُرِئَ ( يَمِيزَ ) بِالتَّشْدِيدِ لِلْمُخَفَّفِ ، مِنْ مَازَ الشَّيْءَ يَمِيزُهُ مَيْزًا إِذَا فَرَّقَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ ، فَإِنْ كَانَتْ أَشْيَاءَ قِيلَ : مَيَّزَهُ تَمْيِيزًا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ حَتَّى تُمَيِّزُوا بَيْنَ الطَّيِّبِ وَالْخَبِيثِ فَإِنَّهُ الْمُسْتَأْثِرُ بِعِلْمِ الْغَيْبِ لَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ مِنْ رُسُلِهِ يَجْتَبِيهِ فَيُطْلِعَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ غَيْبِهِ فَيُمَيِّزَ بَيْنَكُمْ كَمَا وَقَعَ مِنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَعْيِينِ كَثِيرٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ بِتَعْلِيمِ اللَّهِ لَهُ ، لَا بِكَوْنِهِ يَعْلَمُ الْغَيْبَ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ فِي مَنْ يَسْتَحِقُّ النُّبُوَّةَ ، حَتَّى يَكُونَ الْوَحْيُ بِاخْتِيَارِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي أَيْ يَخْتَارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أَيِ : افْعَلُوا الْإِيمَانَ الْمَطْلُوبَ مِنْكُمْ وَدَعُوا الِاشْتِغَالَ بِمَا لَيْسَ مِنْ شَأْنِكُمْ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28781التَّطَلُّعِ لِعِلْمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِنْ تُؤْمِنُوا بِمَا ذُكِرَ وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ عِوَضًا عَنْ ذَلِكَ أَجْرٌ عَظِيمٌ لَا يُعْرَفُ قَدْرُهُ وَلَا يُبْلَغُ كُنْهُهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=28974_18897قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ الْمَوْصُولُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ فَاعِلُ الْفِعْلِ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ ، وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ : لَا يَحْسَبَنَّ الْبَاخِلُونَ الْبُخْلَ خَيْرًا لَهُمْ . قَالَهُ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ .
قَالُوا : وَإِنَّمَا حُذِفَ لِدَلَالَةِ يَبْخَلُونَ عَلَيْهِ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِذَا نُهِيَ السَّفِيهُ جَرَى إِلَيْهِ وَخَالَفَ وَالسَّفِيهُ إِلَى خِلَافِ
أَيْ جَرَى إِلَى السَّفَهِ ، فَالسَّفِيهُ دَلَّ عَلَى السَّفَهِ . وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِالْفَوْقِيَّةِ فَالْفِعْلُ مُسْنَدٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ مَحْذُوفٌ ; أَيْ : لَا تَحْسَبَنَّ يَا
مُحَمَّدُ بُخْلَ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ خَيْرًا لَهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ مِثْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ وَالضَّمِيرُ الْمَذْكُورُ هُوَ ضَمِيرُ الْفَصْلِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : وَالسِّينُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ سِينُ الْوَعِيدِ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُبَيِّنَةٌ لِمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ قِيلَ : وَمَعْنَى التَّطْوِيقِ هُنَا أَنَّهُ يَكُونُ مَا بَخِلُوا بِهِ مِنَ الْمَالِ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فِي أَعْنَاقِهِمْ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَيَحْمِلُونَ عِقَابَ مَا بَخِلُوا بِهِ فَهُوَ مِنَ الطَّاقَةِ وَلَيْسَ مِنَ التَّطْوِيقِ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّهُمْ يَلْزَمُونَ أَعْمَالَهُمْ كَمَا يَلْزَمُ الطَّوْقُ الْعُنُقَ ، يُقَالُ : طَوَّقَ فُلَانٌ عَمَلَهُ طَوْقَ الْحَمَامَةِ ; أَيْ : أُلْزِمَ جَزَاءَ عَمَلِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ مَا لَمْ تُؤَدَّ زَكَاتُهُ مِنَ الْمَالِ يُمَثَّلُ لَهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ حَتَّى يُطَوَّقَ بِهِ فِي عُنُقِهِ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ :
nindex.php?page=treesubj&link=18898وَالْبُخْلُ فِي اللُّغَةِ أَنْ يَمْنَعَ الْإِنْسَانُ الْحَقَّ الْوَاجِبَ ، فَأَمَّا مَنْ مَنَعَ مَا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ فَلَيْسَ بِبَخِيلٍ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَيْ : لَهُ وَحْدَهُ لَا لِغَيْرِهِ كَمَا يُفِيدُهُ التَّقْدِيمُ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ لَهُ مَا فِيهِمَا مِمَّا يَتَوَارَثُهُ أَهْلُهَا فَمَا بَالُهُمْ يَبْخَلُونَ بِذَلِكَ وَلَا يُنْفِقُونَهُ وَهُوَ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ لَا لَهُمْ
[ ص: 259 ] وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُمْ عَارِيَةً مُسْتَرَدَّةً ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا [ مَرْيَمَ : 40 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [ الحديد : 7 ] . وَالْمِيرَاثُ فِي الْأَصْلِ هُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ مَالِكٍ إِلَى آخَرَ وَلَمْ يَكُنْ مَمْلُوكًا لِذَلِكَ الْآخَرِ قَبْلَ انْتِقَالِهِ إِلَيْهِ بِالْمِيرَاثِ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمَالِكُ بِالْحَقِيقَةِ لِجَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ قَالَ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ . وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : مَا مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَلَا فَاجِرَةٍ إِلَّا وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهَا مِنَ الْحَيَاةِ ، إِنْ كَانَ بَرًّا فَقَدْ قَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ [ آلِ عِمْرَانَ : 798 ] وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَقَدْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
أَبِي بَرْزَةَ أَيْضًا نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : قَالُوا إِنْ كَانَ
مُحَمَّدٌ صَادِقًا فَلْيُخْبِرْنَا بِمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ مِنَّا وَمَنْ يَكْفُرُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : يَمِيزُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : يَمِيزُ بَيْنَهُمْ فِي الْجِهَادِ وَالْهِجْرَةِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ قَالَ : وَلَا يُطْلَعُ عَلَى الْغَيْبِ إِلَّا رَسُولٌ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي قَالَ : يَخْتَصُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مَالِكٍ قَالَ : يَسْتَخْلِصُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ قَالَ : هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ بَخِلُوا أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : هُمْ يَهُودُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : بَخِلُوا أَنْ يُنْفِقُوهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَمْ يُؤَدُّوا زَكَاتَهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019834nindex.php?page=treesubj&link=2650_18897مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ ، مُثِّلَ لَهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَأْخُذُ بِلِهْزِمَتِهِ : يَعْنِي بِشِدْقِهِ ، فَيَقُولُ : أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الْمَعْنَى فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ يَرْفَعُونَهَا .