nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28995_10789وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ( 32 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ( 33 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=34ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين ( 34 ) .
لما أمر سبحانه بغض الأبصار وحفظ الفروج أرشد بعد ذلك إلى ما يحل للعباد من
nindex.php?page=treesubj&link=10799النكاح الذي يكون به قضاء الشهوة وسكون دواعي الزنا ويسهل بعده غض البصر عن المحرمات وحفظ الفرج عما لا يحل ، فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32وأنكحوا الأيامى منكم الأيم التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا ، والجمع أيامى والأصل أيايم ، بتشديد الياء ، ويشمل الرجل والمرأة .
قال
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : اتفق أهل اللغة على أن الأيم في الأصل هي المرأة التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا .
قال
أبو عبيد : يقال رجل أيم وامرأة أيم ، وأكثر ما يكون في النساء ، وهو كالمستعار في الرجال ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت :
لله در بني علي أيم منهم وناكح
ومنه أيضا قول الآخر :
لقد إمت حتى لامني كل صاحب رجاء سليمى أن تأيم كما إمت
والخطاب في الآية للأولياء ، وقيل : للأزواج ، والأول أرجح ، وفيه دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=11013_11015المرأة لا تنكح نفسها ، وقد خالف في ذلك
أبو حنيفة .
واختلف أهل العلم في
nindex.php?page=treesubj&link=10790النكاح هل مباح ، أو مستحب ، أو واجب ؟ فذهب إلى الأول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره ، وإلى الثاني
مالك وأبو حنيفة ، وإلى الثالث بعض أهل العلم على تفصيل لهم في ذلك ، فقالوا : إن خشي على نفسه الوقوع في المعصية وجب عليه وإلا فلا .
والظاهر أن القائلين بالإباحة والاستحباب لا يخالفون في الوجوب مع تلك الخشية ، وبالجملة فهو مع عدمها سنة من السنن المؤكدة لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الصحيح بعد ترغيبه في النكاح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020936ومن رغب عن سنتي فليس مني ولكن مع القدرة عليه ، وعلى مؤنه كما سيأتي قريبا ، والمراد بالأيامى هنا الأحرار والحرائر ، وأما المماليك فقد بين ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32والصالحين من عبادكم وإمائكم قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32عبادكم وقرأ
الحسن ( عبيدكم ) قال
الفراء : ويجوز ( وإماءكم ) بالنصب برده على الصالحين ، والصلاح هو الإيمان .
وذكر سبحانه الصلاح في المماليك دون الأحرار لأن الغالب في الأحرار الصلاح بخلاف المماليك ، وفيه دليل على أن المملوك لا يزوج نفسه ، وإنما يزوجه مالكه .
وقد ذهب الجمهور إلى أنه يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=11044للسيد أن يكره عبده وأمته على النكاح . وقال
مالك : لا يجوز .
ثم رجع سبحانه إلى الكلام في الأحرار فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله أي لا تمتنعوا من تزويج الأحرار بسبب فقر الرجل والمرأة أو أحدهما ، فإنهم إن يكونوا فقراء يغنهم الله سبحانه ويتفضل عليهم بذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
nindex.php?page=treesubj&link=10800حث الله على النكاح وأعلم أنه سبب لنفي الفقر ، ولا يلزم أن يكون هذا حاصلا لكل فقير إذا تزوج فإن ذلك مقيد بالمشيئة ، وقد يوجد في الخارج كثير من الفقراء لا يحصل لهم الغنى إذا تزوجوا .
وقيل : المعنى : إنه يغنيه بغنى النفس ، وقيل : المعنى : إن يكونوا فقراء إلى النكاح يغنهم الله من فضله بالحلال ليتعففوا عن الزنا .
والوجه الأول أولى ، ويدل عليه قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=28وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء [ التوبة : 28 ] فيحمل المطلق هنا على المقيد هناك ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32والله واسع عليم مؤكدة لما قبلها ومقررة لها ، والمراد أنه سبحانه ذو سعة لا ينقص من سعة ملكه غنى من يغنيه من عباده عليم بمصالح خلقه ، يغني من يشاء ويفقر من يشاء .
ثم ذكر سبحانه حال
nindex.php?page=treesubj&link=19513_10790العاجزين عن النكاح بعد بيان جواز مناكحتهم إرشادا لهم إلى ما هو الأولى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا استعف طلب أن يكون عفيفا أي : ليطلب العفة عن الزنا والحرام من لا يجد نكاحا أي سبب نكاح ، وهو المال .
وقيل : النكاح هنا ما تنكح به المرأة من المهر والنفقة كاللحاف اسم لما يلتحف به ، واللباس اسم لما يلبس ، وقيد سبحانه هذا النهي بتلك الغاية ، وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33حتى يغنيهم الله من فضله أي يرزقهم رزقا يستغنون به ويتمكنون بسببه من النكاح ، وفي هذه الآية ما يدل على تقييد الجملة الأولى : وهي : إن يكونوا فقراء يغنهم الله بالمشيئة كما ذكرنا ، فإنه لو كان وعدا حتما لا محالة في حصوله لكان الغنى والزواج متلازمين ، وحينئذ لا يكون للأمر بالاستعفاف مع الفقر كثير فائدة ، فإنه سيغنى عند تزوجه لا محالة ، فيكون في تزوجه مع فقره تحصيل للغنى ، إلا أن يقال : إن هذا الأمر بالاستعفاف للعاجز عن تحصيل مبادئ النكاح ، ولا ينافي ذلك وقوع الغنى له من بعد أن ينكح ، فإنه قد صدق عليه أنه لم يجد نكاحا إذا كان غير واجد لأسبابه التي يتحصل بها ، وأعظمها المال .
ثم لما رغب سبحانه في تزويج الصالحين من العبيد والإماء ، أرشد المالكين إلى طريقة يصير بها المملوك من جملة الأحرار فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28995_7582_33298والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم الموصول في محل رفع على الابتداء ، ويجوز أن يكون في محل نصب على إضمار فعل يفسره ما بعده : أي وكاتبوا الذين يبتغون الكتاب ، والكتاب مصدر كاتب كالمكاتبة ، يقال : كاتب يكاتب كتابا ومكاتبة ، كما يقال قاتل يقاتل قتالا ومقاتلة .
وقيل : الكتاب هاهنا اسم عين للكتاب الذي يكتب فيه الشيء ؛ وذلك لأنهم كانوا إذا كاتبوا العبد كتبوا عليه وعلى أنفسهم بذلك كتابا ، فيكون المعنى الذين يطلبون كتاب المكاتبة .
nindex.php?page=treesubj&link=7448_7447ومعنى المكاتبة في الشرع : أن يكاتب الرجل
[ ص: 1012 ] عبده على مال يؤديه منجما ، فإذا أداه فهو حر ، وظاهر قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فكاتبوهم أن العبد إذا طلب الكتابة من سيده وجب عليه أن يكاتبه بالشرط المذكور بعده ، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33إن علمتم فيهم خيرا والخير هو
nindex.php?page=treesubj&link=7463القدرة على أداء ما كوتب عليه وإن لم يكن له مال ، وقيل : هو المال فقط ، كما ذهب إليه
مجاهد والحسن وعطاء والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس ومقاتل . وذهب إلى الأول
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وابن زيد ، واختاره
مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج .
قال
الفراء : يقول إن رجوتم عندهم وفاء وتأدية للمال .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لما قال فيهم كان الأظهر الاكتساب والوفاء وأداء الأمانة . وقال
النخعي : إن الخير الدين والأمانة . وروي مثل هذا عن
الحسن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16536عبيدة السلماني : إقامة الصلاة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وقول من قال : إنه المال لا يصح عندنا ؛ لأن العبد مال لمولاه فكيف يكون له مال ؟ قال : والمعنى عندنا إن علمتم فيهم الدين والصدق .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر : من لم يقل إن الخير هنا المال أنكر أن يقال : إن علمتم فيهم مالا ، وإنما يقال علمت فيه الخير والصلاح والأمانة ، ولا يقال علمت فيه المال .
هذا حاصل ما وقع من الاختلاف بين أهل العلم في الخير المذكور في هذه الآية .
وإذا تقرر لك هذا ، فاعلم أنه قد ذهب ظاهر ما يقتضيه الأمر المذكور في الآية من الوجوب ،
عكرمة ومسروق وعمر بن دينار والضحاك : وأهل الظاهر ، فقالوا : يجب على السيد أن يكاتب مملوكه إذا طلب منه ذلك وعلم فيه خيرا .
وقال الجمهور من أهل العلم : لا يجب ذلك ، وتمسكوا بالإجماع على أنه لو سأل العبد سيده أن يبيعه من غيره لم يجب عليه ذلك ولم يجبر عليه ، فكذا الكتابة ؛ لأنها معاوضة .
ولا يخفاك أن هذه حجة واهية وشبهة داحضة ، والحق ما قاله الأولون ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
ثم أمر سبحانه الموالي
nindex.php?page=treesubj&link=33298_24554بالإحسان إلى المكاتبين ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ففي هذه الآية الأمر للمالكين بإعانة المكاتبين على مال الكتابة ، إما بأن يعطوهم شيئا من المال وبأن يحطوا عنهم مما كوتبوا عليه ، وظاهر الآية عدم تقدير ذلك بمقدار ، وقيل : الثلث ، وقيل : الربع ، وقيل : العشر ، ولعل وجه تخصيص الموالي بهذا الأمر هو كون الكلام فيهم ، وسياق الكلام معهم فإنهم المأمورون بالكتابة .
وقال
الحسن والنخعي وبريدة : إن الخطاب بقوله : وآتوهم لجميع الناس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : إن الخطاب للولاة بأن يعطوا المكاتبين من مال الصدقة حظهم كما في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وفي الرقاب ، وللمكاتب أحكام معروفة إذا وفى ببعض مال الكتابة .
ثم إنه سبحانه لما أرشد الموالي إلى نكاح الصالحين من المماليك ، نهى المسلمين عما كان يفعله أهل الجاهلية من إكراه إمائهم على الزنا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28995_24880_10355_30200ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء والمراد بالفتيات هنا الإماء وإن كان الفتى والفتاة قد يطلقان على الأحرار في مواضع أخر .
والبغاء : الزنا ، مصدر بغت المرأة تبغي بغاء إذا زنت ، وهذا مختص بزنا النساء ، فلا يقال للرجل إذا زنا إنه بغي ، وشرط الله سبحانه هذا النهي بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33إن أردن تحصنا لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادتهم للتحصن ، فإن من لم ترد التحصن لا يصح أن يقال لها مكرهة على الزنا ، والمراد بالتحصن هنا : التعفف والتزوج . وقيل : إن هذا القيد راجع إلى الأيامى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج والحسن بن الفضل : في الكلام تقديم وتأخير أي : وأنكحوا الأيامى والصالحين من عبادكم وإمائكم إن أردن تحصنا . وقيل : هذا الشرط ملغى . وقيل : إن هذا الشرط باعتبار ما كانوا عليه ، فإنهم كانوا يكرهونهن وهن يردن التعفف ، وليس لتخصص النهي بصورة إرادتهن التعفف .
وقيل : إن هذا الشرط خرج مخرج الغالب ؛ لأن الغالب أن الإكراه لا يكون إلا عند إرادة التحصن ، فلا يلزم منه جواز الإكراه عند عدم إرادة التحصن ، وهذا الوجه أقوى هذه الوجوه ، فإن الأمة قد تكون غير مريدة للحلال ولا للحرام كما فيمن لا رغبة لها في النكاح والصغيرة ؛ فتوصف بأنها مكرهة على الزنا مع عدم إرادتها للتحصن ، فلا يتم ما قيل من أنه لا يتصور الإكراه إلا عند إرادة التحصن ، إلا أن يقال : إن المراد بالتحصن هنا مجرد التعفف ، وأنه لا يصدق على من كانت تريد الزواج أنها مريدة للتحصن وهو بعيد ، فقد قال الحبر
ابن العباس : إن المراد بالتحصن التعفف والتزوج ، وتابعه على ذلك غيره .
ثم علل سبحانه هذا النهي بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33لتبتغوا عرض الحياة الدنيا وهو ما تكسبه الأمة بفرجها ، وهذا التعليل أيضا خارج مخرج الغالب ، والمعنى : أن هذا العرض هو الذي كان يحملهم على إكراه الإماء على البغاء في الغالب ؛ لأن إكراه الرجل لأمته على البغاء لا لفائدة له أصلا لا يصدر مثله عن العقلاء ، فلا يدل هذا التعليل على أنه يجوز له أن يكرهها ، إذا لم يكن مبتغيا بإكراهها عرض الحياة الدنيا .
وقيل : إن هذا التعليل للإكراه هو باعتبار أن عادتهم كانت كذلك ، لا أنه مدار للنهي عن الإكراه لهن ، وهذا يلاقي المعنى الأول ولا يخالفه
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم هذا مقرر لما قبله ومؤكد له ، والمعنى أن عقوبة الإكراه راجعة إلى المكرهين لا إلى المكرهات ، كما تدل عليه قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : ( فإن الله غفور رحيم ) لهن . قيل وفي هذا التفسير بعد ؛ لأن
nindex.php?page=treesubj&link=10355المكرهة على الزنا غير آثمة . وأجيب بأنها وإن كانت مكرهة ، فربما لا تخلو في تضاعيف الزنا عن شائبة مطاوعة إما بحكم الجبلة البشرية ، أو يكون الإكراه قاصرا عن حد الإلجاء المزيل للاختيار . وقيل : إن المعنى : فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهم : إما مطلقا ، أو بشرط التوبة .
ولما فرغ سبحانه من بيان تلك الأحكام ، شرع في
nindex.php?page=treesubj&link=29568وصف القرآن بصفات ثلاث : الأولى أنه
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=34آيات مبينات أي : واضحات في أنفسهن أو موضحات ، فتدخل الآيات المذكورة في هذه الصورة دخولا أوليا .
والصفة الثانية كونه مثلا من الذين خلوا من قبل هؤلاء أي : مثلا
[ ص: 1013 ] كائنا من جهة أمثال الذين مضوا من القصص العجيبة ، والأمثال المضروبة لهم في الكتب السابقة ، فإن العجب من قصة
عائشة - رضي الله عنها - ، هو كالعجب من قصة
يوسف ومريم وما اتهما به ، ثم تبين بطلانه وبراءتهما سلام الله عليهما .
والصفة الثالثة كونه موعظة ينتفع بها المتقون خاصة ، فيقتدون بما فيه من الأوامر ، وينزجرون عما فيه من النواهي .
وأما غير المتقين ، فإن الله قد ختم على قلوبهم ، وجعل على أبصارهم غشاوة عن سماع المواعظ والاعتبار بقصص الذين خلوا ، وفهم ما تشتمل عليه الآيات البينات .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32وأنكحوا الأيامى الآية قال : أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه ، وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم ، ووعدهم في ذلك الغنى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق قال : أطيعوا الله فيما أمركم من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج
عبد الرزاق في المصنف
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد عن
قتادة قال : ذكر لنا أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة ، وقد وعد الله فيها ما وعد ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=10800_28995إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة عنه نحوه من طريق أخرى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود نحوه .
وأخرج
البزار nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في العلل
والحاكم وابن مردويه والديلمي من طريق
عروة عن
عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020937أنكحوا النساء ، فإنهن يأتينكم بالمال .
وأخرجه
عبد الرزاق وأحمد
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان والحاكم وصححه
والبيهقي في السنن عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020938nindex.php?page=treesubj&link=10800ثلاثة حق على الله عونهم : الناكح يريد العفاف ، والمكاتب يريد الأداء ، والغازي في سبيل الله وقد ورد في الترغيب في مطلق النكاح أحاديث كثيرة ليس هذا موضع ذكرها .
وأخرج
الخطيب في تاريخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا قال : ليتزوج من لا يجد فإن الله سيغنيه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن في معرفة الصحابة
عن عبد الله بن صبيح عن أبيه قال : كنت مملوكا nindex.php?page=showalam&ids=2207لحويطب بن عبد العزى ، فسألته الكتابة فأبى ، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33والذين يبتغون الكتاب الآية .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : سألني
سيرين المكاتبة فأبيت عليه ، فأتى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب فأقبل علي بالدرة وقال : كاتبه وتلا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا فكاتبته .
قال
ابن كثير إن إسناده صحيح .
وأخرج
أبو داود في المراسيل
والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020940nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا قال إن علمتم فيهم حرفة ، ولا ترسلوهم كلا على الناس .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33إن علمتم فيهم خيرا قال : المال .
وأخرج
ابن مردويه عن
علي مثله .
وأخرج
البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال : أمانة ووفاء .
وأخرج عنه أيضا قال : إن علمت مكاتبك يقضيك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والبيهقي عنه في الآية قال : إن علمتم لهم حيلة ، ولا تلقوا مؤنتهم على المسلمين
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وآتوهم من مال الله الذي آتاكم يعني ضعوا عنهم في مكاتبتهم .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن
نافع قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يكره أن يكاتب عبده إذا لم تكن له حرفة ويقول : يطعمني من أوساخ الناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وآتوهم من مال الله الآية : أمر المؤمنين أن يعينوا في الرقاب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب : أمر الله السيد أن يدع للمكاتب الربع من ثمنه . وهذا تعليم من الله ليس بفريضة ، ولكن فيه أجر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14396والروياني في مسنده
nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء المقدسي في المختارة عن
بريدة في الآية قال : حث الناس عليه أن يعطوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي من طريق
أبي سفيان nindex.php?page=hadith&LINKID=1020941عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له : اذهبي فابغينا شيئا ، وكانت كارهة ، فأنزل الله ( nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم هكذا كان يقرأها ، وذكر
مسلم في صحيحه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020942عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبي : يقال لها مسيكة ، وأخرى يقال لها أميمة ، فكان يريدهما على الزنا ، فشكتا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33ولا تكرهوا فتياتكم الآية .
وأخرج
البزار وابن مردويه عن
أنس نحو حديث
جابر الأول .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في الآية قال : كان أهل الجاهلية يبغين إماءهم ، فنهوا عن ذلك في الإسلام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا ، يأخذون أجورهن فنزلت الآية .
وقد ورد النهي منه - صلى الله عليه وآله وسلم - عن مهر البغي
nindex.php?page=treesubj&link=17380وكسب الحجام nindex.php?page=treesubj&link=27529وحلوان الكاهن .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28995_10789وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 32 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 33 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=34وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( 34 ) .
لَمَّا أَمَرَ سُبْحَانَهُ بِغَضِّ الْأَبْصَارِ وَحِفْظِ الْفُرُوجِ أَرْشَدَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى مَا يَحِلُّ لِلْعِبَادِ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=10799النِّكَاحِ الَّذِي يَكُونُ بِهِ قَضَاءُ الشَّهْوَةِ وَسُكُونُ دَوَاعِي الزِّنَا وَيَسْهُلُ بَعْدَهُ غَضُّ الْبَصَرِ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَحِفْظِ الْفَرْجِ عَمَّا لَا يَحِلُّ ، فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ الْأَيِّمُ الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا بِكْرًا كَانَتْ أَوْ ثَيِّبًا ، وَالْجَمْعُ أَيَامَى وَالْأَصْلُ أَيَّايِمُ ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ ، وَيَشْمَلُ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ .
قَالَ
أَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : اتَّفَقَ أَهْلُ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الْأَيِّمَ فِي الْأَصْلِ هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا بِكْرًا كَانَتْ أَوْ ثَيِّبًا .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : يُقَالُ رَجُلٌ أَيِّمٌ وَامْرَأَةٌ أَيِّمٌ ، وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِي النِّسَاءِ ، وَهُوَ كَالْمُسْتَعَارِ فِي الرِّجَالِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ :
لِلَّهِ دَرُّ بَنِي عَلِيٍّ أَيِّمٍ مِنْهُمْ وَنَاكِحِ
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الْآخَرِ :
لَقَدْ إِمْتُ حَتَّى لَامَنِي كُلُّ صَاحِبٍ رَجَاءَ سُلَيْمَى أَنْ تَأَيَّمَ كَمَا إِمْتُ
وَالْخِطَابُ فِي الْآيَةِ لِلْأَوْلِيَاءِ ، وَقِيلَ : لِلْأَزْوَاجِ ، وَالْأَوَّلُ أَرْجَحُ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=11013_11015الْمَرْأَةَ لَا تُنْكِحُ نَفْسَهَا ، وَقَدْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ
أَبُو حَنِيفَةَ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=10790النِّكَاحِ هَلْ مُبَاحٌ ، أَوْ مُسْتَحَبٌّ ، أَوْ وَاجِبٌ ؟ فَذَهَبَ إِلَى الْأَوَّلِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ ، وَإِلَى الثَّانِي
مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ ، وَإِلَى الثَّالِثِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى تَفْصِيلٍ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ، فَقَالُوا : إِنْ خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ الْوُقُوعَ فِي الْمَعْصِيَةِ وَجَبَ عَلَيْهِ وَإِلَّا فَلَا .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْقَائِلِينَ بِالْإِبَاحَةِ وَالِاسْتِحْبَابِ لَا يُخَالِفُونَ فِي الْوُجُوبِ مَعَ تِلْكَ الْخَشْيَةِ ، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ عَدَمِهَا سُنَّةٌ مِنَ السُّنَنِ الْمُؤَكَّدَةِ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ بَعْدَ تَرْغِيبِهِ فِي النِّكَاحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020936وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي وَلَكِنْ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، وَعَلَى مُؤَنِهِ كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا ، وَالْمُرَادُ بِالْأَيَامَى هُنَا الْأَحْرَارُ وَالْحَرَائِرُ ، وَأَمَّا الْمَمَالِيكُ فَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32عِبَادِكُمْ وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ( عَبِيدِكُمْ ) قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَيَجُوزُ ( وَإِمَاءَكُمْ ) بِالنَّصْبِ بِرَدِّهِ عَلَى الصَّالِحِينَ ، وَالصَّلَاحُ هُوَ الْإِيمَانُ .
وَذَكَرَ سُبْحَانَهُ الصَّلَاحَ فِي الْمَمَالِيكِ دُونَ الْأَحْرَارِ لِأَنَّ الْغَالِبَ فِي الْأَحْرَارِ الصَّلَاحُ بِخِلَافِ الْمَمَالِيكِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَمْلُوكَ لَا يُزَوِّجُ نَفْسَهُ ، وَإِنَّمَا يُزَوِّجُهُ مَالِكُهُ .
وَقَدْ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّهُ يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=11044لِلسَّيِّدِ أَنْ يُكْرِهَ عَبْدَهُ وَأَمَتَهُ عَلَى النِّكَاحِ . وَقَالَ
مَالِكٌ : لَا يَجُوزُ .
ثُمَّ رَجَعَ سُبْحَانَهُ إِلَى الْكَلَامِ فِي الْأَحْرَارِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَيْ لَا تَمْتَنِعُوا مِنْ تَزْوِيجِ الْأَحْرَارِ بِسَبَبِ فَقْرِ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ أَوْ أَحَدِهِمَا ، فَإِنَّهُمْ إِنْ يَكُونُوا فَقُرَّاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَيَتَفَضَّلْ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ :
nindex.php?page=treesubj&link=10800حَثَّ اللَّهُ عَلَى النِّكَاحِ وَأَعْلَمَ أَنَّهُ سَبَبٌ لِنَفْيِ الْفَقْرِ ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ هَذَا حَاصِلًا لِكُلِّ فَقِيرٍ إِذَا تَزَوَّجَ فَإِنَّ ذَلِكَ مُقَيَّدٌ بِالْمَشِيئَةِ ، وَقَدْ يُوجَدُ فِي الْخَارِجِ كَثِيرٌ مِنَ الْفُقَرَاءِ لَا يَحْصُلُ لَهُمُ الْغِنَى إِذَا تَزَوَّجُوا .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّهُ يُغْنِيهِ بِغِنَى النَّفْسِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنْ يَكُونُوا فَقُرَاءَ إِلَى النِّكَاحِ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مَنْ فَضْلِهِ بِالْحَلَالِ لِيَتَعَفَّفُوا عَنِ الزِّنَا .
وَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=28وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ [ التَّوْبَةِ : 28 ] فَيُحْمَلُ الْمُطْلَقُ هُنَا عَلَى الْمُقَيَّدِ هُنَاكَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ مُؤَكِّدَةٌ لِمَا قَبْلَهَا وَمُقَرِّرَةٌ لَهَا ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ ذُو سَعَةٍ لَا يَنْقُصُ مِنْ سَعَةِ مُلْكِهِ غِنَى مَنْ يُغْنِيهِ مِنْ عِبَادِهِ عَلِيمٌ بِمَصَالِحِ خَلْقِهِ ، يُغْنِي مَنْ يَشَاءُ وَيُفْقِرُ مَنْ يَشَاءُ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ حَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=19513_10790الْعَاجِزِينَ عَنِ النِّكَاحِ بَعْدَ بَيَانِ جَوَازِ مُنَاكَحَتِهِمْ إِرْشَادًا لَهُمْ إِلَى مَا هُوَ الْأَوْلَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا اسْتَعَفَّ طَلَبَ أَنْ يَكُونَ عَفِيفًا أَيْ : لِيَطْلُبَ الْعِفَّةَ عَنِ الزِّنَا وَالْحَرَامِ مَنْ لَا يَجِدُ نِكَاحًا أَيْ سَبَبَ نِكَاحٍ ، وَهُوَ الْمَالُ .
وَقِيلَ : النِّكَاحُ هُنَا مَا تُنْكَحُ بِهِ الْمَرْأَةُ مِنَ الْمَهْرِ وَالنَّفَقَةِ كَاللِّحَافِ اسْمٌ لِمَا يُلْتَحَفُ بِهِ ، وَاللِّبَاسِ اسْمٌ لِمَا يُلْبَسُ ، وَقَيَّدَ سُبْحَانَهُ هَذَا النَّهْيَ بِتِلْكَ الْغَايَةِ ، وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَيْ يَرْزُقَهُمْ رِزْقًا يَسْتَغْنُونَ بِهِ وَيَتَمَكَّنُونَ بِسَبَبِهِ مِنَ النِّكَاحِ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى تَقْيِيدِ الْجُمْلَةِ الْأُولَى : وَهِيَ : إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ بِالْمَشِيئَةِ كَمَا ذَكَرْنَا ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ وَعْدًا حَتْمًا لَا مَحَالَةَ فِي حُصُولِهِ لَكَانَ الْغِنَى وَالزَّوَاجُ مُتَلَازِمَيْنِ ، وَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ لِلْأَمْرِ بِالِاسْتِعْفَافِ مَعَ الْفَقْرِ كَثِيرُ فَائِدَةٍ ، فَإِنَّهُ سَيُغْنَى عِنْدَ تَزَوُّجِهِ لَا مَحَالَةَ ، فَيَكُونُ فِي تَزَوُّجِهِ مَعَ فَقْرِهِ تَحْصِيلٌ لِلْغِنَى ، إِلَّا أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ بِالِاسْتِعْفَافِ لِلْعَاجِزِ عَنْ تَحْصِيلِ مَبَادِئِ النِّكَاحِ ، وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ وُقُوعُ الْغِنَى لَهُ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَنْكِحَ ، فَإِنَّهُ قَدْ صَدَقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ نِكَاحًا إِذَا كَانَ غَيْرَ وَاجِدٍ لِأَسْبَابِهِ الَّتِي يَتَحَصَّلُ بِهَا ، وَأَعْظَمُهَا الْمَالُ .
ثُمَّ لَمَّا رَغَّبَ سُبْحَانَهُ فِي تَزْوِيجِ الصَّالِحِينَ مِنَ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ ، أَرْشَدَ الْمَالِكِينَ إِلَى طَرِيقَةٍ يَصِيرُ بِهَا الْمَمْلُوكُ مِنْ جُمْلَةِ الْأَحْرَارِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28995_7582_33298وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ الْمَوْصُولُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ : أَيْ وَكَاتِبُوا الَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ ، وَالْكِتَابُ مَصْدَرُ كَاتَبَ كَالْمُكَاتَبَةِ ، يُقَالُ : كَاتَبَ يُكَاتِبُ كِتَابًا وَمُكَاتَبَةً ، كَمَا يُقَالُ قَاتَلَ يُقَاتِلُ قِتَالًا وَمُقَاتَلَةً .
وَقِيلَ : الْكِتَابُ هَاهُنَا اسْمُ عَيْنٍ لِلْكِتَابِ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ الشَّيْءُ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا كَاتَبُوا الْعَبْدَ كَتَبُوا عَلَيْهِ وَعَلَى أَنْفُسِهِمْ بِذَلِكَ كِتَابًا ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى الَّذِينَ يَطْلُبُونَ كِتَابَ الْمُكَاتَبَةِ .
nindex.php?page=treesubj&link=7448_7447وَمَعْنَى الْمُكَاتَبَةِ فِي الشَّرْعِ : أَنْ يُكَاتِبَ الرَّجُلُ
[ ص: 1012 ] عَبْدَهُ عَلَى مَالٍ يُؤَدِّيهِ مُنَجَّمًا ، فَإِذَا أَدَّاهُ فَهُوَ حُرٌّ ، وَظَاهِرُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فَكَاتِبُوهُمْ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا طَلَبَ الْكِتَابَةَ مِنْ سَيِّدِهِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُكَاتِبَهُ بِالشَّرْطِ الْمَذْكُورِ بَعْدَهُ ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَالْخَيْرُ هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=7463الْقُدْرَةُ عَلَى أَدَاءِ مَا كُوتِبَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ ، وَقِيلَ : هُوَ الْمَالُ فَقَطْ ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
مُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ وَعَطَاءٌ وَالضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=16248وَطَاوُسٌ وَمُقَاتِلٌ . وَذَهَبَ إِلَى الْأَوَّلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ زَيْدٍ ، وَاخْتَارَهُ
مَالِكٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : يَقُولُ إِنْ رَجَوْتُمْ عِنْدَهُمْ وَفَاءً وَتَأْدِيَةً لِلْمَالِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَمَّا قَالَ فِيهِمْ كَانَ الْأَظْهَرُ الِاكْتِسَابَ وَالْوَفَاءَ وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ . وَقَالَ
النَّخَعِيُّ : إِنَّ الْخَيْرَ الدِّينُ وَالْأَمَانَةُ . وَرُوِيَ مِثْلُ هَذَا عَنِ
الْحَسَنِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16536عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ : إِقَامَةُ الصَّلَاةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطَّحَاوِيُّ : وَقَوْلُ مَنْ قَالَ : إِنَّهُ الْمَالُ لَا يَصِحُّ عِنْدَنَا ؛ لِأَنَّ الْعَبْدَ مَالٌ لِمَوْلَاهُ فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ مَالٌ ؟ قَالَ : وَالْمَعْنَى عِنْدَنَا إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمُ الدِّينَ وَالصِّدْقَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13332أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : مَنْ لَمْ يَقُلْ إِنَّ الْخَيْرَ هُنَا الْمَالُ أَنْكَرَ أَنْ يُقَالَ : إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ مَالًا ، وَإِنَّمَا يُقَالُ عَلِمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ وَالصَّلَاحَ وَالْأَمَانَةَ ، وَلَا يُقَالُ عَلِمْتُ فِيهِ الْمَالَ .
هَذَا حَاصِلُ مَا وَقَعَ مِنَ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْخَيْرِ الْمَذْكُورِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ .
وَإِذَا تَقَرَّرَ لَكَ هَذَا ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ ظَاهِرُ مَا يَقْتَضِيهِ الْأَمْرُ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ مِنَ الْوُجُوبِ ،
عِكْرِمَةُ وَمَسْرُوقٌ وَعُمَرُ بْنُ دِينَارٍ وَالضَّحَّاكُ : وَأَهْلُ الظَّاهِرِ ، فَقَالُوا : يَجِبُ عَلَى السَّيِّدِ أَنْ يُكَاتِبَ مَمْلُوكَهُ إِذَا طَلَبَ مِنْهُ ذَلِكَ وَعَلِمَ فِيهِ خَيْرًا .
وَقَالَ الْجُمْهُورُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : لَا يَجِبُ ذَلِكَ ، وَتَمَسَّكُوا بِالْإِجْمَاعِ عَلَى أَنَّهُ لَوْ سَأَلَ الْعَبْدُ سَيِّدَهُ أَنْ يَبِيعَهُ مِنْ غَيْرِهِ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَلَمْ يُجْبَرْ عَلَيْهِ ، فَكَذَا الْكِتَابَةُ ؛ لِأَنَّهَا مُعَاوَضَةٌ .
وَلَا يَخْفَاكَ أَنَّ هَذِهِ حُجَّةٌ وَاهِيَةٌ وَشُبْهَةٌ دَاحِضَةٌ ، وَالْحَقُّ مَا قَالَهُ الْأَوَّلُونَ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ .
ثُمَّ أَمَرَ سُبْحَانَهُ الْمَوَالِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=33298_24554بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْمُكَاتَبِينَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ الْأَمْرُ لِلْمَالِكِينَ بِإِعَانَةِ الْمُكَاتَبِينَ عَلَى مَالِ الْكِتَابَةِ ، إِمَّا بِأَنْ يُعْطُوهُمْ شَيْئًا مِنَ الْمَالِ وَبِأَنْ يَحُطُّوا عَنْهُمْ مِمَّا كُوتِبُوا عَلَيْهِ ، وَظَاهِرُ الْآيَةِ عَدَمُ تَقْدِيرِ ذَلِكَ بِمِقْدَارٍ ، وَقِيلَ : الثُّلُثُ ، وَقِيلَ : الرُّبُعُ ، وَقِيلَ : الْعُشْرُ ، وَلَعَلَّ وَجْهَ تَخْصِيصِ الْمَوَالِي بِهَذَا الْأَمْرِ هُوَ كَوْنُ الْكَلَامِ فِيهِمْ ، وَسِيَاقُ الْكَلَامِ مَعَهُمْ فَإِنَّهُمُ الْمَأْمُورُونَ بِالْكِتَابَةِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ وَالنَّخَعِيُّ وَبُرَيْدَةُ : إِنَّ الْخِطَابَ بِقَوْلِهِ : وَآتُوهُمْ لِجَمِيعِ النَّاسِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : إِنَّ الْخِطَابَ لِلْوُلَاةِ بِأَنْ يُعْطُوا الْمُكَاتَبِينَ مِنْ مَالِ الصَّدَقَةِ حَظَّهُمْ كَمَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَفِي الرِّقَابِ ، وَلِلْمُكَاتَبِ أَحْكَامٌ مَعْرُوفَةٌ إِذَا وَفَّى بِبَعْضِ مَالِ الْكِتَابَةِ .
ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَرْشَدَ الْمَوَالِيَ إِلَى نِكَاحِ الصَّالِحِينَ مِنَ الْمَمَالِيكِ ، نَهَى الْمُسْلِمِينَ عَمَّا كَانَ يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ إِكْرَاهِ إِمَائِهِمْ عَلَى الزِّنَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28995_24880_10355_30200وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ وَالْمُرَادُ بِالْفَتَيَاتِ هُنَا الْإِمَاءُ وَإِنْ كَانَ الْفَتَى وَالْفَتَاةُ قَدْ يُطْلَقَانِ عَلَى الْأَحْرَارِ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ .
وَالْبِغَاءُ : الزِّنَا ، مَصْدَرُ بَغَتِ الْمَرْأَةُ تَبْغِي بِغَاءً إِذَا زَنَتْ ، وَهَذَا مُخْتَصٌّ بِزِنَا النِّسَاءِ ، فَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا زَنَا إِنَّهُ بَغِيٌّ ، وَشَرَطَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذَا النَّهْيَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِأَنَّ الْإِكْرَاهَ لَا يُتَصَوَّرُ إِلَّا عِنْدَ إِرَادَتِهِمْ لِلتَّحَصُّنِ ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ تُرِدِ التَّحَصُّنَ لَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ لَهَا مُكْرَهَةٌ عَلَى الزِّنَا ، وَالْمُرَادُ بِالتَّحَصُّنِ هُنَا : التَّعَفُّفُ وَالتَّزَوُّجُ . وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا الْقَيْدَ رَاجِعٌ إِلَى الْأَيَامَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَالْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ : فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ أَيْ : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا . وَقِيلَ : هَذَا الشَّرْطُ مُلْغًى . وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا الشَّرْطَ بِاعْتِبَارِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُكْرِهُونَهُنَّ وَهُنَّ يُرِدْنَ التَّعَفُّفَ ، وَلَيْسَ لِتَخَصُّصِ النَّهْيِ بِصُورَةِ إِرَادَتِهِنَّ التَّعَفُّفَ .
وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا الشَّرْطَ خَرَجَ مَخْرَجَ الْغَالِبِ ؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ أَنَّ الْإِكْرَاهَ لَا يَكُونُ إِلَّا عِنْدَ إِرَادَةِ التَّحَصُّنِ ، فَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ جَوَازُ الْإِكْرَاهِ عِنْدَ عَدَمِ إِرَادَةِ التَّحَصُّنِ ، وَهَذَا الْوَجْهُ أَقْوَى هَذِهِ الْوُجُوهِ ، فَإِنَّ الْأَمَةَ قَدْ تَكُونُ غَيْرَ مُرِيدَةٍ لِلْحَلَالِ وَلَا لِلْحَرَامِ كَمَا فِيمَنْ لَا رَغْبَةَ لَهَا فِي النِّكَاحِ وَالصَّغِيرَةِ ؛ فَتُوصَفُ بِأَنَّهَا مُكْرَهَةٌ عَلَى الزِّنَا مَعَ عَدَمِ إِرَادَتِهَا لِلتَّحَصُّنِ ، فَلَا يَتِمُّ مَا قِيلَ مِنْ أَنَّهُ لَا يُتَصَوَّرُ الْإِكْرَاهُ إِلَّا عِنْدَ إِرَادَةِ التَّحَصُّنِ ، إِلَّا أَنْ يُقَالَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِالتَّحَصُّنِ هُنَا مُجَرَّدُ التَّعَفُّفِ ، وَأَنَّهُ لَا يَصْدُقُ عَلَى مَنْ كَانَتْ تُرِيدُ الزَّوَاجَ أَنَّهَا مُرِيدَةٌ لِلتَّحَصُّنِ وَهُوَ بَعِيدٌ ، فَقَدْ قَالَ الْحَبْرُ
ابْنُ الْعَبَّاسِ : إِنَّ الْمُرَادَ بِالتَّحَصُّنِ التَّعَفُّفُ وَالتَّزَوُّجُ ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُهُ .
ثُمَّ عَلَّلَ سُبْحَانَهُ هَذَا النَّهْيَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُوَ مَا تَكْسِبُهُ الْأَمَةُ بِفَرْجِهَا ، وَهَذَا التَّعْلِيلُ أَيْضًا خَارِجٌ مَخْرَجَ الْغَالِبِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ هَذَا الْعَرَضَ هُوَ الَّذِي كَانَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى إِكْرَاهِ الْإِمَاءِ عَلَى الْبِغَاءِ فِي الْغَالِبِ ؛ لِأَنَّ إِكْرَاهَ الرَّجُلِ لِأَمَتِهِ عَلَى الْبِغَاءِ لَا لِفَائِدَةٍ لَهُ أَصْلًا لَا يَصْدُرُ مِثْلُهُ عَنِ الْعُقَلَاءِ ، فَلَا يَدُلُّ هَذَا التَّعْلِيلُ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُكْرِهَهَا ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مُبْتَغِيًا بِإِكْرَاهِهَا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا التَّعْلِيلَ لِلْإِكْرَاهِ هُوَ بِاعْتِبَارِ أَنَّ عَادَتَهُمْ كَانَتْ كَذَلِكَ ، لَا أَنَّهُ مَدَارٌ لِلنَّهْيِ عَنِ الْإِكْرَاهِ لَهُنَّ ، وَهَذَا يُلَاقِي الْمَعْنَى الْأَوَّلَ وَلَا يُخَالِفُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ هَذَا مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ وَمُؤَكِّدٌ لَهُ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ عُقُوبَةَ الْإِكْرَاهِ رَاجِعَةٌ إِلَى الْمُكْرِهِينَ لَا إِلَى الْمُكْرَهَاتِ ، كَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : ( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) لَهُنَّ . قِيلَ وَفِي هَذَا التَّفْسِيرِ بُعْدٌ ؛ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=10355الْمُكْرَهَةَ عَلَى الزِّنَا غَيْرُ آثِمَةٍ . وَأُجِيبَ بِأَنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ مُكْرَهَةً ، فَرُبَّمَا لَا تَخْلُو فِي تَضَاعِيفِ الزِّنَا عَنْ شَائِبَةٍ مُطَاوَعَةٍ إِمَّا بِحُكْمِ الْجِبِلَّةِ الْبَشَرِيَّةِ ، أَوْ يَكُونُ الْإِكْرَاهُ قَاصِرًا عَنْ حَدِّ الْإِلْجَاءِ الْمُزِيلِ لِلِاخْتِيَارِ . وَقِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى : فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ لَهُمْ : إِمَّا مُطْلَقًا ، أَوْ بِشَرْطِ التَّوْبَةِ .
وَلَمَّا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ بَيَانِ تِلْكَ الْأَحْكَامِ ، شَرَعَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29568وَصْفِ الْقُرْآنِ بِصِفَاتٍ ثَلَاثٍ : الْأُولَى أَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=34آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ أَيْ : وَاضِحَاتٍ فِي أَنْفُسِهِنَّ أَوْ مُوَضَّحَاتٍ ، فَتَدْخُلُ الْآيَاتُ الْمَذْكُورَةُ فِي هَذِهِ الصُّورَةِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا .
وَالصِّفَةُ الثَّانِيَةُ كَوْنُهُ مَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِ هَؤُلَاءِ أَيْ : مَثَلًا
[ ص: 1013 ] كَائِنًا مِنْ جِهَةِ أَمْثَالِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنَ الْقَصَصِ الْعَجِيبَةِ ، وَالْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ لَهُمْ فِي الْكُتُبِ السَّابِقَةِ ، فَإِنَّ الْعَجَبَ مِنْ قِصَّةِ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - ، هُوَ كَالْعَجَبِ مِنْ قِصَّةِ
يُوسُفَ وَمَرْيَمَ وَمَا اتُّهِمَا بِهِ ، ثُمَّ تَبَيَّنَ بُطْلَانُهُ وَبَرَاءَتُهُمَا سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا .
وَالصِّفَةُ الثَّالِثَةُ كَوْنُهُ مَوْعِظَةً يَنْتَفِعُ بِهَا الْمُتَّقُونَ خَاصَّةً ، فَيَقْتَدُونَ بِمَا فِيهِ مِنَ الْأَوَامِرِ ، وَيَنْزَجِرُونَ عَمَّا فِيهِ مِنَ النَّوَاهِي .
وَأَمَّا غَيْرُ الْمُتَّقِينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ خَتَمَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَجَعَلَ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةً عَنْ سَمَاعِ الْمَوَاعِظِ وَالِاعْتِبَارِ بِقَصَصِ الَّذِينَ خَلَوْا ، وَفَهْمِ مَا تَشْتَمِلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ الْبَيِّنَاتُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى الْآيَةَ قَالَ : أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالنِّكَاحِ وَرَغَّبَهُمْ فِيهِ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُزَوِّجُوا أَحْرَارَهُمْ وَعَبِيدَهُمْ ، وَوَعَدَهُمْ فِي ذَلِكَ الْغِنَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ : أَطِيعُوا اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ مِنَ النِّكَاحِ يُنْجِزُ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ مِنَ الْغِنَى ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي الْمُصَنَّفِ
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ مَا رَأَيْتُ كَرَجُلٍ لَمْ يَلْتَمِسِ الْغِنَى فِي الْبَاءَةِ ، وَقَدْ وَعَدَ اللَّهُ فِيهَا مَا وَعَدَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=10800_28995إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ نَحْوَهُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ
وَالْحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالدَّيْلَمِيُّ مِنْ طَرِيقِ
عُرْوَةَ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020937أَنْكِحُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَكُمْ بِالْمَالِ .
وَأَخْرَجَهُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَحْمَدُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020938nindex.php?page=treesubj&link=10800ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : النَّاكِحُ يُرِيدُ الْعَفَافَ ، وَالْمُكَاتَبُ يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ وَرَدَ فِي التَّرْغِيبِ فِي مُطْلَقِ النِّكَاحِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذِكْرِهَا .
وَأَخْرَجَ
الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا قَالَ : لِيَتَزَوَّجْ مَنْ لَا يَجِدُ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُغْنِيهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12757ابْنُ السَّكَنِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صُبَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ مَمْلُوكًا nindex.php?page=showalam&ids=2207لِحُوَيْطِبَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، فَسَأَلْتُهُ الْكِتَابَةَ فَأَبَى ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : سَأَلَنِي
سِيرِينُ الْمُكَاتَبَةَ فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ ، فَأَتَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ بِالدِّرَّةِ وَقَالَ : كَاتِبْهُ وَتَلَا
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا فَكَاتَبْتُهُ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ إِنَّ إِسْنَادَهُ صَحِيحٌ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17298يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020940nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا قَالَ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ حِرْفَةً ، وَلَا تُرْسِلُوهُمْ كَلًّا عَلَى النَّاسِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا قَالَ : الْمَالُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَلِيٍّ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : أَمَانَةٌ وَوَفَاءٌ .
وَأَخْرَجَ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : إِنْ عَلِمْتَ مُكَاتَبَكَ يَقْضِيكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : إِنْ عَلِمْتُمْ لَهُمْ حِيلَةً ، وَلَا تُلْقُوا مُؤْنَتَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ يَعْنِي ضَعُوا عَنْهُمْ فِي مُكَاتَبَتِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
نَافِعٍ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يُكَاتِبَ عَبْدَهُ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ حِرْفَةٌ وَيَقُولُ : يُطْعِمُنِي مِنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الْآيَةَ : أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُعَيِّنُوا فِي الرِّقَابِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : أَمَرَ اللَّهُ السَّيِّدَ أَنْ يَدَعَ لِلْمُكَاتَبِ الرُّبُعَ مِنْ ثَمَنِهِ . وَهَذَا تَعْلِيمٌ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ بِفَرِيضَةٍ ، وَلَكِنْ فِيهِ أَجْرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14396وَالرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14679وَالضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي الْمُخْتَارَةِ عَنْ
بُرَيْدَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : حَثَّ النَّاسَ عَلَيْهِ أَنْ يُعْطُوهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ
أَبِي سُفْيَانَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1020941عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ يَقُولُ لِجَارِيَةٍ لَهُ : اذْهَبِي فَابْغِينَا شَيْئًا ، وَكَانَتْ كَارِهَةً ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ هَكَذَا كَانَ يَقْرَأُهَا ، وَذَكَرَ
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020942عَنْ جَابِرٍ أَنَّ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ : يُقَالُ لَهَا مُسَيْكَةُ ، وَأُخْرَى يُقَالُ لَهَا أُمَيْمَةُ ، فَكَانَ يُرِيدُهُمَا عَلَى الزِّنَا ، فَشَكَتَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَنَسٍ نَحْوَ حَدِيثِ
جَابِرٍ الْأَوَّلِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغِينَ إِمَاءَهُمْ ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُكْرِهُونَ إِمَاءَهُمْ عَلَى الزِّنَا ، يَأْخُذُونَ أُجُورَهُنَّ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ .
وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ
nindex.php?page=treesubj&link=17380وَكَسْبِ الْحَجَّامِ nindex.php?page=treesubj&link=27529وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ .