nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=43وأنه هو أضحك وأبكى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=44وأنه هو أمات وأحيا nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=45وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46من نطفة إذا تمنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه النشأة الأخرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وأنه هو أغنى وأقنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وأنه هو رب الشعرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وأنه أهلك عادا الأولى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51وثمود فما أبقى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53والمؤتفكة أهوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فغشاها ما غشى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55فبأي آلاء ربك تتمارى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هذا نذير من النذر الأولى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أزفت الآزفة nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58ليس لها من دون الله كاشفة nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أفمن هذا الحديث تعجبون nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وتضحكون ولا تبكون nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وأنتم سامدون nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فاسجدوا لله واعبدوا
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=29024_28783وأنه هو أضحك وأبكى أي هو الخالق لذلك والقاضي بسببه .
قال
الحسن ،
والكلبي : أضحك أهل الجنة في الجنة وأبكى أهل النار في النار .
وقال
الضحاك : أضحك الأرض بالنبات وأبكى السماء بالمطر ، وقيل أضحك من شاء في الدنيا بأن سره وأبكى من شاء بأن غمه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16065سهل بن عبد الله : أضحك المطيعين بالرحمة وأبكى العاصين بالسخط .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=44وأنه هو أمات وأحيا أي قضى أسباب الموت والحياة ، ولا يقدر على ذلك غيره ، وقيل خلق نفس الموت والحياة كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2خلق الموت والحياة [ الملك : 2 ] وقيل أمات الآباء وأحيا الأبناء ، وقيل أمات في الدنيا وأحيا للبعث ، وقيل المراد بهما النوم واليقظة .
وقال
عطاء : أمات بعدله وأحيا بفضله ، وقيل أمات الكافر وأحيا المؤمن كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أومن كان ميتا فأحييناه [ الأنعام : 122 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=29024_32404_28661_19791وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46من نطفة إذا تمنى المراد بالزوجين الذكر والأنثى من كل حيوان ، ولا يدخل في ذلك
آدم وحواء فإنهما لم يخلقا من النطفة : والنطفة الماء القليل ، ومعنى إذا تمنى إذ تصب في الرحم وتدفق فيه ، كذا قال
الكلبي ،
والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح وغيرهم ، يقال منى الرجل وأمنى : أي صب المني .
وقال
أبو عبيدة nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46إذا تمنى إذا تقدر : يقال منيت الشيء : إذا قدرته ومني له أي قدر له ، ومنه قول الشاعر :
حتى تلاقي ما يمني لك الماني
والمعنى : أنه يقدر منها الولد .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29024_30337وأن عليه النشأة الأخرى أي إعادة الأرواح إلى الأجسام عند البعث وفاء بوعده .
قرأ الجمهور " النشأة " بالقصر بوزن الضربة ، وقرأ
ابن كثير ،
وأبو عمرو بالمد بوزن الكفالة ، وهما على القراءتين مصدران .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=29024_29711وأنه هو أغنى وأقنى أي أغنى من شاء وأفقر من شاء ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=26يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر [ الرعد : 26 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245يقبض ويبسط قال
ابن زيد ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وقال
مجاهد ،
وقتادة ،
والحسن : أغنى : مول ، وأقنى : أخدم ، وقيل معنى أقنى : أعطى القنية ، وهي ما يتأثل من الأموال .
وقيل معنى أقنى أرضى بما أعطى : أي أغناه ، ثم رضاه بما أعطاه .
قال
الجوهري : قنى الرجل قنى ، مثل غني غنى : أي أعطاه ما يقتني ، وأقناه أرضاه ، والقنى الرضا : قال
أبو زيد : تقول العرب من أعطى مائة من البقر فقد أعطى القنى ، ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغنى ، ومن أعطى مائة من الإبل فقد أعطى المنى .
قال
الأخفش ،
وابن كيسان : أقنى أفقر ، وهو يؤيد القول الأول .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وأنه هو رب الشعرى هي كوكب خلف الجوزاء كانت
خزاعة تعبدها ، والمراد بها الشعرى التي يقال لها العبور ، وهي أشد ضياء من الشعرى التي يقال لها الغميصاء .
وإنما ذكر سبحانه أنه رب الشعرى مع كونه ربا لكل الأشياء للرد على من كان يعبدها ، وأول من عبدها أبو كبشة ، وكان من أشراف العرب ، وكانت
قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة تشبيها له به لمخالفته دينهم كما خالفهم
أبو كبشة ، ومن ذلك قول
أبي سفيان يوم الفتح : لقد أمر أمر
ابن أبي [ ص: 1425 ] كبشة .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29024_30539_31843وأنه أهلك عادا الأولى وصف
عادا بالأولى لكونهم كانوا من قبل
ثمود .
قال
ابن زيد : قيل لها " عادا الأولى " ؛ لأنهم أول أمة أهلكت بعد
نوح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق هما عادان ، فالأولى أهلكت بالصرصر ، والأخرى أهلكت بالصيحة .
وقيل
عاد الأولى
قوم هود وعاد الأخرى
إرم .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50عادا الأولى بالتنوين والهمز ، وقرأ
نافع ،
وابن كثير ،
وابن محيصن بنقل حركة الهمزة على اللام وإدغام التنوين فيها .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=29024_30539_31847وثمود فما أبقى أي وأهلك
ثمود كما أهلك
عادا فما أبقى أحدا من الفريقين ،
وثمود هم
قوم صالح أهلكوا بالصيحة ، وقد تقدم الكلام على
عاد وثمود في غير موضع
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وقوم نوح من قبل أي وأهلك قوم
نوح من قبل إهلاك
عاد وثمود .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52إنهم كانوا هم أظلم وأطغى أي أظلم من
عاد وثمود وأطغى منهم ، أو أظلم وأطغى من جميع الفرق الكفرية ، أو أظلم وأطغى من مشركي العرب ، وإنما كانوا كذلك لأنهم عتوا على الله بالمعاصي مع طول مدة دعوة
نوح لهم ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما [ العنكبوت : 14 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29024_30539_33955والمؤتفكة أهوى الائتفاك الانقلاب : والمؤتفكة مدائن
قوم لوط ، وسميت المؤتفكة لأنها انقلبت بهم وصار عاليها سافلها ، تقول أفكته إذا قلبته ، ومعنى أهوى : أسقط ، أي أهواها
جبريل بعد أن رفعها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : جعلها تهوي .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فغشاها ما غشى أي ألبسها ما ألبسها من الحجارة التي وقعت عليها ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل [ الحجر : 74 ] وفي هذه العبارة تهويل للأمر الذي غشاها به وتعظيم له ، وقيل إن الضمير راجع إلى جميع الأمم المذكورة : أي فغشاها من العذاب ما غشى على اختلاف أنواعه .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29024_32409_29485فبأي آلاء ربك تتمارى هذا خطاب للإنسان المكذب : أي فبأي نعم ربك أيها الإنسان المكذب تشكك وتمتري ، وقيل الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضا لغيره ، وقيل لكل من يصلح له ، وإسناد فعل التماري إلى الواحد باعتبار تعدده بحسب تعدد متعلقه وسمى هذه الأمور المذكورة آلاء : أي نعما مع كون بعضها نقما لا نعما ، لأنها مشتملة على العبر والمواعظ ، ولكون فيها انتقام من العصاة ، وفي ذلك نصرة للأنبياء والصالحين .
قرأ الجمهور تتمارى من غير إدغام ، وقرأ
يعقوب ،
وابن محيصن بإدغام إحدى التاءين في الأخرى .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هذا نذير من النذر الأولى أي هذا
محمد رسول إليكم من الرسل المتقدمين قبله فإنه أنذركم كما أنذروا قومهم ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب وغيرهما .
وقال
قتادة : يريد القرآن ، وأنه أنذر بما أنذرت به الكتب الأولى ، وقيل هذا الذي أخبرنا به عن أخبار الأمم تخويف لهذه الأمة من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك . كذا قال
أبو مالك .
وقال
أبو صالح : إن الإشارة بقوله : " هذا " إلى ما في صحف
موسى وإبراهيم .
والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29024_30292أزفت الآزفة أي قربت الساعة ودنت ، سماها آزفة لقرب قيامها ، وقيل لدنوها من الناس .
كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة أخبرهم بذلك ليستعدوا لها .
قال في الصحاح : أزفت الآزفة : يعني القيامة وأزف الرجل عجل ، ومنه قول الشاعر :
أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58ليس لها من دون الله كاشفة أي ليس لها نفس قادرة على كشفها عند وقوعها إلا الله سبحانه ، وقيل كاشفة بمعنى انكشاف ، والهاء فيها كالهاء في العاقبة والداهية ، وقيل كاشفة بمعنى كاشف ، والهاء للمبالغة كراوية ، والأول أولى .
وكاشفة صفة لموصوف محذوف كما ذكرنا ، والمعنى : أنه لا يقدر على كشفها إذا غشت الخلق بشدائدها وأهوالها أحد غير الله ، كذا قال
عطاء ، ،
والضحاك ، ،
وقتادة وغيرهم .
ثم وبخهم الله سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أفمن هذا الحديث تعجبون المراد بالحديث القرآن : أي كيف تعجبون منه تكذيبا .
وتضحكون منه استهزاء مع كونه غير محل للتكذيب ولا موضع للاستهزاء ولا تبكون خوفا وانزجارا لما فيه من الوعيد الشديد .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وأنتم سامدون في محل نصب على الحال ، ويجوز أن تكون مستأنفة لتقرير ما فيها ، والسمود : الغفلة والسهو عن الشيء .
وقال في الصحاح : سمد سمودا رفع رأسه تكبرا ، فهو سامد قال الشاعر :
سوامد الليل خفاف الأزواد
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : السمود اللهو ، والسامد اللاهي ، يقال للقينة : أسمدينا ، أي ألهينا بالغناء ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : سامدون خامدون .
قال الشاعر :
رمى الحدثان نسوة آل عمرو بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فاسجدوا لله واعبدوا لما وبخ سبحانه المشركين على الاستهزاء بالقرآن والضحك منه والسخرية به وعدم الانتفاع بمواعظه وزواجره أمر عباده المؤمنين بالسجود لله والعبادة له ، والفاء جواب شرط محذوف : أي إذا كان الأمر من الكفار كذلك ، فاسجدوا لله واعبدوا ، فإنه المستحق لذلك منكم ، وقد تقدم في فاتحة السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد عند تلاوة هذه الآية ، وسجد معه الكفار ، فيكون المراد بها سجود التلاوة ، وقيل سجود الفرض .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وأنه هو أغنى وأقنى قال : أعطى وأرضى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وأنه هو رب الشعرى قال : هو الكوكب الذي يدعى الشعرى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14880الفاكهي عنه أيضا قال : نزلت هذه الآية في
خزاعة ، وكانوا يعبدون الشعرى ، وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء .
وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هذا نذير من النذر الأولى قال :
محمد صلى الله عليه وسلم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا قال : الآزفة من
nindex.php?page=treesubj&link=30291أسماء القيامة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد في الزهد
وهناد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16203صالح أبي الخليل قال :
لما نزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أفمن هذا الحديث تعجبون nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وتضحكون ولا تبكون فما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يتبسم .
[ ص: 1426 ] ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد : فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكا ولا متبسما حتى ذهب من الدنيا .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : سامدون قال : لاهون معرضون عنه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
وأبو عبيد في فضائله
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي
nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في سننه عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وأنتم سامدون قال : الغناء باليمانية ، كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عنه أيضا في قوله : سامدون قال : كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم شامخين ، ألم تر إلى البعير كيف يخطر شامخا .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
أبي خالد الوالبي قال : خرج
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب علينا وقد أقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدم فقال : ما لكم سامدون ، لا أنتم في صلاة ولا أنتم في جلوس تنتظرون ؟ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=43وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=44وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=45وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57أَزِفَتِ الْآزِفَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=43nindex.php?page=treesubj&link=29024_28783وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى أَيْ هُوَ الْخَالِقُ لِذَلِكَ وَالْقَاضِي بِسَبَبِهِ .
قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَالْكَلْبِيُّ : أَضْحَكَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ وَأَبْكَى أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : أَضْحَكَ الْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ وَأَبْكَى السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ ، وَقِيلَ أَضْحَكَ مَنْ شَاءَ فِي الدُّنْيَا بِأَنْ سَرَّهُ وَأَبْكَى مَنْ شَاءَ بِأَنْ غَمَّهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16065سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : أَضْحَكَ الْمُطِيعِينَ بِالرَّحْمَةِ وَأَبْكَى الْعَاصِينَ بِالسُّخْطِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=44وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا أَيْ قَضَى أَسْبَابَ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ ، وَلَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُهُ ، وَقِيلَ خَلَقَ نَفْسَ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ [ الْمُلْكِ : 2 ] وَقِيلَ أَمَاتَ الْآبَاءَ وَأَحْيَا الْأَبْنَاءَ ، وَقِيلَ أَمَاتَ فِي الدُّنْيَا وَأَحْيَا لِلْبَعْثِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِمَا النَّوْمُ وَالْيَقَظَةُ .
وَقَالَ
عَطَاءٌ : أَمَاتَ بِعَدْلِهِ وَأَحْيَا بِفَضْلِهِ ، وَقِيلَ أَمَاتَ الْكَافِرَ وَأَحْيَا الْمُؤْمِنَ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ [ الْأَنْعَامِ : 122 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=29024_32404_28661_19791وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى الْمُرَادُ بِالزَّوْجَيْنِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ ، وَلَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ
آدَمُ وَحَوَّاءُ فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخْلَقَا مِنَ النُّطْفَةِ : وَالنُّطْفَةُ الْمَاءُ الْقَلِيلُ ، وَمَعْنَى إِذَا تُمْنَى إِذْ تُصَبُّ فِي الرَّحِمِ وَتَدْفُقُ فِيهِ ، كَذَا قَالَ
الْكَلْبِيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرُهُمْ ، يُقَالُ مَنَى الرَّجُلُ وَأَمْنَى : أَيْ صَبَّ الْمَنِيَّ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46إِذَا تُمْنَى إِذَا تُقَدَّرُ : يُقَالُ مَنَيْتُ الشَّيْءَ : إِذَا قَدَّرْتُهُ وَمُنِيَ لَهُ أَيْ قُدِّرَ لَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
حَتَّى تُلَاقِي مَا يُمَنِّي لَكِ الْمَانِي
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُقَدِّرُ مِنْهَا الْوَلَدَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29024_30337وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى أَيْ إِعَادَةَ الْأَرْوَاحِ إِلَى الْأَجْسَامِ عِنْدَ الْبَعْثِ وَفَاءً بِوَعْدِهِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " النَّشْأَةَ " بِالْقَصْرِ بِوَزْنِ الضَّرْبَةِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو بِالْمَدِّ بِوَزْنِ الْكَفَالَةِ ، وَهُمَا عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ مَصْدَرَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=29024_29711وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى أَيْ أَغْنَى مَنْ شَاءَ وَأَفْقَرَ مَنْ شَاءَ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=26يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [ الرَّعْدِ : 26 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=245يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ : أَغْنَى : مَوَّلَ ، وَأَقْنَى : أَخْدَمَ ، وَقِيلَ مَعْنَى أَقْنَى : أَعْطَى الْقِنْيَةَ ، وَهِيَ مَا يُتَأَثَّلُ مِنَ الْأَمْوَالِ .
وَقِيلَ مَعْنَى أَقْنَى أَرْضَى بِمَا أَعْطَى : أَيْ أَغْنَاهُ ، ثُمَّ رَضَّاهُ بِمَا أَعْطَاهُ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : قَنَّى الرَّجُلُ قِنًى ، مِثْلَ غَنِيَ غِنًى : أَيْ أَعْطَاهُ مَا يَقْتَنِي ، وَأَقْنَاهُ أَرْضَاهُ ، وَالْقِنَى الرِّضَا : قَالَ
أَبُو زَيْدٍ : تَقُولُ الْعَرَبُ مَنْ أَعْطَى مِائَةً مِنَ الْبَقَرِ فَقَدْ أَعْطَى الْقِنَى ، وَمَنْ أَعْطَى مِائَةً مِنَ الضَّأْنِ فَقَدْ أَعْطَى الْغِنَى ، وَمَنْ أَعْطَى مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَقَدْ أَعْطَى الْمُنَى .
قَالَ
الْأَخْفَشُ ،
وَابْنُ كَيْسَانَ : أَقْنَى أَفْقَرَ ، وَهُوَ يُؤَيِّدُ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى هِيَ كَوْكَبٌ خَلَفَ الْجَوْزَاءِ كَانَتْ
خُزَاعَةُ تَعْبُدُهَا ، وَالْمُرَادُ بِهَا الشِّعْرَى الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْعُبُورُ ، وَهِيَ أَشَدُّ ضِيَاءً مِنَ الشِّعْرَى الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْغُمَيْصَاءُ .
وَإِنَّمَا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ رَبُّ الشِّعْرَى مَعَ كَوْنِهِ رَبًّا لِكُلِّ الْأَشْيَاءِ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُهَا ، وَأَوَّلُ مَنْ عَبَدَهَا أَبُو كَبْشَةَ ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ ، وَكَانَتْ
قُرَيْشٌ تَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ تَشْبِيهًا لَهُ بِهِ لِمُخَالَفَتِهِ دِينَهُمْ كَمَا خَالَفَهُمْ
أَبُو كَبْشَةَ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
أَبِي سُفْيَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ : لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ
ابْنُ أَبِي [ ص: 1425 ] كَبْشَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=29024_30539_31843وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى وَصَفَ
عَادًا بِالْأُولَى لِكَوْنِهِمْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ
ثَمُودَ .
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : قِيلَ لَهَا " عَادًا الْأُولَى " ؛ لِأَنَّهُمْ أَوَّلُ أُمَّةٍ أُهْلِكَتْ بَعْدَ
نُوحٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقٍ هُمَا عَادَانِ ، فَالْأُوْلَى أُهْلِكَتْ بِالصَّرْصَرِ ، وَالْأُخْرَى أُهْلِكَتْ بِالصَّيْحَةِ .
وَقِيلَ
عَادٌ الْأُولَى
قَوْمُ هُودٍ وَعَادٌ الْأُخْرَى
إِرَمُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=50عَادًا الْأُولَى بِالتَّنْوِينِ وَالْهَمْزِ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِنَقْلِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ وَإِدْغَامِ التَّنْوِينِ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=29024_30539_31847وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى أَيْ وَأَهْلَكَ
ثَمُودَ كَمَا أَهْلَكَ
عَادًا فَمَا أَبْقَى أَحَدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ ،
وَثَمُودُ هُمْ
قَوْمُ صَالِحٍ أُهْلِكُوا بِالصَّيْحَةِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى
عَادٍ وَثَمُودَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ أَيْ وَأَهْلَكَ قَوْمَ
نُوحٍ مِنْ قَبْلِ إِهْلَاكِ
عَادٍ وَثَمُودَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=52إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى أَيْ أَظْلَمَ مِنْ
عَادٍ وَثَمُودَ وَأَطْغَى مِنْهُمْ ، أَوْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى مِنْ جَمِيعِ الْفِرَقِ الْكُفْرِيَّةِ ، أَوْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ ، وَإِنَّمَا كَانُوا كَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ عَتَوْا عَلَى اللَّهِ بِالْمَعَاصِي مَعَ طُولِ مُدَّةِ دَعْوَةِ
نُوحٍ لَهُمْ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا [ الْعَنْكَبُوتِ : 14 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29024_30539_33955وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى الِائْتِفَاكُ الِانْقِلَابُ : وَالْمُؤْتَفِكَةُ مَدَائِنُ
قَوْمِ لُوطٍ ، وَسُمِّيَتِ الْمُؤْتَفِكَةَ لِأَنَّهَا انْقَلَبَتْ بِهِمْ وَصَارَ عَالِيهَا سَافِلَهَا ، تَقُولُ أَفَكْتُهُ إِذَا قَلَبْتُهُ ، وَمَعْنَى أَهْوَى : أَسْقَطَ ، أَيْ أَهْوَاهَا
جِبْرِيلُ بَعْدَ أَنْ رَفَعَهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : جَعَلَهَا تَهْوِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=54فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى أَيْ أَلْبَسَهَا مَا أَلْبَسَهَا مِنَ الْحِجَارَةِ الَّتِي وَقَعَتْ عَلَيْهَا ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ [ الْحِجْرِ : 74 ] وَفِي هَذِهِ الْعِبَارَةِ تَهْوِيلٌ لِلْأَمْرِ الَّذِي غَشَّاهَا بِهِ وَتَعْظِيمٌ لَهُ ، وَقِيلَ إِنَّ الضَّمِيرَ رَاجِعٌ إِلَى جَمِيعِ الْأُمَمِ الْمَذْكُورَةِ : أَيْ فَغَشَّاهَا مِنَ الْعَذَابِ مَا غَشَّى عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=29024_32409_29485فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى هَذَا خِطَابٌ لِلْإِنْسَانِ الْمُكَذِّبِ : أَيْ فَبِأَيِّ نِعَمِ رَبِّكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ الْمُكَذِّبُ تُشَكِّكُ وَتَمْتَرِي ، وَقِيلَ الْخِطَابُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْرِيضًا لِغَيْرِهِ ، وَقِيلَ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ ، وَإِسْنَادُ فِعْلِ التَّمَارِي إِلَى الْوَاحِدِ بِاعْتِبَارِ تَعَدُّدِهِ بِحَسَبِ تَعَدُّدِ مُتَعَلَّقِهِ وَسَمَّى هَذِهِ الْأُمُورَ الْمَذْكُورَةَ آلَاءً : أَيْ نِعَمًا مَعَ كَوْنِ بَعْضِهَا نِقَمًا لَا نِعَمًا ، لِأَنَّهَا مُشْتَمِلَةٌ عَلَى الْعِبَرِ وَالْمَوَاعِظِ ، وَلِكَوْنِ فِيهَا انْتِقَامٌ مِنَ الْعُصَاةِ ، وَفِي ذَلِكَ نُصْرَةٌ لِلْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ تَتَمَارَى مِنْ غَيْرِ إِدْغَامٍ ، وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِإِدْغَامِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ فِي الْأُخْرَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى أَيْ هَذَا
مُحَمَّدٌ رَسُولٌ إِلَيْكُمْ مِنَ الرُّسُلِ الْمُتَقَدِّمِينَ قَبْلَهُ فَإِنَّهُ أَنْذَرَكُمْ كَمَا أَنْذَرُوا قَوْمَهُمْ ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَغَيْرُهُمَا .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : يُرِيدُ الْقُرْآنَ ، وَأَنَّهُ أَنْذَرَ بِمَا أَنْذَرَتْ بِهِ الْكُتُبُ الْأُولَى ، وَقِيلَ هَذَا الَّذِي أَخْبَرَنَا بِهِ عَنْ أَخْبَارِ الْأُمَمِ تَخْوِيفٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ بِأُولَئِكَ . كَذَا قَالَ
أَبُو مَالِكٍ .
وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : إِنَّ الْإِشَارَةَ بِقَوْلِهِ : " هَذَا " إِلَى مَا فِي صُحُفِ
مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29024_30292أَزِفَتِ الْآزِفَةُ أَيْ قَرُبَتِ السَّاعَةُ وَدَنَتْ ، سَمَّاهَا آزِفَةً لِقُرْبِ قِيَامِهَا ، وَقِيلَ لِدُنُوِّهَا مِنَ النَّاسِ .
كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ أَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ لِيَسْتَعِدُّوا لَهَا .
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : أَزِفَتِ الْآزِفَةُ : يَعْنِي الْقِيَامَةَ وَأَزِفَ الرَّجُلُ عَجِلَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا لَمَّا تَزَلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=58لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ أَيْ لَيْسَ لَهَا نَفْسٌ قَادِرَةٌ عَلَى كَشْفِهَا عِنْدَ وُقُوعِهَا إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، وَقِيلَ كَاشِفَةٌ بِمَعْنَى انْكِشَافٍ ، وَالْهَاءُ فِيهَا كَالْهَاءِ فِي الْعَاقِبَةِ وَالدَّاهِيَةِ ، وَقِيلَ كَاشِفَةٌ بِمَعْنَى كَاشِفٍ ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كَرَاوِيَةٍ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَكَاشِفَةٌ صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ كَمَا ذَكَرْنَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى كَشْفِهَا إِذَا غَشَتِ الْخَلْقَ بِشَدَائِدِهَا وَأَهْوَالِهَا أَحَدٌ غَيْرُ اللَّهِ ، كَذَا قَالَ
عَطَاءٌ ، ،
وَالضَّحَّاكُ ، ،
وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ .
ثُمَّ وَبَّخَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ الْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ الْقُرْآنُ : أَيْ كَيْفَ تَعْجَبُونَ مِنْهُ تَكْذِيبًا .
وَتَضْحَكُونَ مِنْهُ اسْتِهْزَاءً مَعَ كَوْنِهِ غَيْرَ مَحَلٍّ لِلتَّكْذِيبِ وَلَا مَوْضِعٍ لِلِاسْتِهْزَاءِ وَلَا تَبْكُونَ خَوْفًا وَانْزِجَارًا لِمَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً لِتَقْرِيرِ مَا فِيهَا ، وَالسُّمُودُ : الْغَفْلَةُ وَالسَّهْوُ عَنِ الشَّيْءِ .
وَقَالَ فِي الصِّحَاحِ : سَمَدَ سُمُودًا رَفَعَ رَأْسَهُ تَكَبُّرًا ، فَهُوَ سَامِدٌ قَالَ الشَّاعِرُ :
سَوَامِدَ اللَّيْلِ خِفَافَ الْأَزْوَادِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : السُّمُودُ اللَّهْوُ ، وَالسَّامِدُ اللَّاهِي ، يُقَالُ لِلْقَيْنَةِ : أَسَمِدِينَا ، أَيْ أَلْهِينَا بِالْغِنَاءِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : سَامِدُونَ خَامِدُونَ .
قَالَ الشَّاعِرُ :
رَمَى الْحَدَثَانِ نِسْوَةَ آلِ عَمْرٍو بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودَا
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضَا وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ الْبِيضَ سُودَا
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=62فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا لَمَّا وَبَّخَ سُبْحَانَهُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الِاسْتِهْزَاءِ بِالْقُرْآنِ وَالضَّحِكِ مِنْهُ وَالسُّخْرِيَةِ بِهِ وَعَدَمِ الِانْتِفَاعِ بِمَوَاعِظِهِ وَزَوَاجِرِهِ أَمَرَ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالسُّجُودِ لِلَّهِ وَالْعِبَادَةِ لَهُ ، وَالْفَاءُ جَوَابُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ إِذَا كَانَ الْأَمْرُ مِنَ الْكُفَّارِ كَذَلِكَ ، فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ، فَإِنَّهُ الْمُسْتَحِقُّ لِذَلِكَ مِنْكُمْ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي فَاتِحَةِ السُّورَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ عِنْدَ تِلَاوَةِ هَذِهِ الْآيَةِ ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْكُفَّارُ ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِهَا سُجُودَ التِّلَاوَةِ ، وَقِيلَ سُجُودُ الْفَرْضِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى قَالَ : أَعْطَى وَأَرْضَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى قَالَ : هُوَ الْكَوْكَبُ الَّذِي يُدْعَى الشِّعْرَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14880الْفَاكِهِيُّ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
خُزَاعَةَ ، وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الشِّعْرَى ، وَهُوَ الْكَوْكَبُ الَّذِي يَتْبَعُ الْجَوْزَاءَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=56هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى قَالَ :
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْآزِفَةُ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30291أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ
وَهَنَّادٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16203صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=59أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=60وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ فَمَا ضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَتَبَسَّمَ .
[ ص: 1426 ] وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ : فَمَا رُؤِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا وَلَا مُتَبَسِّمًا حَتَّى ذَهَبَ مِنَ الدُّنْيَا .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : سَامِدُونَ قَالَ : لَاهُونَ مُعْرِضُونَ عَنْهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي ذَمِّ الْمَلَاهِي
nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=61وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ قَالَ : الْغِنَاءُ بِالْيَمَانِيَّةِ ، كَانُوا إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ تَغَنَّوْا وَلَعِبُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
وَأَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ : سَامِدُونَ قَالَ : كَانُوا يَمُرُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَامِخِينَ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَعِيرِ كَيْفَ يَخْطُرُ شَامِخًا .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ قَالَ : خَرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْنَا وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَنَحْنُ قِيَامٌ نَنْتَظِرُهُ لِيَتَقَدَّمَ فَقَالَ : مَا لَكُمْ سَامِدُونَ ، لَا أَنْتُمْ فِي صَلَاةٍ وَلَا أَنْتُمْ فِي جُلُوسٍ تَنْتَظِرُونَ ؟ .